رصد محللون عودة المستثمرين الأجانب لاقتناص الأسهم السعودية بعد التخارج من السوق خلال الشهر الماضي، إذ يوازن المستثمرون بين التقييمات الجاذبة للأسهم وتأثير الحرب بين إسرائيل وحماس. وللأسبوع الثاني على التوالي في نوفمبر، سجّل الأجانب تدفقات مالية وافدة صافية إلى السوق، بعد أن سجل أكتوبر أعلى معدل شهري لتدفقات مالية خارجة صافية لاستثمارات الأجانب هذا العام، وفقا لبيانات بورصة تداول. واشترى المستثمرون الأجانب ما قيمته 12.7 مليار ريال (3.4 مليار دولار) من الأسهم السعودية خلال الأسبوعين الماضيين، بعد أن باعوا 26 مليار ريال (6.93 مليار دولار) في الشهر السابق مما أدى إلى تحقيق صافي تدفقات خارجة. وقال كريستيان غندور، كبير مديري المحافظ في شركة الظبي كابيتال، لبلومبرغ الشرق إن “التقييمات في السعودية غير مبالغ بها على نحو كبير”. 3.4 مليار دولار حجم ما اشتراه المستثمرون منذ بداية نوفمبر الحالي، وفق بورصة تداول وأوضح أنه إذا انخفضت احتمالات السوق للمخاطر الجيوسياسية بشكل ملحوظ، فقد نشهد المزيد من التدفقات إلى الأسواق الإقليمية. وأثرت الحرب بين إسرائيل وحماس على أسواق الشرق الأوسط الشهر الماضي، مما تسبب في محو مؤشر تداول الذي يقيس أداء جميع الأسهم السعودية، لجميع مكاسبه هذا العام. وتأثرت الرغبة في المخاطرة بالمخاوف من امتداد الوضع في المنطقة إلى صراع أوسع نطاقا. ولا تزال أسعار النفط غير المستقرة وعلامات تباطؤ الاقتصاد المحلي تحجب الصورة بالنسبة للمستثمرين. وسحب مستثمرون أجانب مبلغا قياسيا من صناديق الأسهم الأميركية التي تتبع السعودية خلال أكتوبر، في ظل تسبب أسوأ أعمال عنف يشهدها الشرق الأوسط منذ سنوات في اهتزاز الوضع الداعم للأعمال التجارية في المنطقة. وأظهرت بيانات أل.أس.إي.جي مؤخرا أن صندوق آي شير أم.أس.سي.آي السعودية شهد خروج تدفقات نقدية صافية قياسية في الشهر المذكور تجاوزت 200 مليون دولار، وهو ما يعادل نسبة 20 في المئة مما كان عليه في بداية الشهر. لكن المؤشر تعافى منذ ذلك الحين وارتفع بنسبة 3.6 في المئة هذا العام حتى الآن، متفوقا على مؤشر أم.أس.سي.أي للأسواق الناشئة. وبينما انكمش الناتج المحلي الإجمالي لأكبر اقتصاد عربي في الربع الثالث بسبب انخفاض القطاع النفطي بعد تخفيضات الإنتاج، سجل الاقتصاد غير النفطي نموا مدعوما بالجهود المبذولة لتعزيز الصناعات الجديدة مثل السياحة والتصنيع. وكانت خطط التنويع الاقتصادي، التي يستثمر فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مليارات الدولارات، المحرك الرئيسي للتوظيف. وقال جنيد أنصاري، مدير إستراتيجية الاستثمار والأبحاث في شركة كامكو للاستثمار، إن السعودية “تتمتع بأساسات قوية وإمكانات كبيرة غير مستغلة. ومع ذلك، نتوقع تقلبات على المدى القريب بسبب الكثير من الفوضى في السوق”. مستثمرون أجانب سحبوا مبلغا قياسيا من صناديق الأسهم الأميركية التي تتبع السعودية خلال أكتوبر، في ظل تسبب أسوأ أعمال عنف يشهدها الشرق الأوسط وعانت صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة المنكشفة على الأسهم في قطر والإمارات وإسرائيل من نزوح التدفقات في ظل قلق المستثمرين من عدم الاستقرار. ويضع صائدو الأسهم في اعتبارهم التحديات العالمية الجديدة عند مناقشة مستقبل الاستثمار، إذ يواجه العالم إشكاليات اقتصادية وسياسية واجتماعية وبيئية كبيرة، تُفاقمها مخاوف الركود بسبب جنوح التضخم والارتفاع التاريخي لمعدلات الفائدة. ويتوقع علي العدو، رئيس هيكلة الاستثمار في شركة أديتيوم لإدارة الاستثمار، أن تظل التقلبات مرتفعة نظرا لعدم اليقين الجيوسياسي. وقال إن “الاستثمار في أسهم شركات السلع الاستهلاكية الأساسية والمرافق والرعاية الصحية يجب أن يوفر تحوطا”. ويقول شق من المستثمرين إن جميع الاقتصادات الرئيسية في المنطقة تقريبا قوية بما يكفي لتحمل بعض الاضطرابات.
مشاركة :