نشرت الأمم المتحدة خلاصة خطط ٢٠٠ دولة بالنسبة للحد من الاحتباس الحراري وذلك قبل حولي ٢٠ يوم من قمة دبي COP28 للتغيير المناخي التي تبدأ في٣٠ نوفمبر. أظهرت هذه الخطط ان التزامات معظم هذه الدول ما زالت بعيدة عن الهدف بالحد من الاحتباس الحراري الى اقل من ١،٥ درجة في ٢٠٣٠ . دراسة خبراء حكومات مختلفة حول تطور المناخ كانت اشارت الى ضرورة تقليص الانبعاثات الكربونية من الآن الى ٢٠٣٠ ب٤٣ في المئة فيما تنفيذ خطط البلدان التي نشرتها الأمم المتحدة تظهر تقليص بحوالي٥،٣ في المئة فقط . فخطط هذه الدول اذا تم تنفيذها تظهر انها قد تؤدي الى درجات حرارة بين ٢،١ الى ٢،٨ . الى ذلك ستبقى الفجوة كبرى بين الدول المنتجة للطاقة الاحفورية وباقي الدول التي تعمل على الانتقال السريع الى الطاقات المتجددة منها الاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول الصناعية المتقدمة علما ان اكبر دولتين ملوثتين في العالم هما الصين والولايات المتحدة . حاول الرئيس الأمريكي جو بايدن لدى توليه الرئاسة الحد من إعطاء الرخص للتنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة في اطار جهوده البيئية . لكن عندما ارتفعت أسعار النفط في الأسواق العالمية كثفت الشركات الأمريكية العملاقة جهودها في التنقيب عن النفط والغاز . والآن الولايات المتحدة أصبحت مصدر كبير للنفط وللغاز. وكان سلف الرئيس بايدن دونالد ترمب الذي قد يكون خلفه اذا فاز في الانتخابات الأمريكية بعد سنة اعطى الرخص للتنقيب في أمريكا دون المبالاة بالتزام الإدارة الأمريكية بمتطلبات مكافحة الاحتباس الحراري . كما ان الشركات النفطية العملاقة في أمريكا وأوروبا لم تغير شيء بالنسبة لاستثماراتها وموازناتها للتنقيب على النفط والغاز فكان ذلك جليا في موازنات شركات توتال اينيرجي وشيل وشفرون وغيرها قبل قمة .COP28 إضافة الى قضية الاحتباس الحراري والانقسام بين الدول النفطية والغازية وباقي الدول التي تدفع الى الابتعاد عن الطاقة الاحفورية الحرب الإسرائيلية على غزة قد تؤثر سياسيا على المشاركة في هذه القمة . فهناك دول عربية مشاركة في طليعتها السعودية والكويت وقطر التي ليس لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل المدعوة الى القمة . ثم دعوة الرئيس السوري بشار الأسد الى المشاركة وهو تحت عقوبات أمريكية وأوروبية ستحرج القيادات الغربية المقاطعة للرئيس السوري . هناك سؤال أيضا عن المشاركة الروسية من المستبعد ان يحضر فلاديمير بوتين علما انه عضو في أوبك+ ولكن الحرب الروسية على أوكرانيا وصراعه مع الدول الغربية وهو أيضا تحت عقوبات أوروبية وأمريكية تطرح السؤال حول مشاركته. فحضوره القمة مستبعد لأنه قليلا ما يتنقل حتى اذا كانت دولة شريكة معه في منظمة أوبك+ . فلا شك ان توقيت القمة يطرح أسئلة عديدة إزاء مشاركة بعض القيادات . لقد تم الإعلان ان الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يحضر. فالحضور الأمريكي قد يكون على مستوى المسؤول عن البيئة الوزير جون كيري . ان دولة الامارات تبذل جهود جبارة لإنجاح هذه القمة رغم الصعوبات التي تواجهها . خصوصا ان الاحتباس الحراري والتغيير المناخي موضوع أساسي لحياة الناس في العالم . فحسب المؤسسة العلمية Climate Central بين نوفمبر السنة ٢٠٢٢ واكتوبر ٢٠٢٣ شهدت ٩٠ في المئة من شعوب العالم ١٠ أيام على الأقل درجات حرارة بالغة الارتفاع وان ١،٩ مليار شخص وجهوا درجات حرارة مرتفعة جدا ما جعل مستوى حرارة الكوكب غير مسبوق منذ اكثر من ١٢٠ الف سنة. فالتغيير المناخي له تأثير كبير على دول عدة من الولايات المتحدة الى دول افريقية الى أمريكا الجنوبية وآسيا. فتأثيره عالمي ولكن مكافحته لم تنجح بعد لان العالم منقسم إزاء الخطط المختلفة