الشاهين الإخباري ناقش ملتقى النخبة في لقاء الثلاثاء الحواري لهذا الأسبوع موضوع الحرب الإعلامية والروح المعنوية بين التاثير السلبي و الإيجابي. حيث تركز النقاش حول : ما هي الطرق السليمة في التوجيه الإعلامي وكيف ستؤثر هذا على الروح المعنوية عند الشعوب ؟!.. كيف يمكن تحقيق رفع الروح المعنوية بدون نشر حقائق تؤثر على سير المعارك ؟!.. ما هي الألية التي يمكن من خلالها إستغلال المعلومة لصالحنا ؟!.. هل يمكن خلق سردية عربية اسلامية واحدة للصراع واعتمادها في الخطاب ؟!.. هل من الممكن انشاء مجموعات هلامية تتحرك في الفضاء الالكتروني لدعم قضايا الامة وتبني سرديتها والرد على الآخر، وتفعيل الية مالية لذلك ؟!.. الوزير الاسبق فواز نجيب رشيدات وفي مداخلة له في الحوار قال : أود أن أشير بداية لنقاط ثلاث. أولا: إعلان إسرائيلي بأن حل قضية الحرب في غزه هوفي استقبال دول العالم لأهلها. ثانيا: الإستخدام الأمثل للدعايه العربيه والأردنيه بشكل خاص يستطيع التأثير أمام الرأي العام العالمي. ثالثا: توحيد الهدف والإبتعاد بشكل كلي عن المناكفات وحرب المذاهب والأفكار، وتوجيه الإعلام نحو خدمة القضيه الفلسطينيه. وبالنسبة للنقطة الأولى وهي خطيره جدا. فبعدأن استطاع الإعلام العربي بكافة أشكاله من جعل الرأي العام العالمي يقف مع القضيه الفلسطينيه بحث أنه أحياها من جديد.بدأ الساسه الإسرائيليون بطرح موضوع التهجير واستقبال اوروبا ودول العالم لأهل غزه بحجة إنهاء معاناتهم ،خاصة وأن الأمين العام للأمم المتحده قد رحب بالفكره. وهنا تكمن الخطوره. يجب أن نعري الهدف الذي تسعى إليه إسرائيل الذي هو التهجير بعينه وإفراغ فلسطين من أهلها والإستيلاء على الأرض. ولأن هدفنا هو انتصار القضيه الفلسطينيه والمقاومه، يجب الإبتعاد عن المهاترات وإظهار وحدتنا وتكاتفنا والإبتعاد عن شتم المعتقدات والمذاهب والميول السياسيه، وحاولةأن تكون السوشيال ميديا بلغات عده مع اظهار الصور والفيديوهات التي تبين فظاعة المجازر التي يرتكبها الإحتلال الاسرائيلي والحق والإجرام الذي يتميز به. وأناعلى ثقه بأن وحدة الصف إضافة للوقوف خلف قيادة جلالة الملك والدبلوماسيه الأردنيه سيتحق الإنتصار بإذن الله. مداخلة د. محمد عيسى العدوان رئيس مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية كانت على النحو التالي : وهل كانت مصيبة العرب في إيام النكبة وقبلها وبعدها الا من الآعلام،،، في وثائق متخصصة بالتاثير الاعلامي على العقل العربي،، تبين رصد مبلغ 600 مليون جنيه إسترليني، سددت ل٣ شركات إنتاج افلام في مصر ودمشق وبيروت،، مهمتها إنتاج افلام تعبث بالقيم الأخلاقية والاجتماعية في العالم العربي،،، عدا عن كل تلك الملايين التي دفعت في مقالات لنشر مفهوم الخيانة العربية والاستقواء العربي على العربي والاسواء تدمير سمعة الفلسطينيين في العالم العربي والإسلامي،،، وبكل اسف نجحت هذه السياسة الاعلامية. أما الأستاذ مهنا نافع فكانت مداخلته نعلم ان الروح المعنوية العالية سواءً كانت لدى الجندي في المعركة او للرياضي الذي يخوض سباقاً او لأي شخص يمتلك هذه الروح أثناء بذل اي مجهود بدني ويحتاج للحظات لإنجازه ليتمم نجاحه بانها استمرار أعضاء الإنسان بالعمل وعدم إطاعة اوامر العقل لها بالتوقف. من هنا تصبح الروح المعنوية العالية لأي إنسان وضع ثقته وايمانه