أسبوع الأزياء الراقية في باريس ما بين الفن والجمال والبدايات

  • 11/14/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد NORA ALBESHER في مَطلع شهر يوليو وبتوقيته المجدول المعتاد حلَّ الأسبوع المنتظر في عالم الموضة، أسبوع الأزياء الراقية في باريس. فكان موسم خريف وشتاء 2023 للهوت كوتور مزدحما بالمجموعات المرتقبة والفن والتقنيات الدقيقة والحرفة اليدوية الفاخرة التي تميز هذا الوقت الذهبي من العام الذي يأتي مرتين، ليكسر بساطة الملابس الجاهزة، وتعدد مصمميه بقلة مختارة تعرض مجموعاتها الأخاذة خلاله. للبعض يتنحى المنطق جانبا، لتقود المجموعة الرؤية والفن المتجرد، وللبعض الآخر نجد أنهم كرسوا أصعب التقنيات وأطولها فترة تنفيذ لخدمة الجمال الذي لا يمكننا التماسه إلا في أسبوع الكوتور في بـاريس. التوقيع السيريالي لــ"سكابريلي" يصطدم بأنواع الفنون الأخرى، فهل ينسجمان؟ ابتدأ أسبوع الأزياء الراقية في باريس لموسم خريف وشتاء 2023 على نغمة سيريالية لربما كانت هذه النغمة أقل جدلا من مجموعة INFERNO لـربيع وصيف 2023 التي قدمها المدير الإبداعي الأمريكي للدار الفرنسية في يناير من هذا العام، حيث عرض مجموعة احتوت على رؤوس حيوانات واقعية جدا لدرجة السريالية. هذه المجموعة بعنوان AND THE ARTISTS.. وهو عنوان مُشتق من كتاب SCHIAPARELLI AND THE ARTISTS الذي نشرته RIZZOLI في 2017 بمناسبة الذكرى السنوية التسعين لدار الأزياء الراقية. يحتفل هذا الكتاب بشغف المصممة المؤسسة "إلسا سكابريلي" الإبداعي المشترك مع الفنانين المرموقين في القرن العشرين، فكانت مُخرجات تعاوناتهم الفنية التي تُرجمت، وشُكلت من قِبل "إلسا" على شكل أزياء ثورية ومحورية غيرت مشهد الأزياء الباريسي والعالمي للأبد. في PETIT PALAIS في باريس جَمعت "سكابريلي" الحضور المتحمسين لرؤية المجموعة الجديدة التي سيقدمها "دانيل روزبيري". ابتدأت المجموعة بإطلالة تتحدى الجاذبية الأرضية بهيكلية وبُنية رائعتين، التنورة غير المُتماثلة الحاشية والسُترة الواقـــفة باللـــــون الأســـــود والبــــطــــــــانة البيضاء التي أطلت من داخــــل الكــــم وتحــــــت اليـــــاقة السوداء. هذه الإطــــــلالــــــة الأولـــــى حَملـــــت التــــــوازن المألوف الذي يُقــــــدمـــــــــه "روزبيــــــري" في دار "سكـــابــريـــــــلي"، حيث امتزجت الأناقة والهيكلية الأنثوية والألوان الكلاسيكية من الأسود والأبيض فيها بالسيريالية عندما ننظر إلى العارضة "مُنى توغارد"، وهي تُكمل جمالية الإطلالة بحقيبة مُذهبة على شكل تفاحة تتوسطها أذن مخرومة بأقراط. الإكسسوارات الذهبية السيريالية التي تتخذ شكل أعضاء الجسم حاضرة، وأصبحت إقرارا وجوديا لحِس "دانيل روزبيري"، وإعادة تصوره الشخصية لسيريالية "إلسا سكابريلي". تبعتها إطلالة مُميزة مُهجنة وغير متساوية بفن الخداع البصري TROMPE-L'ŒIL مستوحاة من الفنان البريطاني "لوسيان فرويد" المُتخصص في الفن التصويري، وعُرف بأنه واحد من أهم رسامي البورتريه في القرن العشرين، حيث تكونت من فستان أسود ضخم من الخلف بطبقات مُتعددة تسحب على أرض المدرج. أما مُقدمة الإطلالة، فهي معطف أبيض بياقة مرتفعة وضخمة وأكمام واسعة، تزين بتفاصيل فنية على شكل ظلال جسد ويد مرسومة في موقع استراتيجي، إذ ظهرت كأنها يد العارضة، وهي خارجة من الكم بينما تختفي ذراعاها الحقيقيتان داخل أكمام المعطف. يقـــــول "روزبيــــــري": "لــطــــالـــــما كانـــت "سـكـــابــــــــريـلي" في محــــــــادثــــــة مع الفن: شكــــل واحــــد من أشكال الفن يتحدث إلى الآخر ويستوحي منه. في هذه المجموعة، استلهمتُ كل قطعة بطريقة أو بأخرى