@shlash2020 يعيش البعض في عالم قاتل من سواد القلب يدفعه لكل قبيح، فالقلب مركز الانطلاق وأساس كل ما يصدر عن الإنسان ومن يتحكم في الاستقبال، وإذا طالب نفسه أو طالبه المحبون بالتغير، قال: لا أستطيع أن أغير قلبي، من الذي يستطيع تغيير قلبه؟! ولا شك أن كل إنسان يستطيع التغيير إذا وفقه ربه لذلك، فالرب جل جلاله لا يأمرنا بالمستحيل، ولذلك أمرنا بالحرص على اصلاح قلوبنا وتغييرها نحو الأفضل، ووعدنا أن الفوز يوم القيامة لأصحاب القلوب السليمة "يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم"، وقال رسول الإنسانية صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم" في السيرة النبوية حادثة تبين أهمية تنقية القلب، وكونه أساس الانطلاق نحو النجاح والتميز، فقد ذكر الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أن: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاه جبريل –وعمره أربع سنوات- وهو يلعب مع الغلمان في ديار بني سعد فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه - أي ضمه وجمعه – ثم أعاده في مكانه. وجاء الغلمان يسعون إلى أمه – يعني مرضعته حليمة السعدية – فقالوا: إن محمداً قد قُتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره، وبعد هذه الحادثة أعادته حليمة إلى أمه خوفاً عليه صلى الله عليه وآله وسلم. قلوبنا بحاجة إلى عناية خاصة، كما نهتم بأبداننا وعقولنا، فالقلب أساس الرقي أو سبب الانحدار، وفي الحديث الشريف يقول رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم: " ألا وإن في الجسد مضغة: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب". وقد قال عنترة بن شداد: لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب .. ولا ينال العلا من طبعه الغضب.. -أعان الله سود القلوب فهم يعانون قبل أن يعاني منهم غيرهم.
مشاركة :