واخلاصه ابتداءً بمهنته التي يتقنها او بمؤسسته التي يعمل بها او ببلده التي يؤمن بقوتها ومناعتها وحكمة قيادتها هي بمثابة المناعة التي تحول دون نجاح كل محاولات الأعداء مهما كانت مآربهم وتعددت طرق حربهم الاعلامية ومهما بلغت من الاتقان والاحترافية لاقناع العقل بصحتها، وبالتالي تذهب كل محاولاتهم المغرضة هباءً منثورا، ولا بد أن أذكر إن كل ذلك يجب أن يترافق مع دوام الشفافية وحق الحصول على المعلومة والسرعة والاتقان بنقل الخبر بواسطة الوسيلة الثقة التي تقدم الرواية الرسمية بكل وضوح وبالتالي تدحض كل الشائعات لتنتهي بمكانها قبل الخروج من مهدها. مداخلة الدكتور عديل الشرمان حول الإعلام جاء فيها : بالرغم مما تمر به الأمة من تحديات وتغول على مصالحها وحقوقها، مازلنا نسمع ضجيج وقرقعة وسائل الإعلام العربي وهي تقدم خطابا إعلاميا تعكس فيه الواقع المفبرك لحال الرؤساء والحكام، وهي تمجد انجازات وبطولات الحكام والمسؤولين الزائفة، تطبل وتزمر وتزغرد وتعزف أوتار الخيبة، وتمعن في تقديم خطاب إعلامي غارق في التملق والمدح والاطراء، في حين أن الواقع العربي يخيب الآمال، ويلفه التردي، وتعصف به الأمواج من كل حدب وصوب. الخطاب الإعلامي العربي بعيد عن واقع الأمة وآلامها وطموحاتها وقضاياها، خطاب تنقصه الموضوعية، والمهنية، منشغل بالمناكفات والكيد ورد الغيظ، يستعمل لأغراض وأهداف ضيقة، إعلام يقدم وجهات نظر وتحليلات حيال الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية على لسان العامة من ضيوف البرامج، وجلهم من غير أصحاب الفكر والعلم، ولا هدف له سوى تعبئة وسد الفراغات والمساحات الإعلامية. مشكلة الإعلام العربي لا يوجد جهة توجهه نحو الموضوعات التي يجب تناولها والأهداف والمصالح التي يجب الوصول إليها، فالأهداف متباينة والمصالح متعارضة، والغايات والنوايا غير سليمة، في المحصلة بوصلة الإعلام العربي مفقودة، ولا يوجد من يوجهها. الأستاذ .د خليل الحجاج علق على موضوع الحرب الاعلاميه عرفنا وقرانا عن الاعلام الحربي الكثير منذ فجر التاريخ وقيمة الآثار المترتبة عليها حتى بات الاعلام جزء متخصص في الدوائر العسكرية له علمه واهدافه الخاصة . ولكن هناك على الجانب الاخر اعلام مرتبط بالدول وهو الاعلام الموجه وله أهداف سياسية ويستفيد من التوجيه العسكري لما يريد ايصاله الى الجانب الاخر سواء مايتعلق بمؤيدي الطرف الآخر اوقيادته العسكرية للتاثير عليه . هناك أمثلة تاريخية كثيرة ومتنوعة يمكن الحديث عنها ولانه لايوجد مجالا واسعا اكتفي بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب اشارة الى استخدام شجر الاراك أما مداخلة الأستاذ .د. ياسر الشمالي.كانت أثر الإيمان في بناء المعنويات ورفعها في الحروب وأيام الخطر هو جزء من الإعداد المطلوب لمواجهة التحديات، وهو حصن النصر الأول الذي لا يصح تهديده، وهو الذي يجب أن تضطلع به مناهج التعليم ووسائل الإعلام لأن المعنوية العالية لها أثر في الصمود والمواجهة لأنها تقوي إرادة الفرد وتحمله على الصبر والإقدام، فهي من أسباب النصر، لذا لا تنفك شخصية المجتمع السوية عن هذا المبدأ، فلا تؤثر عليه دعاية معادية ومن أسباب بناء المعنويات ورفعها: 1- التبشير بالنصر والظهور، وحسن العاقبة، والعمل لأجل ذلك، وأن الظالمين والمعتدين مآلهم الهزيمة والعقاب في الآخرة قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ * يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [غافر: 51 – 52]وفي الحديث ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ) فإن التذكير بمثل هذه المبشرات مع السعي في أسباب النصر من أهم ما يحفظ قوة الروح، ونشاط النفس. 