مــــن فنـــــان، إمـــــا في وقـــت "إلـســـــــا"، أو في منتصف القرن، أو من عصرنا". ابتدأت الإطلالات تتوالى، واتسمت المجموعة بتركيزها على الأحجام الضخمة والصور الظلية المُحددة والغريبة. اشتقاقا من "كلاين" الرائد في تطوير فنون الأداء، صبغت أجزاء من أجساد وأوجه العارضات باللون الأزرق المثالي YVES KLEIN BLUE الذي بدل درجة الذهبي المُعتادة لـ"سكابريلي". ومع تدفق إطلالات مجموعة الكوتور تدفقت معها توجهات فنية أخرى لفنانين مختلفين، تشير كل قطعة إلى فنان ليس من أي عصر أو مدرسة محددين. من كارديجان وتنورة كروشيه مصنوعة ومُطرزة من مرايا مكسورة غير منتظمة مستوحاة من "جاك ويتن" الرسام والنحات الأمريكي إلى معطف أنبوبي صوفي بأذرع خشبية متقاطعة من الأمام، ومعطف فرو صناعي يحاكي سعف النخيل في فندق "ريجينا" الذي يضم استوديو "ماتيس"، الفنان البصري الفرنسي. أحجام ضخمة، ومشدات مكشوفة أنثوية، درابيه وأجساد زرقاء وصور ظلية غير متماثلة، العناصر جميعها جريئة وبيانية بحد ذاتها، وهو ما تسبب في انخفاض مستوى التناغم وارتفاع القيمة الفنية التي اتخذت توجهات عدة. تحولت مجموعة الأزياء هذا الموسم إلى معرض للفن على مدرج "سكابريلي". أناقة مُبَسَّطة وجمال أثيري.. "ديور" تعيد استكشاف الأساطير من عدسة النقاء في حدائق متحف "رودان" في باريس أسدلت دار "ديور" الستار على مجموعة خريف وشتاء 2023 للأزياء الراقية تحت قيادة المديرة الإبداعية "ماريا غراتسيا كيوري". افتتحت المجموعة إطلالة تميزت ببياضها الصافي بفستان يلامس الأرض بطوله، مع رداء متصل منسدل على الأكتاف، وخط رقبة مرتفع، أضافت خطوطه النظيفة من أول نظرة انطباع البساطة الساحرة الذي ازداد تعقيدا مع كل إطلالة، لكن ظلَّ محافظا على النقاء الحسي والبصري الذي تخلل إيقاع المجموعة التي نبضت بحرفة الكوتور والأزياء الراقية. وكعادة المديرة الإبداعية لدار "ديور"، تبين تقديرها للفن ودعمها للحرفيين من كافة بقاع العالم، وخاصة الهند، في اللوحة المُطرزة الجدارية الضخمة التي غطت جدران القاعة، وبرزت كخلفية حيوية وزاهية بألوانها التي جاءت معاكسة لنقاء المجموعة وحيادية درجاتها. تم استنساخ الصور المرسومة المستوحاة من الأساطير للفنانة "مارتا روبرتي" كلوحة مطرزة جمالية ومتناهية الدقة، وعريضة وكبيرة المدى بحجمها، من قبل الحرفيين في ورش "تشاناكيا" الدولية ومدرسة "تشاناكيا" للحرف اليدوية في الهند. المجموعة مستوحاة من منبع إلهام مستمر للمصممة الإيطالية المتربعة على عرش الدار الفرنسية العريقة، الأساطير والآلهة اليونانية الرومانية مستكشفة هذه المرة بخطوط بسيطة ولوحة الألوان المحدودة التي رسمت بظلال الأبيض والبيج والفضي والذهبي الشاحب والأسود رؤية أنيقة تسلط بها الأنظار على الهيكلية النحتية والتطريز المعقد الذي تميز بخيوط معدنية وأقراص وشك متلألئ، ليسمح للصور الظلية الأنثوية بأن تصبح المحور الأساسي للمجموعة، فلطالما ارتبط اسم "ديور" بحرفة الكوتور وهيكليته العظيمة والأنوثة الطاغية. لا يمكنني عند النظر الى المجموعة الأنيقة إلا أن أفضل الفستان الذي تزين بتطريز الورد الجميل على القماش الشبكي الرقيق الذي يُشير إلى الأعمدة الحجرية الرومانية التي اجتاحتها الطبيعة، وغطتها الأغصان مع مرور الزمن، صورة أزياء شاعرية تَدل على مصدر الإلهام وتوقيع الدار. الأساطير الكلاسيكية والفنون اليونانية الرومانية القديمة هي المأخذ من هذه المجموعة. مع الإطلالات الأنيقة التي توازنت ما بين الهيكلية الواضحة والانسيابية وحضور أخّاذ لسترة البار الكلاسيكية الخالدة لـ"ديور" التي نُفذت بتمويه معالم هذه السترة المحورية وجعلها أكثر مرونة، وتنسيقها مع