لقد جاءت محاولة اغتيال الداعية السعودي الشيخ عائض القرني في الفلبين لتوقظ العالم على الخطر الداهم من الجماعات الإرهابية التي تستهدف الفعاليات النشطة والمؤثرة لإسكاتها وتغيبيها، ولتؤكد على أن قوى الإرهاب والقتل بدأت تنشط في شرق آسيا رغم التحذيرات الاستخباراتيه، وما محاولة اغتيال الشيخ القرني إلا جرس الإنذار لدول العالم من خطورة الفكر الإرهابي الذي يستهدف الشباب والناشئة لتنفيذ تلك الأجندات التدميرية. ففي مسعى لإسكات الأصوات الوسطية والمعتدلة تعرض يوم الثلاثاء الأول من مارس (2016م) الشيخ عائض القرني لعملية اغتيال بإطلاق الرصاص عليه وعلى من معه في السيارة بمدينة (زامبوانجا) الفلبينية، وذلك بعد انتهائه من إلقاء محاضرة شهدها أكثر من عشرة آلاف شخص، والشيخ القرني الذي ولد في قرية آل شريح بالسعودية عام 1959م يعتبر من دعاة الصحوة الإسلامية والجيل الثاني في المؤسسة الدينية بالمملكة العربية السعودية، وله نشاط ملحوظ بين الشباب عبر القنوات الفضائية ومراكز التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عدة اصدارات أدبية وشعرية وأشهرها كتابه القيم (لا تحزن) وديوان (تاج المدائح)، ومؤلفات أخرى في علوم الحديث والفقه والسيرة. إن محاولة اغتيال الشيخ القرني في الفلبين اعادت إلى الأذهان عمليات الاغتيال التي استهدفت السياسيين والمفكرين ورجال الدين السعوديين في الخارج، فقد تعرض نائب القنصل السعودي حسن العمري في كراتشي بباكستان عام 1989م إلى محاولة اغتيال وهو في طريق عودته إلى منزله، وفي عام 1990م تم اغتيال الدبلوماسي السعودي في تايلاند صالح أحمد المالكي وهو في طريق عودته إلى منزله، وفي العام ذاته (1990م) تم اغتيال ثلاثة دبلوماسيين في السفارة السعودية في بانكوك. ومحاولة اغتيال الشيخ القرني جاءت وهو في طريق خروجه ليلاً من جامعة (مينداناو الغربية) حين اعترض سيارته طالب جامعي في مقتبل العمر (21 سنة) شاهراً مسدسه عيار 45 ملم لصيبه والملحق الديني بالسفارة السعودية بطلاقات ناريه نقلا على إثرها إلى المستشفى، وقد كشف الشيخ القرني عبر مجموعة من التغريدات بأن (أطلق على 6 طلقات من مسافة المتر الواحد ونجاني ربي قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا). إن التحقيقات الفلبينية لا تزال تبحث عن أسباب استهداف الشيخ القرني ومن يقف خلفها، والدافع الذي يجعل طالبا جامعيا يستهدف الشيخ القرني؟! وكل تلك التساؤلات مهمة للكثير من الدول وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال في حرب ضد الإرهاب! الأمر الذي جعلها تدخل في عملية التحقيقات للكشف عن ملابسات الحادث الإرهابي، وهل للجناة علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أو حزب الله اللبناني (الإرهابي) المدعومين من قبل الحرس الثوري الإيراني؟!. جزيرة (مينداناو) تعتبر أكبر ثاني الجزر الفلبينية، ويعيش فيها المسلمون والمسيحيون، وتتواجد فيها الجماعات المتطرفة، سواء ذات الولاء لداعش أو حزب الله اللبناني التي تتجه إليهما أصابع الاتهام، وقد ذكر الإعلامي جيري ماهر بأن هناك أيدي إيرانية تقف خلف هذا الهجوم وذلك انتقاماً من المسلمين بعد تنفيذ حكم الإعدام بالمدعو (نمر النمر). لقد كشفت السلطات الفلبينية عن هوية الذين يخططون لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف طائرات تابعة للخطوط الجوية السعودية وذكرت بأن هويتهم يمنية، وهي معلومات استخباراتية تفيد بمغادرة هؤلاء الإرهابيين لإحدى دول جنوب شرق آسيا، فالسلطات الفلبينية قد اعتقلت خلية تابعة للحرس الثوري الإيراني بالإضافة إلى أحد أعضاء حزب الله اللبناني كما نشرته صحيفة الحياة اللندنية، فالمعلومات الاستخباراتيه تؤكد على احتمال وقوع عمل إرهابي في إحدى دول جنوب شرق آسيا (ماليزيا أو إندونيسيا أو الفلبين). والتحقيقات كذلك تتجه نحو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي أهدر قبل أيام دماء عدد كبير من علماء المملكة العربية السعودية التي أعلنت مع 35 دولة حربها على الإرهاب، وتقود تمارين (رعد الشمال) مع عدد 20 دولة عربية وإسلامية، لذا ليس ببعيد على إحدى التنظيمين عمليات الاغتيال خاصة وأن لهما علاقة جينية بالحرس الثوري الإيراني!!.
مشاركة :