2- بيان عاقبة المؤمن، وعاقبة المجاهد، أو المرابط، أو الشهيد وما له عند الله من الثواب والمنزلة، يعمل على تنشيط النفس والاستخفاف بمتاع الحياة الدنيا، وبالتالي الإقدام والصمود ولهذا نجد في كتاب الله (ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربه يرزقون، فرحين بما آتاهم ا لله من فضله..) وفي الحديث: (أعد الله للمجاهدين مائة درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض..) ونجد أنه لما اصطف الفريقان في معركة بدر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض) فقال أحد الصحابة وهو عُمير بن الحمام: أليس بيني وبين الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ؟!! إن عشت حتى آكل هذه التمرات إنها لحياة طويلة، فألقى تمرات كنّ في يده وقاتل حتى قٌتل 3- الاستخفاف بقوة العدو، وبيان أنه جُبان، لا يصمد في المعركة، وليس ندا للمؤمن المجاهد ومن هنا كان أحد أسباب النصر في معركة بدر أن الله تعالى جعل المؤمنين يرون الكفار قلة مع كثرتهم، ويُري الكفار كثرة المؤمنين، وهذا من أسباب الإقدام وعدم الرهبة لقول في تأويل قوله ( إذ يُريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور ( 43)الأنفال قال ابن جرير الطبري في تفسيرها: يقول : يُريكهم في نومك قليلا فتخبرهم بذلك ، حتى قويت قلوبهم ، واجترأوا على حرب عدوهم ولو أراك ربك عدوك وعدوهم كثيرا ، لفشل أصحابك ، فجبنوا وخاموا ، ولم يقدروا على حرب القوم ، ولتنازعوا في ذلك ، ولكن الله [ ص: 570 ] سلمهم من ذلك بما أراك في منامك من الرؤيا ، إنه عليم بما تجنه الصدور ، لا يخفى عليه شيء مما تضمره القلوب . 4- الاطلاع على قصص الأنبياء وأتباعهم، وما لا قوه من أذى أو اضطهاد أو تأخر في النصر، لأجل رفع المعنوية وتثبيت القلوب، (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب) فهذا فيه تخفيف ورفع معنويات حيث إن ما يلقاه هذا الجل ليس فريدا من نوعه بل لنا في الأمم الماضية وما لاقته أسوة حسنة (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألبلب) (وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (120) ولهذا فإن من المناسب تلاوة السور والأيات التي فيها قصص الأنبياء وأتباعهم وما فيها من تضحيات مع تفسيرها ليعيش الناس في أجواء التضحيات والصبر وحسن العاقبة 5-ترسيخ مبدأ أنه وإن كانت العاقبة للمؤمنين المجاهدين، إلا أن الحرب كر وفر، فقد تتقدم مرة وتنتصر، ومرة أخرى تتراجع وتُصاب، فهذا من الابتلاء، أو بسبب الذنوب والمخالفات وسوء الإعداد، لكن في النهاية فإن النصر هو حليفنا ما دام قد اتصفنا بالإيمان المطلوب والعمل الدؤوب، والإعداد المرغوب وهذا ما نجده في قوله تعالى تعقيبا على ما حصل في غامة أحد: ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ، وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) آل عمران المهندس احمد العدوان أكد في مداخلته على أن : الاعلام امر مهم على مر الزمان .. ومن خلال الاعلام القصصي