التنورة الطويلة في عدة إطلالات. أجد أنه مع هذه المجموعة، تجلب "ماريا غراتسيا كيوري" دون عناء نمطا متكررا يُحدد عملها طوال المواسم. لم نرَ بعد كسرها للقالب الذي صنعته ومغامرتها في عالم الدراما والمبالغة والوصول إلى الجمال الذي يعلن عن التمييز الصاخب ما بين الأزياء الراقية والملابس الجاهزة. "شـانيل" تُلون الممشى الحجري على ضِفة نهر السين بدرجات من الوردي عاكِسة روح المجموعة الحالمة اختارت المديرة الإبداعية لدار "شانيل" موقعا خارجيا لعرض مجموعة موسم خريف وشتاء 2023-24 للأزياء الراقية، على ضِفة نهر السين. وفي منظر خلاب للسماء الصافية الزرقاء التي يتوسطها برج إيفل وعلى أرض PORT DE la CONFÉRENCE الذي تم تلوين حجارته بدرجات من اللون الوردي، حَرك الهواء الطلق الأقمشة الرقيقة التي اكتسحت المجموعة مع نقيضها التويد، القماش الأكثر سمكا ووزنا، والقماش الأيقوني للـدار. افتتحت العرض سفيرة "شـانيل" "كارولين دي ميغريه"، واضعة يديها في جيوب المعطف التويد الأزرق المُحاكي لزرقة منتصف الليل تكسرها الأزرار الوردية المتلألئة، ظهرت كأنها في نزهة عفوية على طول ضفاف نهر السين في باريس. اتسم العرض بطابع تلقائي يوصل أسلوب الحياة لامرأة "شـانيل" الباريسية، حيث تَلت "كارولين دي ميغريه" "فيتوريا سيريتي" عارضة إطلالة سوداء رائعة ومُعقدة بتعدد الأقمشة السوداء التي تَشكل منها المعطف التويد اللامع بالترتر والأزرار الزهرية وبلوزة شفافة مُكملة بتنورة كاملة من الترتر تصل إلى تحت الركبة. تبعتها عارضة حملت سلة ممتلئة بالورد كما لو أنها انتهت من زيارة للأسواق المحلية حديثا بمعطف أسود طويل ولامع بخط رقبة أنثوي ودائري. وأخرى ظهرت ماشية بجانب كلبها، مرافقا لها في نزهة وهي ترتدي سترة حمراء جذابة مُنسقة مع بنطال أسود مُقلم. استمر هذا الطابع العفوي الذي اكتسح جوّه وأناقة حضوره اللون الزهري بأشكال وتطريزات ودرجات مُتعددة، فلم يكن واضحا وصريحا، بل تسلل بصورة رقيقة واستراتيجية، في أزرار زهرية للمعاطف السوداء التي تُناقضها بتشبع لونها والرش اللماع الذي يزين قماش التويد، كـملايين النجوم الساطعة بضوء وردي في فضاء مُظلم، وتخلل في خيوط الأقمشة المتقاطعة في بعض الإطلالات. كما أتى بظهور قوي في إطلالة كامله زهرية تمثلت في معطف جميل يُزينه حزام ناعم مُطعم بالورد. الورد كان مظــهـــرا تفســـيــــريـــا وظـــاهريا آخر تشكل عليه اللــــــــــون الـــــوردي ودرجــــات الزهــــري، فســـــــتان ناعم من الدانتيل والشيفون تحلى بدمجه لوردة الدار الأيقونية الكاميليا السوداء والكوبية الوردية والبـــــابونج الأزرق. وبــــدلة تنــــــورة بهيكلية واضحة وصـــــورة الســــاعة الرمليـــــة الظليــــــــة امتازت بنقش مربعات معدنية متناثرة بمجموعات من الريش الساطع، تُزينها مُطرزات تشبه بتلات الزهور بأزرار زجاجية على شكل توت العليق. المجموعة طغى عليها عناصر متناقضة من الحِدة والنعومة، والألوان الداكنة والمُشَبعة والدرجات الهادئة والرومانسية. جسد هذه التناقضات الأقمشة الرقيقة كالحرير والشيفون التي وجدت في انسجام وحضور مع التويد. ختمت العرض عروس "شـانيل" بفستان قصير ناعم ذو خصر منخفض، ليحاكي عقد العشرينيات الميلادية التي تسيدت بها مؤسسة الدار "كوكو شانيل"، بأكمام من الأورغانزا وخط رقبة تزين بكشكشة تتوسطه شريطة ناعمة وأنثوية وطرحة رأس بسيطة مُنسدلة على وجه العارضة. كانت المجموعة التي تخيلتها "فيرجيني فيارد" على طول ضفاف نهر السين في باريس، تفسيرا نظريا من خلال الأزياء للجاذبية التي تمتاز بها امرأة "شانيل" على مَر العقود وروحها الباريسية ما بين القوة والرقة، والحساسية والجرأة. ينعكس