توقع خبراء اقتصاديون أن تخلق جهود المملكة الاستثمارية في داخل المملكة المزيد من الوظائف ذات الطابع الذكي المنسجمة مع متطلبات وظائف الذكاء الصناعي الذي قد يسبب عالمياً زوال نحو 80 % من الوظائف المعروفة حالياً خلال السنوات القادمة، مؤكدين لـ"الرياض" أن المملكة تسير في الاتجاه الصحيح معتمدة على رؤيتها 2030، وعلى قدراتها الاقتصادية الهائلة. وذكر د. محمد القحطاني أستاذ الإدارة الدولية والموارد البشرية والمشاريع بجامعة الملك فيصل لـ"الرياض" بأن المملكة مدركة بشكل عملي حجم التغيرات الاقتصادية القادمة الناتجة عن الاقتصاد الذكي، وبدأت فعلاً في الحد من تداعياته عبر العمل المتواصل في مشاريع استراتيجية، مضيفا "سيسهم الذكاء الصناعي في فتح وظائف جديدة تطال بعض التخصصات التي تتناسب مع مرضى التوحد مثلا، وعلينا أن نعلم أن الاقتصاد الذكي أمام جملة من التحديات، وهي تحديات تتعلق بالأتمتة والصناعة ويفترض تحويل القوى العاملة إلى الوظائف الذكية"، مضيفا "سيكون لدينا وظائف مطلوبة وهي داعم أساسي لما هو قادم، كوظائف الرقابة التقنية والصيانة والابتكارات المعززة لأساليب العمل الجديدة"، مشيراً إلى أن المملكة تعد إحدى البلدان التي تعمل حاليا على المواكبة عبر المصانع الحديثة مثل مصنع السيارات الكهربائية، وتلك مصانع ستفتح بشكل فرعي وظائف أخرى ما يعني المزيد من الفرص الوظيفية الذكية المستقبلية"، مشيرا إلى أن هناك دولا تعاني وستعاني من التغيير العالمي في الطفرة الاقتصادية القادمة. وقال: "في القارة الأفريقية مثلاً توجد 54 دولة سيكون عندهم زيادة 12 مليون شخصاً من القوى العاملة سنوياً، بينما الوظائف المتاحة سنويا 3 مليون وظيفة، ما يعني أن لديهم 9 مليون عاطل عن العمل"، مضيفا "من هنا يأتي دور التجربة الناجحة اقتصاديا للمملكة التي أصبحت ملهمة لدول أفريقيا، وهو ما انعكس في القمة التي تم عقدها"، مشيرا إلى أن المملكة نجحت في رؤيتها، ورؤية ولي العهد بدت تؤتي ثمارها عالميا، وبدأت تأتي الدول للمملكة حيث يرون أن الاقتصاد السعودي خفض الاعتماد على النفط ونجح في تعزيز التنوع الاقتصادي بحثا عن المستقبل الاقتصادي المشرق. 10 تنبؤات لعالم الأعمال وسجل د. القحطاني 10 تنبؤات استراتيجية لعالم الأعمال عالميا قبل عام 2029، إذ قال: "اعتماد إنتاجية الذكاء الاصطناعي كمؤشر اقتصادي أساسي للقوة الوطنية، استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لشرح تطبيقات الأعمال القديمة وإنشاء البدائل المناسبة، تقليل تكاليف التحديث بنسبة 70 %، حيث سيتجاوز إنفاق المؤسسات على مكافحة المعلومات الخاطئة 30 مليار دولار، مما سيؤدي إلى تفكيك 10 % من ميزانيات التسويق والأمن السيبراني لمكافحة تهديد متعدد الجبهات، وكذلك قيام 45 % من كبار مسؤولي أمن المعلومات (CISOs) بتوسيع نطاق اختصاصاتهم إلى ما هو أبعد من الأمن السيبراني، وذلك بسبب الضغط التنظيمي المتزايد وتوسيع سطح الهجوم، مما سيزيد معدل الانضمام إلى النقابات بين العاملين في مجال المعرفة بنسبة 1000 %، بدافع من اعتماد الذكاء الاصطناعي، وسيستفيد 30 % من العاملين من مرشحات الكاريزما الرقمية لتحقيق تقدم لم يكن من الممكن تحقيقه سابقًا في حياتهم المهنية، ستقوم 25 % من شركات Fortune 500 بتوظيف المواهب المتباينة عصبيًا عبر حالات مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وعسر القراءة لتحسين أداء الأعمال، سيكون عدد الروبوتات الذكية أكبر من عدد العاملين في الخطوط الأمامية في التصنيع وتجارة التجزئة والخدمات اللوجستية بسبب نقص العمالة، سيطبق 50% من أعضاء مجموعة الـ 20 تقنينًا شهريًا للكهرباء، مما يحول العمليات المرتبطة بالطاقة إما إلى ميزة تنافسية أو إلى خطر فشل كبير، سيغير الذكاء الاصطناعي الإنتاجي بشكل كبير 70 % من جهود التصميم والتطوير لتطبيقات الويب الجديدة وتطبيقات الهاتف المحمول.