وقال بايدن خلال حفل لجمع تبرّعات ليل الثلاثاء إنّ "الرئيس شي مثال آخر على كيفية إعادة ترسيخ القيادة الأميركية في العالم. لديهم مشاكل حقيقية". ولم يخض في التفاصيل. ووصل بايدن على غرار شي جينبينغ إلى سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الثلاثاء للقاء نظيره الصيني والمشاركة في قمّة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك). وقال الرئيس الأميركي إن قمته مع نظيره الصيني ستكون فرصة لتصحيح العلاقات الثنائية التي توتّرت في السنوات الأخيرة. يضمّ المنتدى 21 عضواً تمثّل اقتصاداتها مجتمعة نحو 60 بالمئة من إجمالي الاقتصاد العالمي. وسيعقد الرئيسان الأميركي والصيني الأربعاء قمّة مطوّلة ستكون الأولى بينهما منذ عام وسيسعى خلالها الطرفان لضبط قواعد التنافس بين بلديهما والتأكّد من عدم خروجه عن السيطرة. وتعود آخر زيارة لشي إلى الولايات المتحدة إلى ستّ سنوات. ويتوقع بأن يناقش بايدن وشي الأربعاء في أول لقاء يجمعهما منذ قمة لمجموعة العشرين استضافتها بالي قبل عام، جملة خلافات تشمل تايوان التي يمكن لانتخاباتها المقررة في غضون شهرين أن تثير توترات جديدة مع بكين، علما بأن الأخيرة تعتبر الجزيرة الديموقراطية التي تتمتع بحكم ذاتي جزءا من أراضيها ولم تستبعد ضمها بالقوّة. وكان بايدن قال في وقت سابق الثلاثاء إنّ بلاده لا تسعى إلى النأي بنفسها عن الصين بل تريد تحسين العلاقات الثنائية. وقال بايدن "لا نحاول الانفصال عن الصين. ما نحاول القيام به هو تغيير العلاقة الى الأفضل"، وأبدى أمله أن يساعد الاجتماع الطرفين "في العودة الى مسار طبيعي من التواصل، أي القدرة على رفع سماعة الهاتف وأن يتحدث كل طرف مع الآخر في حال وقوع أزمة". لكن بايدن حذّر أيضا من أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من الاستثمار في الصين بسبب ممارسات بكين التجارية. وقال "لن أواصل الدعم لمواقف بحيث إذا أردنا الاستثمار في الصين، يتعين علينا تسليم جميع أسرارنا التجارية". منطاد تجسس وفقدت محادثات شي وبايدن في بالي زخمها الإيجابي في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، عندما أسقطت الولايات المتحدة ما اشتبه بأنه منطاد صيني لغرض التجسس، في حادثة أدت إلى تأجيل زيارة كانت مقررة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. ومنذ ذلك الحين، أشارت سلسلة تحرّكات دبلوماسية عالية المستوى بما فيها زيارة بلينكن أخيرا إلى بكين في حزيران/يونيو، إلى أن الطرفين يتطلعان لإصلاح العلاقات. وذكرت الخارجية الصينية الاثنين أن قمة الزعيمين ستشمل "تواصلا معمّقا بشأن قضايا استراتيجية وعامة ومربكة في إطار العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، إضافة إلى مسائل كبرى مرتبطة بالسلم والتنمية العالميين". وأوضحت الصين أيضا أنها لن تتزحزح عن قضايا تعتبرها خطوطا حمراء، مثل تايوان التي تعدّها بكين أرضا تابعة لها وتعتزم إعادتها الى كنفها بالقوة إن لزم الأمر، وتوسعها العسكري في بحر الصين الجنوبي. لكن واشنطن وبكين حققتا مؤخرا بعض التقدم في العلاقات التجارية والاقتصادية ومحادثات تغير المناخ. وقال بايدن الثلاثاء "إذا كان الشعب الصيني، الذي يعاني الآن من مشكلة اقتصادية... إذا كان المواطن العادي في الصين، قادرا على الحصول على وظيفة جيدة الأجر، فهذا يفيدهم، ويفيدنا جميعا". وسيتناول شي العشاء مع كبار رجال الأعمال الأميركيين خلال زيارته، ومن المتوقع أن يسعى لتخفيف القيود التجارية الأميركية في محادثاته مع بايدن. وقبيل قمة "أبيك"، اجتمع مبعوث المناخ الأميركي جون كيري مع نظيره الصيني شيي جينهوا بينما التقت أيضا وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين مع نظيرها الصيني الأسبوع الماضي.
مشاركة :