ما ترتديه، وما تقرؤه وتفكر فيه، وموقفها من الحياة في تجميع التويدات والشيفون الحريري والأورغانزا والدانتيل المرصع، حيث يشهد تكوين الزخارف الزهرية والرسومية عالما إبداعيا غنيا وأنثويا في طبقات متغيرة من الضوء والظلام والتناظر وعدم التماثل. "ايلي صعب" ولمحات من ماضٍ بعيد إلى الحاضر الساحر كما عودنا المصمم اللبناني "إيلي صعب" على مَرّ المواسم والعقود، يأخذنا إلى رحلة عاطفية وبصرية تتكلل في مجموعة الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2023. "إيلي صعب" الذي أسس داره المعروفة عالميا، والمُحتـــــفى بها مــحــلــيــــا وعــــلى مســــتـــــــوى الشــــــــــرق الأوسط قبل أكثر من 40 عاما، ما زال "صَعب" لا يساوم عند الأناقة الأنثوية التي تُشع ببريق الشك والتطريز الذي بحرفته وتَميزه يلائم بشكل كبير المرأة الشرقية وميولها المعروف للتأنق المترف والفساتين الجميلة جدا التي بحضورها تخطف الأنفاس بدقة تفاصيلها ونعومة صورها الظلية. في هــــذه المـــجــمـــوعـــــة يســتـــمـــــر "إيـــلي صـعـــــــب" في تقديم حُلم من الفساتين والإطلالات المسائية التي تنوعت ما بين البدلات والفساتين الطويلة التي تميزت في هذه المجموعة ببساطة خطوطها ونعــومـــة أقــمـشـتـــــها، وخفـــــف "صَعب" من ضخامة حجمها، تاركا الطابع الدراماتيكي ليتوج إطلالة واحـــدة فقط مع إطـــلالة الـــعـــــروس التـــــــــي بدورهــــــا تَفــــردت بصــفـــات مختـــــلفة هذا الموسم، وأثبتت بتبديل اللون الأبيض ودرجاته المُرتبطة تاريخيا بإطلالة الزفاف إلى اللون الوردي الدافئ وقماشه المخملي الناعم والتطريز الدقيق بدرجات الذهبي والبرونزي الذي جاء في منطقة الصدر، وزَين المعطف الهيكلي البارز القصير الذي غطى الأكتاف، مانحا التول الرقيق الوردي المُنسدل من الطرحة الاستثنائية التي جاءت على شكل قُبعة للرأس لونا وتطريزات مماثلة للفستان. "إيلي صعب" بذكاء وحنكة للإخراج والتنسيق وجهود تكللت بالنجاح لدمج المجموعة وإنجاح انسجامها، افتتح خط الإطلالات بفستان مخملي باللون الوردي الرومانسي الدافئ، ليحاكي إطلالة العروس المرتقبة. أما المجموعة، فتكونت لتعني الدمج والاتحاد الذي جمع فترات زمنية وعقودا مختلفة من حقب تاريخية متعددة، يترجم "صعب" الكثير من محطات الماضي ومقتطفات من الحاضر إلى تفسيرات خيالية حول فضائل الجمال ومواصفاته التي نُحتت لتجمل القامة، وتتماشى مع حضور مرتديها. بدرجات وألوان هادئة كـالسماوي المائل إلى الرمادي والوردي إلى الألوان المشبعة الديناميكية كالبنفسجي والأخضر والأحمر، وبحضور قوي للذهبي والفضي مشت العارضات على أرض المدرج كبطلات من قصة خيالية زين معالمها عناصر جمالية اتسمت بالحضور الملكي وملامح تاريخية من خلال عدسة معاصرة من الروعة والاتزان. ظلام الليل وغموضه.. العالم الجديد الذي يخوضه "زهير مراد" عندما نفكر في مصممي ومصممات الأزياء الذين يُصممون لخدمة الجمال الكلاسيكي والأنثوي الذي يكمن هدفه الأسمى في إضفاء جمال ملبسي يضاهي جمال من ترتديها، "زهير مُراد" يتصدر القائمة الطويلة بلا شك. لـمــــوسم خريف وشـــــتاء 2023 يُقــــدم المُصــمـــم اللبـنـــــــــــــــاني مجموعة استكشافية، وبها يخرج عن دائرة الراحة التي لطالما استقرت بها أجواء مجموعاته السابقة العديدة، أناقة بارزة وحضور صارخ يتجلى في الشك والتطريز القوي الذي يكتسح أقمشة تصاميمه بألوان براقة أو هادئة وحتى مُشبعة، ولكن هذه المجموعة للأزياء الراقيـة التي أطلق عليها المصمم "عطر منتصف الليل" هيمن عليها اللون الأسود. الأسود في هذه المجموعة لم يعنِ فقط اللون والدرجة الداكنة، ولكن يعني