القديمه سمعنا بالعديد من الامور والبطولات التي اثرت فينا سواء ايجابيا او سلبيا … واصبحنا مقتنعين ان عنتر بن شداد كان يحارب الف فارس لنحكم العقل بعد فتره زمنيه ونسال نفسنا هل هدا امر معقول … وتوصلنا الى انه امر غير ممكن ولكننا صدقناه …ومازلنا نقول للبعض والله انت مثل عنتر بن شداد .. ومع تطور التكنولوجيا حاليا ووسائل الاعلام الحديثه فقد بات الى الاعلام دور حيوي ومهم بسبب سرعه وصول المعلومه الى كل دول العالم وشعوبها خلال لحظات … ونتفق ان الاعلام لديه القدره في ان يؤثر في تزييف الحقائق حتى انه من الممكن ان يعمل من الابيض اسود ومن لاسود ابيض … ان التوجيه الاعلامي الصحيح يجب ان يكون صادقا وببراهين وادله لا تترك مجالا لاي طرف ان يطعن او يشكك بها … ومن خلال الاعلام الصادق نستطيع ان نرفع الروح المعنويه عند شعوبنا وتوجيههم بما يخدم المصلحه الوطنيه .. ومن الضروره ان يمتاز الاعلام بالذكاء في اختيار اخباره حتى لو اظطر ان لايقول الحقيقه احيانا حتى لايكشف معلومات تؤثر على سير المعارك فالحرب خدعه والتلاعب في المعلومه او اخفاءها والتضليل بها امر مهم في الحروب … الاعلام ممكن ان نستغله لتوصيل العديد من الحقانق لشعوب العالم ولنا في القضيه الفلسطينيه خير مثال فقد امتاز اليهود بالسيطره على الاعلام وايصال رسالتهم سواء صادقه او كاذبه الى دول العالم في وقت غاب عنه الاعلام العربي مما ميزهم عنا حتى جاءت الحرب على غزه وكشفت العديد من الاعلام الغير صادق او الدقيق من طرف اسرانيل .. للاسف الاعلام العربي مازال غير موحد نتيجه تضارب المصالح خاصه السياسيه منها ونحن نتمنى بعيدا عن اي اختلافات ان يكون هناك اعلام عربي موحد ترصد له مايتطلب من مخصصات ماليه وفكريه ويكون اهتمامه هو نشر الحقانق الصادقه … لكن للاسف هدا مجرد حلم حتى الان …لا بل من الصعب تحقيقه لان هناك العديد من المعوقات الفكريه والسياسيه والاجتماعيه تقف بوجه .. في النهايه وعلى سيره الاعلام فلاتصدق كل ماتسمع ولا نصف ماترى .. مداخلة الاستاذ موسى مشاعرة كانت : قيل للأمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه.. إنك ما بارزت أحدا إلا غلبته.. فما سر ذلك.. فرد بقوله إذا استقبلت خصمي فإني اعلم باني ساقتله وهو يعلم بإني غالبه فأكون انا ونفسه عليه فأقتله.. وهذا ما يفترض ان يسعى اليه كل قائد.. الحرب الإعلامية والعمليات العسكرية يجب أن تكون متلازمة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية العليا.. وهذا يتطلب غرس القيم ورفع الروح المعنوية ليس للجيش فقط وإنما للمدنيين الذين يقفون خلف الجيش ويشكلون الحاضنة الرئيسية والذين يساعدون في تمتين الجبهة الداخلية.. فعندما ننظر الان الى الحرب الدائرة في غزة نجد أن الناطق باسم القسام ابو عبيدة بعزمه وصلابته وصدق المعلومات التي يقدمها محط أنظار العالم اجمع وهذا يزيد من ثقة جنود القسام بقادتهم وبنفس الوقت يؤدي إلى رفع معنوياتهم ومعنويات الشعب الفلسطيني ويزداد تمسكه بارضه وبقيادته وبجيشه وبذلك يتم افشال كافة مخططات العدو في فصل المقاومة عن حاضنتها وسندها.. فرغم كل وسائل الاجرام والوحشية والغطرسة لم تستطع إسرائيل من الحصول على صوت واحد ضد القسام.. رغم ان الحرب غير متكافئة لا في العدة ولا في العتاد ولا في عداد الجيش.. ولكن العقيدة الدينية والإرادة الصلبة ووضوح الرؤية ووحدة الهدف لجميع عناصر المقاومة كل ذلك أدى إلى ثبات حماس وفصائل المقاومة الأخرى وتحقيق أهدافها ومن خلفها الشعب وكذلك بالمقابل ادت الي انحطاط معنويات العدو على المستوى العسكري والمدني وأصبحت قيادتها تبدو مرتبكة وتتصرف بعشوائية وانكشف اعلامها الكاذب أمام العالم وأصبحت سرديتها ممجوجة وسقطت اخلاقيا وانسانيا بكل المقاييس..