مختص يُحذِّر من تناوُل المضادات الحيوية بدون وصفة

  • 11/15/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شدَّد استشاري الصحة العامة عضو مجلس أمناء المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، البروفيسور توفيق خوجة، على خطورة مقاومة مضادات الميكروبات؛ إذ إنها قد تتفوق في خطورتها على أمراض السكري والسل والإيدز مجتمعة. واستند خوجة في تحذيراته إلى تقارير صادرة عن التحالف الرباعي الدولي بقيادة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، التي تشير إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات تهدد أسس الطب الحديث، وتُعرِّض ملايين الأرواح للخطر. وأوضح خوجة أن التقارير الصحية أشارت إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات أسفرت عما يقرب من 5 ملايين حالة وفاة في عام 2019 وحده، منها 1.27 مليون حالة مباشرة نتيجة لهذه المقاومة. وأشار إلى أن البنك الدولي حذر من احتمالية وصول التكاليف الناجمة عن الميكروبات المضادة للأدوية إلى تريليون دولار سنويًّا بحلول عام 2050، مع توقعات بتراجع الناتج المحلي الإجمالي للدول النامية بنسبة 5%. وأكد على هامش مشاركة المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في فعاليات الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات، الممتد من 18 إلى 24 نوفمبر تحت شعار "معًا للوقاية من مقاومة مضادات الميكروبات"، أهمية مضادات الميكروبات في الطب الحديث، منوهًا بدورها الفعال في منع وعلاج العدوى، والوقاية من انتشار الأمراض بين البشر أو الحيوانات أو النباتات؛ ولهذا فقد أسفرت عن تحسين مستوى صحة الإنسان والحيوان إلى حد كبير، كما أنها تقلل المضاعفات المرضية الخطيرة، وأيضًا الوفيات. وبيَّن أن الخطورة تكمن في أن كثيرًا من البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات أصبحت مقاومة لتأثير مضادات الميكروبات؛ فأصبحت غير فعَّالة، ولا تؤدي وظيفتها العلاجية أو الوقائية كما ينبغي؛ ولهذا أطلق عليها الكثيرون الميكروبات الجامبو أو العملاقة؛ وقد أدى ذلك إلى تفاقم مخاطر انتشار الأمراض ومضاعفاتها، وزيادة حدتها، وطول فترة علاجها.. وقد تؤدي إلى الوفاة. يُذكر أن مقاومة مضادات الميكروبات تُشكِّل تهديدًا على الإنسان والحيوان والنبات والبيئة معًا، وتضر بهم جميعًا. وعدَّد خوجة أهم العوامل التي تؤدي إلى تفاقم خطر مقاومة مضادات الميكروبات، مثل الإفراط في استخدام مضادات الميكروبات، وإساءة استخدامها، فضلاً عن الافتقار إلى المياه النظيفة ووسائل الإصحاح والنظافة، إضافة إلى ضعف الرقابة الطبية والبيطرية؛ إذ يتم تداولها في كثير من الأحيان بدون وصفات طبية. كما أكد أن عدم الالتزام بالجرعات الموصوفة، وعدم إكمال مدة العلاج، يساهمان في تفاقم هذه المشكلة. وتطرق خوجة إلى استراتيجيات عدة للوقاية، مثل: استخدام المضادات الحيوية وفقًا لتعليمات الطبيب، والحرص على النظافة الشخصية والتخزين الآمن للطعام، والحصول على التطعيمات اللازمة. وشدد على ضرورة تبنِّي منظومة عالمية متكاملة للتصدي لهذه المشكلة، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين جميع القطاعات ذات الصلة تحت مظلة سياسة "صحة واحدة"؛ لحماية الأجيال المقبلة.

مشاركة :