الشخصية والطابع والمعاني الخيالية التي يتشكل عليها اللون، والحياة الليلية من كائناتها الغامضة مثل العناكب، حيث قدم "مُراد" تصاميم فضية بشك كامل لامع تشكل على شكل شبكة العنكبوت كـجمبـــسوت بتقـــنــــــية الـPEEKA-A-BOO ما بين الخيوط الفضيــــة والتل الشفاف الذي يسمح للبشرة بالظهور. تكـــــونـــت المجــمـــــوعـــــة من فســــاتيـــــن ظــهــــــرت بها المــشــــــدات والكورسيــــهــــات الســـــوداء التي أعطت طابعا حسيا وإغوائيا، ليكشف عن طبقة جديدة من الجرأة الشاعرية. الورد كان عنصرا أساسيا آخر حاضرا في المجموعة، من اللـــون الأحـــمــــر النـــابـــــض بالطـــاقة والرومانسية والأقمشة والطبعات التي تألقت في حضور الورد إلى الوردة بشكلها الفــعـــلي التي تزينـــــت بهـــا رقبـــــة الإطـــــلالات كبـــديــــل للعـــقــــد والمجوهرات. يقول "مُراد": "جو المجموعة بأكمله اتسم بالقوطي، حيث عُدت إلى عصر الغموض، والقصور المهجورة والليالي المظلمة". مَعاطف طويلة من الأقمشة الرقيقة الشفافة المنــــسدلة عـــلى الأكتـــــاف أو الصـــــدر أو تطيــــــــر بخفة خلف العارضة. أقمشة ومواد جديدة انضمت إلى قاموس "زهير مراد" الحسي، المطاط LATEX وقماش الجيرسي الذي أراد "مُراد" توصيـــل مستـــــوى جـــــديد للبســــــــاطة في عالم متناهي الأناقة والكوتور. وكسرت سواد المجموعة بحضورها عروس "زهير مراد"، حيث أتت بأنوثة طاغية وحضور فخم وفاره الحجم ولون الفستان الأبيض الجميل الذي تزين بورود مطرزة ولامعة متناهية الرومانسية والخيالية، فكانت في مجموعة مغايرة لطابع المصمم كالدلالة الواضحة المعتادة لتوقيعه. "رامي العلي" ما بين تقنية الأوريغامي والتصاميم النابضة بالحركة لطالما أعرب المصمم السوري عن حبه للجماليات الراقية، وفضوله لقابلية الأقمشة في التلاعب والتشكيل. قدم "رامي العلي" مجموعة خريف وشتاء 2023 للأزياء الراقية في باريس، وكانت تحمل الحمض النووي للمصمم ممتدا وموجودا في الـ30 إطلالة التي كونت المجموعة. استلهم المصمم المجموعة وإحساسها من الفنان البصري الفرنسي الشهير "هنري ماتيس". تكريما لعصر الـCUT-OUTS شهير السمعة خلال أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، يستكشف المصمم المبادئ نفسها التي تم تصويرها في عمل "ماتيس" "النحت بالألوان"، وبها نظم سردا وحوارا نابضا بالحياة بألوانه وتقنيات معقدة ليحكي تفاصيلها. التأثر ثلاثي الأبعاد والشك بتقنية ثلاثية الأبعاد وجدت في فستان بقصة ترابيز متدفق وطبقات من التول الحريري الأبيض مزين بنمط الشكل الراقص الوردي والمرجاني الذي اختبأ تحت الطبقات، وهو ما خلق تأثيرا ثلاثي الأبعاد وخط عُنق نحتيا غير متناظر من الأورغانزا اللامعة، لأول وهلة نظن أنها ذكاء اصطناعي من دقة تنفيذها وخطوطها وانعكاس لمعتها الشديدة. قصة ذيل حورية البحر، فساتين تضُم القوام بأناقة وبأطوال متوسطة، وصُور ظلية انسيابية تصادمت مع هيكلة واضحة وتفاصيل الأورغانزا التي اجتمعت بالتصميم نفسه. الوردي المرجاني ودرجاته والأحمر والبيج ودرجات باستيل من الألوان الهادئة كالسماوي وفخامة الذهبي الهادئ، هذه لوحة الألوان التي رسم بها "رامي العلي" مجموعته الأخيرة للأزياء الراقية.   "الجوهر" من "آشي ستوديو" مجموعة غير متوقعة، معبرة وتفسير نظري لخلاصة الأزياء الراقية مجموعة "آشي ستوديو" لخريف 2023 للأزياء الراقية في مسرح "شاتليه" الذي اكتسحه الظلام وجو الإضاءة الخافتة، جرى اصطحابنا للجلوس على خشبة المسرح في مواجهة مئات المقاعد المخملية الحمراء الشاغرة المخصصة للحضور والمشاهدين، عندما توهجت الأضواء الخلفية، وبدأ الضباب ينتشر على المسرح الذي تحول إلى مدرج العرض، نُقلنا إلى عالم من الخيال، عالم مرتبط بــــ"آشي"، أدركت لحظتها أننا منغمسون بشكل كامل وجسدي في المسرحية، بتصوير حكاية من العاطفة والهوس والغموض مغلفة بألفة رومانسية "آشي" المُظلمة المترجمة في الأزياء الراقية. في يونيو الماضي، اختير "آشي ستوديو" عضوا مدعوا في اتحاد الأزياء الراقية، وعن هذا يقول: "هذا التعيين هو أهم نقطة في مسيرتي" كما صرح المؤسس "محمد آشي"، حيث إن الوصول إلى التقويم الرسمي هو انتصار شخصي، وكذلك لحظة تاريخية تُوثق لأول مصمم يتصدر الجدول الرسمي من منطقة الخليج بالكامل. مع مرور الثواني، نَمت توقعاتي لعودة "آشي" إلى جذوره بشكل أكبر مثل أحجامه الكبيرة المميزة المُتحكم بها بدقة، وتصميماته الأثيرية الشعرية التي تنبض بأنوثة عميقة. خرجت "منى توغارد" من الضباب مرتدية الإطلالة الأولى.. وتحطمت تلك التوقعات بشكل إيجابي. لمثل حدث ضخم وبهذه الأهمية الكبيرة، اختار "آشي" التعمق في الجوهر، والإبداع الذي يقوده الإلهام والرغبة، والجمال الذي يكمن في الداخل مكشوف الآن على السطح. اتجاه غير متوقع، اتخذ نهجا معاكسا لاتجاهه، بينما ظل الحمض النووي صامدا تماما وباهرا. بالعودة إلى الذاكرة، وجدنا عند التفحص والاسترجاع أن مجموعات الأزياء الراقية الحديثة لهذه الدار المعروفة كانت مزيجا من الأزياء الراقية الدرامية والخطوط السلسة التي تتعايش في وقت واحد، وتعكس بعضها البعض. اتجاه اعتمده "آشي" في قيادة موجة جديدة من التصميم، حيث يجري تضخيم ديناميكية الملابس الجاهزة، وتقديمها في طيات مجموعة مليئة بالأحجام الشعرية والصور الظلية الرومانسية والخرز الأخاذ والأقمشة اللامعة. تثبت هذه المجموعة الاستمرار القوي لهذا التوازن الجذاب. المجموعة مستوحاة من رواية "زوسكيند" العطر، وهنا حيـــــــث أجــــــد الانعـــــكاس العميق، الشـــاب اليتــــيـــــم "جان بابتيست غرينووي" تمـــــيز بـــقــــدرته غـــير العــــادية وحــــــاسة شَمه المتفردة والسعي للعثور على العطر النهائي، يقوده هوسه إلى الظلام والخطر والتحديق في الطبقات لفضح الجوهر، الإكسير المطلوب. ســــــــراب من إحســــاس "آشي" الممـــــيز بالتــصــــميــــــم الذي تهيمن عليه مجموعات تدور حول حالة خلع الملابس وما بينها. في لوحة من الألوان المحايدة والمعدنية وإطلالة حمراء غامضة، قدم "آشي" مجموعة حسية من الأناقة، والأساس المكشوف، وأغلقه بإحكام بضم المعطف بقبضة اليد، وتميز بصور ظلية قوية محددة. تتميـــز المــجموعـــــة بعنــــاصر مستـــــمدة من فـــن صنـــــاعة العـطــــور التي غُرســـت في حرفية الأزياء الراقية، فالقماش الــذي يشبــــه المخــمـــل هـــو في الــواقــــع شبكة دقيقة مصنــــوعة من العشــــب، وهي مــــادة عـــريـــقـــــة تستـــــخدم لاستخراج العطور حتى يومنا هذا. واحدة من الإطلالات المفضلة لدينا والتي تصور التوازن الشعري هي مشد قفص عارٍ ينغمس في تنورة سوداء مخملية فاتنة ملفوفة بشكل رومانسي وأنيق، مشد منظم يبرز الجزء الأوسط من الشكل، بينما تنفجر منطقة الصدر والأكتاف بأحجام مغرية دراماتيكية تتصادم مع حاشية حورية البحر الضيقة الرقيقة، رؤية جميلة عاجية تُصرح بتوقيع وحسية "آشي". تَألق جوهر "آشي"، جوهر الكوتور وحرفته، فتخلص من الطبقات واللفات لكشف مستوى جديد من الحسية والرومانسية. التعقيد خلف البساطة وحقيقة أن ما تراه ليس ما هو عليه، في مجموعة "فالنتينو" هنالك درس عن الحرفة والتحدي لطالما ما كانت مجموعات الأزياء الراقية تحديدا للمدير الإبداعي "بيير باولو بيتشولي" في دار الأزياء الإيطالية "فالنتينو" قادرة على إحداث ردة فعل عاطفية تجاه تصاميمه الشاعرية