ومن هنا لا بد من خلق سردية عربية إسلامية معاكسة لما يقوم به العدو الصهيوني.. فكل وسائل هذه السردية متوفرة ومبنية على حقائق تا ريخية وآنية واخرها أطفال الخداج التي تهز كل من لديه ذرة من الإنسانية.. وكذلك يجب استغلال ما يدور حول العالم من تظاهرات بمئات الالاف.. وكذلك ما قامت به بعض الدول غير العربية من طرد سفراء وقطع علاقات.. وتجييرها لصالح القضية الفلسطينية. وأضاق المهندس خالد خليفات الحرب الإعلامية والتي تنطلق أساسا من مرتكزات الحرب النفسية ، هي جزء أساسي ورديف موازي وفعال للقتال الميداني وهي تهدف بالأساس للتأثير – سلبا أو ايجابا- في معنويات الخصم ، بحيث تترك أثرا بالغا ينطوي على إحداث فرق واضح في نفسية المقاتلين بالميدان أو عند جمهور الداعمين لهم. ولعلني في هذا المقام استذكر ذلك التصريح الذي أدلى به الرئيس الأمريكي في الحرب العالمية الثانية بعد قصف هيروشيما وناكازاكي بالقنابل النووية بقوله ” إننا نمتلك سيلا من هذه القنابل ” مما أدى إلى استسلام اليابان !! ولو عرف اليابانيون حينها أن الأمريكان لا يملكون غير هاتين القنبلتين فربما كان مسار الحرب غير الذي إنتهت اليه!!! الحرب الإعلامية هي حرب موازية ولا تقل أهمية عن القتال بالميدان، لكنها تحتاج إلى ذكاء بالمحتوى وذكاء بالتوقيت وذكاء في طريقة العرض والإخراج. د. مصطفى التل قال : الحرب الاعلامية علم متخصص يتم تدريسه بمسارات اكاديمية متخصصة في الميدان المدني والعسكري على حد سواء… ولكن الذي يهمنا هي تلك الحرب التي تتعلق بهويتنا ومبادئنا وثوابتنا… هذه هي الحرب التي يجب ان نواجهها بنفس الاسلوب والتقنيات… سواء كانت حرب مصطلحات ام حرب عقيدة بالمفهوم الموسع لعقيدة الشرق بمختلف محاورها الهوياتية او الثقافية.. من الامثلة على حرب المصطلحات مصطلح (الجهاد) الجهاد هو من عمق هويتنا.. اصبح مقاومة وارهاب وزعزعة المنظومة الدولية في محاولة واضحة لاستبدال المصطلح الذي يقولون عنه ديني من باب (مدنية الخطاب وعلمنته) جهاد الدفع او جهاد الطلب هو هويتنا وهو من ثوابتنا التي تعبدنا الله تعالى بها…. من الامثلة الحية على الحرب الاعلامية على المستوى السباسي الدور الاردني الذي ابدع فيه في نقض سردية الصهاينة والامريكان واوروبا بان ما تقوم به اسرائيل هو دفاع عن نفس… مع ملاحظة اننا في الشرق لا يمكن فصل الدين عن السياسة مهما حاول الاخر الابداع في حربه الاعلامية..الحرب الاعلامية محيط له شواطيء متعددة لا يمكن تغطيتها بعجالة. د.