واختياره الاستراتيجي لمكان وموقع يحتوي المجموعة، ويشبهها لحد كبير، وهو ما يكون تجربة غامرة جدا تحاكي المشاعر بمعانيها، وتُحفر في الذاكرة لجمالياتها. قدم المصمم مجموعة "فالنتينو" لخريف وشتاء 2023 للأزياء الراقية بعنوان UN CHÂTEAU في "شاتو دي شانتيلي". وكانت القلعة بمنزلة خلفية خلابة نابضة بالتاريخ والحس المعماري المنتمي إلى القرن الـتاسع عشر. كان مشهد القلعة المحاطة بحدائق هندسية مصممة من قبل "أندريه لو نوتر" لا يُنسى، حيث سارت العارضات بجانب تمثال الفروسية العملاق، ونزلن الدرج الخارجي الفاره متجهات نحو الحضور الذين كانت مقاعدهم مصطفة حول النافورة الضخمة. في هذه المجموعة "بيير باولو بيتشولي" يقدم رسالة عن التمعن والنظر عن قرب لكشف حقيقة الأشياء، حيث ليس كل شيء يبدو كما هو فعلا، دلالة بالإطلالة الافتتاحية من قبل العارضة "كايا غربر"، وهي ترتدي لباسا كلاسيكي المظهر من أول نظرة، تألفت هذه الإطلالة من قميص أبيض ناصع مفتوح الأزرار بالكامل تقريبا، ومدخل في بنطال جينز واسع. الجينز في الواقع ليس جينزا على الإطلاق، بل هو منفذ تبعا لقاعدة الخداع البصري، ليبدو مثل الدنيم. عندما نتفحص القطع عن كثب، وننظر إلى تفاصيلها، سنرى أن البنطال مصنوع بالكامل من الخرز، وتصل مدة تنفيذه إلى أربعة أسابيع من العمل والتطريز اليدوي. تم تحقيق تأثير الدنيم المتموج باستخدام 80 درجة مختلفة من اللون النيلي، وتطريز الخرز قطريا كنسيج الدنيم الحقيقي، وتقطيعه على الجانبين فقط ليكون أكثر نعومة وأقل لمعانا. كانت التفاصيل مدعومة بعوامل زادت من القوة الإقناعية للمظهر العام مثل الدبابيس والأزرار المأخوذة من الجينز الحقيقي. تأرجحت هذه المجموعة بين مفهوم ظاهرة التناقض، حيث ما تراه ليس كما هو، وقوة الحرفة والمهارة الحقيقية في جعل ما هو صعب التنفيذ فعليا وبمراحله المعقدة يظهر بمظهر جذاب ببساطته وساحر بقلة تكلفته، مفهوم بمعناه يستعرض أتيليه "فالنتينو" قوته الجبارة في تجسيد مقولة السهل الممتنع، وتطويعها في هذه المجموعة للـكوتور. نرى إطلالة أخرى اتبع فيها "بيتشولي" هذا المفهوم، حيث رأينا فستانا من الترتر الأبيض الذي أطلق عليه المصمم "الفخار السائل"، بينما يظهر كأنه فستان محبوك وناعم بطريقة وقوعه على القوام وتفاصيله وثنياته وانسدال خط العنق عن أحد الكتفين، لكنه في الواقع مصنوع من نوع خاص من الـPAILLETTES، وهي القطع اللماعة أو الترتر. شاعرية المجموعة تكللت في بساطة التصاميم التي نُفذت بحرفة الكوتور، وتأثر المدير الإبداعي بمبدأ الحركة والخفة، فكانت التصاميم مُتدفقة ورقيقة، وبخفة وزنها تجاوبت مع الهواء الطلق ورياحه الصيفية التي حركت أقمشتها. يقول المصمم: "الخفة ليست فقط غياب الوزن. إنه مقياس، وهو إيقاع وفرصة، ولكن الأهم في ذلك كله أن الخفة هي خيار". أما لوحة الألوان، فكانت حوارا متناغما بين الدرجات الحيادية كالأبيض والأسود والرمادي الفاتح والدرجات المُشبعة من الألوان التي أصبحت توقيع "بيير باولو بيتشولي" كالأزرق الكوبالت والأحمر المرتبط بعـــلامة "فالنتـينـــو" والفــوشي والأصفــــر، وتواجد الأخضر أيضا في هذه المجموعة بكثرة. في "بالنسياغا" أناقة من زاوية حادة واستعمال الكـوتور كدرع في عالم الموضة في أسبوع الأزياء الراقية في بـاريس، قدم المدير الإبداعي "ديمنا" مجموعة الكوتور الثالثة من تصميمه للدار الفرنسية العريقة، حاملة عنوان "مجموعة بالنسياغا الـ52 للأزياء الراقية". افتتحت العرض العارضة "دانييل سلافيك" التي كانت تعمل عارضة للدار وللمصمم المؤسس "كريستوبال بالنسياغا" منذ عام 1964 حتى عام 1968. أطلت "سلافيك" بفستان أسود طويل مخملي القماش بأكمام طويلة وخط رقبة مستقيم زُينت أطرافُه بوردة مخملية من كل جانب، تنسدل منها صفوف من اللؤلؤ امتدت بـتماثلها للمظهر الخلفي من الفستان. كانت هذه الإطلالة الافتتاحية بمنزلة بوصلة فنية، مشيرة باتجاهها إلى الماضي، وتحديدا إلى أرشيف "بالنسياغا" الذي سحبت هذه الإطلالة منه مباشرة، وأُعيد تنفيذها، لترتديها العارضة ذاتها التي تولت عرضها للمرة الأولى في عام 1966. الرجوع الى الماضي وإعادة تفسيره أداة من الأدوات الفنية والتوجهات المثيرة التي يلجأ إليها المديرون الإبداعيون للدور العريقة في الأزياء، وخصوصا مع إرث عريق بتميزه كإرث "بالنسياغا" وقوته المؤثرة التي شكلت حرفة الكوتور بتصاميمه، فاستلهم المصمم بضع إطلالات مباشرة من الأرشيف لتكوين هذه المجموعة، لخريف وشتاء 2023 للأزياء الراقية. رأينا اعتماد "ديمنا" على المبدأ الذي عمل به "كريستوبال بالنسياغا" عندما تعلق الموضوع بالصور الظلية، فتميزت بعض الإطلالات الأولى بخياطة رفيعة وصور ظلية حادة وهيكلية ابتعدت بقربها عن خطوط الجسم الفعلية، وكأنها تمتلك عقلا خاصا بها يوحي بهيئة مختلفة وفريدة ترفض اتباعها لما هو طبيعي ومُعتاد لتستقر في مكانتها الاستثنائية. غلب اللون الأسود على لوحة الألوان للمجموعة، ولكن عندما أدخل "ديمنا" ألوانا أخرى، أدخلها بدرجات صريحة كالأحمر والأزرق والفوشي وما بينها من الدرجات كالوردي الهادئ والذهبي والأبيض. بجانب الألوان الصريحة وكلاسيكية الدرجات المختارة، اتخذ المدير الإبداعي مفهوم الخداع البصري TROMPE L’OEIL في الأقمشة إلى حدٍّ مذهل يستعرض به مستويات الحرفة العالية التي تليق بالكوتـور، حيث جرى الرسم على قماش الكتان يدويا من قبل فريق من الفنانين، لتبدو كأنها سترة من التويد أو معطف من الفرو والقُطن رُسم عليه يدويا، ليبدو كجاكيت من الدنيم وبنطلون جينز مطابق. والجلد أيضا أخذ حصته في التحويل الإبداعي المخادع، فتم رسمه ليعطي شكل جلد الأفعى. لم تخلُ المجموعة من المفهوم التجريبي والحس الهزلي الذي يعرف به المدير الإبداعي "ديمنا"، فكانت هناك معاطف وأوشحة متجمدة كما لو كانت في منتصف هبوب الرياح. الأزياء والتصميم والموضة يمكنها العمل كمساحة للتعبير عن الذات والمشاعر، وأيضا يمكنها أن تتحول مجازيا كدرع ملبسي يغلف الجسد بصورة وقائية يحتمي فيها تحت مادة قوية. كما اتضح لنا في نهاية العرض مع الإطلالة الختامية التي استحوذت على أكبر حيز من الاهتمام وجذب الأنظار أن المدير الإبداعي "ديمنا" اتخذ المفهوم بصورة فعلية، فرأينا استبدال طلة العروس الختامية التقليدية لعروض الأزياء الراقية بفستان ضخم معدني مغطى بالكروم وبتفاصيل دقيقة شُكلت على مظهر درع جاهزة لخوض حرب. استوحى "ديمنا" هذه الإطلالة المُقاتلة من "جان دارك" بطلة وطنية لفرنسا في القرن الخامس عشر. لقاء ما بين الشرق والغرب تجلى في بعض التصاميم التي تكرر حضورها في أسبوع الكوتور في باريس في موسم خريف وشتاء 2024-23 لأسبوع الازياء الراقية في باريس، نَجد عنصر مُتكرر الحضور يتأرجح ما بين قوة التنسيق وشاعرية التصميم. مِن وجهة نَظِرنا الشرقية وعدستنا الخبيرة ننظُر لها من جانب شرقي بطابع إسلامي حيث أُسدلت الأقمشة على الرأس لِتُشكل A HOODED SILHOUETTE يغطي الرأس ليضفي وشاح من الغموض. تَم تعريف هذه الصور الظلية من أكثر من مصمم ومُصممة خلال هذا الموسم. من "ڤالنتينو"، "سكابريلي"، "آشي ستوديو"، "ألكسي مابيل" وغيرهم، تداخلت هذا الموضة الرائجة مع مجموعاتهم المُتميزة فَشكلت نمطاً واضحاً سَهل التتبع. "فالنتينو" VALENTINO"سكابريلي" SCHIAPARELLI"ألكسي مابيل" ALEXIS MABILLE"تشارلز دو فيلمورين" CHARLES DE VILMORIN"آشي ستوديو" ASHI STUDIO 

مشاركة :