عيد ابودلبوح قال في مداخلته : الاعلام العربي والاسلامي وللاسف مقتول في مهده، وغبر مبدع ولا ينقل حقيقه الواقع والسبب لانه اعلام الحكومه والحكومه فقط. اي انه يكتب بما تمليه عليه الحكومه وتحتار الحكومه الاشخاص الذين يثقون بانهم لا ينقلوا الا ما تريده الحكومه سواء في الاعلام المرئي او الاذاعي او الصحف الورقيه. ولهذا لا يوجد فيها الا اعلام خداع ولا ينطق بالحقيقه وانما كله تلوين وتزويق كما تريده الحكومه. والمصيبه الكبرى ان الاشخاص الذين يرغبون بالوصول الى مبتغاهم الحكومي او المنصبي فاصبحوا اكثر من الحكومه نفسها تمجيدا لها ويتفنون باخفاء الحقيقه. فاذا هذا هو الموجود في اغلب الدول العربيه والاسلاميه فكيف ستحدد الايجابيه والسلبيه فهنا لن تحد شيئا مطلقا. ومع وصول وسائط التكنولوجيا الحديثه فاصبح كل شخص صحفي ويكتب على هواه وعلى مبتغاه فزادت الطين بله وضاعت الامه. والخلاصة المره ان غالبيه الشعوب العربيه والاسلاميه اصبحت لا تثق باعلام الدوله، فمن هنا كيف سيكون التوجيه المعنوي للامه. فلن وان يكون اي اعلام ايجابي للوصول الى الروح المعنويه. والاعلام حتى يبدع في الوصول الى معنويات الامه فلا بد ان يكون حرا وصادقا. فاذا انعدمت الحريه فلن يكون هناك ابداع ابدا. وان توفرت الحريه فيجب ان يتوفر القضاء العادل حتى يحمي الاعلام من كلا الاتجاهين. وحتى ينجح القضاء فيجب ان تكون هنالك قوانين وتشريعات مصدرها الشعب (وليس ان تسقط عليه). وحتى تكون القوانين مصدرها الشعب فيجب ان تكون هناك قوانين تحترم الشعب وان يختار من يمثل الشعب وليس تمثيلا للحكومه كما هو الحال في البلاد العربيه والاسلاميه. واخيرا فان الشعوب العربيه والاسلاميه مرهقه وتعبه ولا مكان لاخر والمبدع مكان، والدليل اذا اجساد الشهداء لم تحترم في غزه واصبح الدود يخرج منها ،فهل ياترى او لم تكن الوسائط الحديثه موجوده لكنا علمنا بما يحصل. واكيد لكان بث الاعلام تماما كما بث عن القمه العربيه والاسلاميه فرفعوها للسماء والواقع انها فاشله والدليل فها هو الدود ياكل اجساد الشهداء. لا مجال اطلاقا للمعنويات والسلبيات في اجواء الاعلام العربي والاسلامي المرعوب وهو قول لاحد اصحاب الدوله والمصيبه ان نفسه يقول مجنون اللي بعادي صحفي وهنا قمن التناقضات لان الحريه والعدل معدوم. مداخلة الأستاذ إبراهيم ابو حويله حول الحرب الإعلامية كانت : غزوة أحد درس بالغ للأمة ، والخروج في غزوة حمراء الأسد لملاقاة العدو درس ابلغ وحتى على بعد أميال من المدينة وهم ما زالت جراحهم تنزيف وقد خرجوا للتو من هزيمة في معركة حاسمة ، إنكشف فيها المنافقون ، وتواطأ فيها اليهود مع المشركين . وأثر هذه المعركة هو أثر معنوية إعلامي تماما ، بحيث ينتشر الخبر في الجزيرة بأن شوكة هؤلاء ما زالت قوية رغم الهزيمة ، وأن أحد لن يفكر في الهجوم على المدينة فهم يهجمون حتى على بعد أميال من المدينة . هذا الخبر والإعداد الفعلي للصحابة بأن رسول الله بشر قد يموت في المعركة أو غيرها ، وبأن صف المسلمين وعزيمتهم وروحهم القتالية يجب أن تكون على قدر التحدي ، وأن يخرجوا وهم ما زالت جراحهم تنزف لملاقاة عدوهم حتى يخشاهم العدو ويخشى جانبهم ، ويعلم أن لهم شوكة حتى برغم ما حدث لهم . كلمة تلقيها قد تكون السبب في الهزيمة ، وموقف قد يوهن عزيمة أشجع المقاتلين ، ولذلك الحرب الإعلامية هي حرب ، ومن يفوز بها ، يفوز بجزء مهم من المعركة ، العزيمة المنهارة والخائرة لا تصنع نصرا ، والشعوب المهزومة داخليا لا تستطيع القيام فضلا عن القتال . قف عند الخبر لا تنقل خبرا قد يوهن العزائم ويصنع الهزيمة ، الخسائر أمر طبيعي في المعارك ، من يحتمل الخسارة أكثر ، هو من يفوز في المعركة ، وهو من يحفظ الباقي من الخسائر ، ولو لم نسلم لليهود في أول معركة وظل القتال حتى النصر أو الشهادة ، لكان الحال اليوم أفضل للأمة ، ولكان عدد من قتل أقل بكثير من العدد الذي كان سيقتل في المعركة الأولى . للأسف الحرب حرب لا تعرف الرحمة ، ولكن هم يألمون ونحن نألم ، ومن يصبر أكثر ويرفع عزيمة قومه وجنوده ويحرص على هذه العزيمة حتى النهاية هو من يحقق مراده ويحفظ كرامته ودمه وماله وأرضه ، ومن يسلم يدفع أضعاف مضاعفة من كل ذلك . الخطاب الإعلامي للمقاومة الحربية ممثلا في أبو عبيدة ممتاز وهو متوازن ويرفع المعنويات ويركز على الناحية النفسية ، ولا يساعد على نشر الإحباط والألم والخسائر لأنه يعلم تماما أن ذلك من سبل الهزيمة . لا تكن بوقا للعدو وتعمل على نشر الإحباط ، إبحث عن أسباب النصر وظفها وضاعفها وبثها في الصفوف ، فقد كان رجل واحد يحيي أمة وليس جيشا فقط . أنظرإلى العدو كيف يخفي خسائره المادية والمعنوية ، فقد أكدت الدراسات أن الخسائر لهذه الحرب تجاوزت الخمسين مليار دولاء ، وأن هناك الأف قد قتلوا ، وهناك توقف تام للحياة في كل مجالاتها ، ومع ذلك كتم كل ذلك لم يظهر منه شيئا ، ويسعى لنشر معاناة والألام الفلسطينين وكأنهم الخاسر الوحيد هنا . وهو وحد صفه ويعلن للملأ بأن صفهم واحد وقرارهم واحد برغم كل الخلافات التي تظهر من هنا وهناك ومع ذلك يحرص على إظهار دولته على أنها متماسكة قوية وقادرة على الدخول في أكثر من حرب مع أننا نعلم تماما بأنه جيش مرهق وجبان ومفكك وقيادة واهية ، تستعين بحليفها الأكبر أمريكا من أجل أن تصمد في المعركة . الخسائر في الأرواح والأليات والمناطق شيء طبيعي في الحرب ، خاصة مثل هذه الحرب غير المتكافأة ، ولكن النصر مع الصبر ، وزيادة التكلفة المادية والبشرية والمعنوية في صفوف العدو ، وهذا ما يخلق الفرق . وهو يسعى لفرض واقعا برغم كل الألم والخسائر البشرية والمادية .كن مع أمتك ، ولا تكن مع عدوك دون أن تدري . الأستاذ محمود ملكاوي قال في مداخلته : الشكل الحديث للحرب النفسية يأتي متمثلاً في حروب الجيل الرابع والخامس ، التي لا تعتمد فقط على القوة العسكرية والاحتلال ، لكن على احتلال العُقول بآلياتٍ غير عسكرية ، من بينها الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، إضافةً إلى الإعتماد على الذكاء الاصطناعي حالياً ، وجميع وسائل التكنولوجيا الحديثة لشنّ حرب نفسية لإضعاف المقاومة ، وإحداث تأثير نفسي على الجماهير ، ربما يجعل القيام بالعمليات العسكرية أكثر سهولة! – إذْ لم تعُد المعارك العسكرية فقط هي ما يُعتمد عليه لحسم الحرب ، لكن المعارك الإعلامية والحرب النفسية التي يشنها كل طرف على الآخر صارت لا تقل ضراوةً عن الاشتباكات المسلحة ولا تقل عنها في التأثير – لقد نجحت كتائب القسام في حربها الإعلامية نجاحاً باهراً لا يقل عن نجاحها في الميدان ، واستطاعت عبر جناحها الإعلامي ” الإعلام العسكري” أنْ تنفرد بنشر الصورة من الميدان ، وتُجْبرُ إعلام العدو الصهيوني على التزام الصُمت ، أمام إعلام المقاومة الرّصين المبني على الوقائع والمصداقية الميدانية – كنّا قبل الحرب على غزّة التي تجري بهذه الوحشية والدموية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث ، كنّا نَحْسَبُ أنَّ البشريةَ قد قطَعَتْ أشْواطًا في تفكيك السّرديات العِرقية والبلاغة العقدية التي تبيح إبادة الشعوب الأُخرى ، كما كنّا نعتَقِدُ أنَّ العالَمَ يتَّجهُ نحوَ إقرار نظامٍ يحتكم إلى مواثيقَ دولية ، ومؤسّسات أُممية تكبحُ جماح الدول المُتغطرسة ، وتلجم الكيانات المُعتدية – كالكيان الصهيوني الغاصب – غير أنّنا اليوم ، أمامَ أحداث غزّة ، نقفُ على إفلاس النظام العالميّ ، وعجزه عن إحقاق الحقّ وإحلال السلام ، بل الوقوف مع المعتدي الغاصب! – مصيبة غزّة جعلتنا نستيقظ على دويّ سقوط النموذج الحضاري والثقافي الغربيّ ، وليس من المبالغة القول أنّ الغربَ بمواقِفِهِ مما يحصل في غزة ، لن يعود – كما كان – يرسم للكثير من العرب والمُسلمين أفقَهم الفكريّ والأخلاقيّ ، وكأنّنا بلسان حال أميركا وأوروبا يقول: ما قالَه هانتغتون قبل عقدَين من الزّمن: “إنّ القِيَم التي نُبشّر بها قيمٌ مخصوصة بنا ، لا بغيرنا! قِيَم تنسحب أفضالُها علينا ، لا على غيرنا” ! – تداولت منصات التواصل الاجتماعيّ قبل فترة مشهدًا لامرأةٍ بريطانية تُوبِّخ ابنتها لتنهاها عن الكذب ، وهي تقول: ” إذا لم تتجنَّبي الكذب وأنتِ صغيرة ، فإنّكِ حين تكبرين ستصيرين مُذيعةً من مذيعات البي بي سي! ” ، وهذا المشهدُ يعكس وعْياً مُتناميًا بانْخراط القنوات الأكثر مهنية في الدول الغربية في مسلسل تزييف الحقائق ، ومُجانبة الصّواب غَسْلًا للأدمغة! – على مدار الصراع العربي- الصهيوني الذي يمتد لأكثر من سبعة عقود ، كانت الحرب النفسية حاضرة بقوة بصورٍ مختلفة ، ومواكبةً مع الأحداث الحالية في غزة ، يشُنُّ الكيان الغاشم حرباً نفسية غير مسبوقة على الفلسطينيين باستخدام آلة إعلامية قوية ، تدعمها كثير من وسائل الإعلام الغربية ، باستخدام كل الوسائل وأكثرها تقدماً! – في المقابل يظهر المجاهد الملثّم المُكنّى “بأبي عبيدة” ، الذي أُطلق عليه قائد الحرب النفسية على جيش الاحتلال في مقاطع الفيديو التي تبثها المقاومة كردّ على الآلة الإعلامية الصهيونية ، حتى إن رئيس وزراء الكيان النتن في أحد من خطاباته الأخيرة صرّح بشكلٍ مباشر بأنّ مقاطع الفيديو التي تبثها ” حماس” تمثل حرباً نفسية على المجتمع الصهيوني وهذا بحدّ ذاته فخر لإعلام المقاومة والمجاهدين في غزّة فيما ختم الأستاذ والكاتب الصحفي محمود الدباس في مداخلة جاء فيها : لا ينكر احد تأثير الاعلام في الحروب.. لا بل اصبح الاعلام من اهم الاسلحة واقواها.. فنشر المعلومات المغلوطة.. او التركيز على امر معين.. او جعل هدف من الأهداف هو عنوان الفوز او الخسارة في تلك الحرب او المعركة.. كلها اسلحة فتاكة قبل واثناء القتال.. من وجهة نظري.. اجد ان الإعلام يجب ان يكون متوازنا.. ومتناسقا مع غرف العمليات الحربية والسياسية.. فكثير ممن يقدمون المعلومة يضللون المتابع من حيث لا يدري.. وكثير منهم بالاصل ليسوا قاصدين لذلك.. فيتحدثون بعفويتهم.. ولا يعلمون ان كل كلمة او همسة محسوبة.. ولا يعلمون ان إعلام العدو لا ينطق الا من بعد مشاورات مع علماء نفس واستخبارات.. فتضخيم الانتصارات التي هي بالاصل حوادث معلومة وطبيعية في المعارك.. من اجل رفع المعنويات.. يجعل من المتلقي انسانا ناقما اذا ما اكتشف الحقيقة التي زينها وبهرجها الاعلام.. وكذلك النشر والتحليل الدقيق لبعض الاحداث.. قد يتم من خلالها كشف بعض الامور التي تخفى على الاعداء.. وذلك لان المتحدث يكون قريبا جدا من حيث طرق التفكير والعاطفة لبني جلدته.. في الختام.. ليتنا نفرق بين الإعلام الموجه للداخل.. والموجه للخارج او العدو..
مشاركة :