إسرائيل وافقت الجمعة وللمرة الأولى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي على إدخال الوقود إلى قطاع غزة ـ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: القرار يحقن "العدو" بالأكسجين ويسمح للسنوار بالجلوس في مخبأ مكيف ـ وزير الأمن إيتمار بن غفير: لا معنى لمنح "العدو" هدايا إنسانية ـ الوزير بيني غانتس أيد القرار قائلا: جاءت الموافقة على عملية النقل لمرة واحدة، بناء على طلب أطراف دولية ـ رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هانغبي: استجبنا لطلب أمريكي منعا لانتشار الأوبئة فجر قرار المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي إدخال كميات من الوقود إلى قطاع غزة، جدلا داخل الحكومة بين مؤيد ومعارض. فقد عارض وزراء من اليمين الإسرائيلي المتطرف القرار المتخذ بناء على طلب أمريكي، فيما أيده وزراء آخرون. وقد وافقت إسرائيل، الجمعة، وللمرة الأولى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على إدخال الوقود إلى قطاع غزة بهدف "منع انتشار الأوبئة" إلى أراضيها من بين أمور أخرى، امتثالا لطلب الولايات المتحدة، وفق تصريح لمصدر سياسي إسرائيلي، اطلعت عليه الأناضول. وكانت إسرائيل منعت إدخال الوقود إلى غزة، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي. وعارض قرار إدخال الوقود، وزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، والأمن القومي إيتمار بن غفير زعيم حزب "القوة اليهودية". وقال سموتريتش في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه: "إدخال الوقود إلى غزة خطأ فادح، ويتعارض مع قرار مجلس الوزراء". واعتبر أن القرار "يحقن العدو (حماس) بالأكسجين، ويسمح لـ (قائد حماس في غزة يحيى) السنوار بالجلوس بشكل مريح في مخبأ مكيف، ومشاهدة الأخبار، والاستمرار في التلاعب بالمجتمع الإسرائيلي وعائلات المختطفين، بدلا من ضربه ورجاله وشركائه". وفي تغريدة على منصة "إكس"، قال سموتريتش: "في ضوء قرار ضخ الوقود إلى قطاع غزة المخالف لقرارات الحكومة السياسية والأمنية، فقد وجهت الآن رسالة إلى رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)، أطالب فيها بتغيير تشكيلة حكومة الحرب". وأضاف: "يجب أن تتوقف فضيحة استيراد الوقود، فهذه ليست الطريقة التي تكسب بها الحرب". ويضم المجلس الوزاري الحربي كلا من رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير بلا حقيبة بيني غانتس، والوزير بلا حقيبة غادي أيزنكوت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. بدوره، قال بن غفير في تغريدة على منصة "إكس": "مرة أخرى يتم اتخاذ القرارات السياسية في مجلس الوزراء الحربي، الأمر الذي يقود إسرائيل إلى تصور خاطئ". وأضاف: "طالما لم تتم زيارة المختطفين من قبل الصليب الأحمر، فلا معنى لمنح العدو هدايا إنسانية، وهذا بمثابة إصبع في عين جنود الجيش الإسرائيلي والعائلات الثكلى وعائلات المفقودين والمختطفين". وأردف: "إن تغيير السياسة يجب أن يتم في مجلس الوزراء الموسع، وليس في المجالس الوزارية". وتابع بن غفير: "سأطلب من رئيس الوزراء، رفع القرارات المتعلقة بالسياسة إلى مجلس الوزراء". أما زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان، فقد كتب على منصة "إكس": "التصريحات بأن قطرة وقود لن تدخل القطاع، تحولت إلى إدخال فعلي لعشرات آلاف اللترات من الوقود من جانب واحد، دون أي لفتة إنسانية تجاه مختطفينا، أدعو إلى وقف فوري للانفلات الأمني". في المقابل، دافع الوزير في المجلس الوزاري بيني غانتس عن القرار. وقال في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه: "قرر المجلس الوزاري الحربي، بناء على رأي كافة أعضائه، تزويد المنظمات الدولية بالوقود (60 ألف لتر)، خلال الـ 48 ساعة القادمة". وأضاف: "جاءت الموافقة على عملية النقل لمرة واحدة، بناء على طلب أطراف دولية، لغرض تشغيل مرافق التحلية والصرف الصحي، ولاحتياجات إضافية للمؤسسات العاملة في جنوب قطاع غزة". من جهته، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي في مؤتمر صحفي، الجمعة: "لقد استجبنا لطلب خاص من الولايات المتحدة، لإيصال صهريجي وقود إلى غزة يوميا، لمنع انتشار الأوبئة". والأربعاء، دخلت مصر شاحنة محملة بـ 25 ألف لتر من الوقود، مقدمة لصالح تشغيل سيارات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". وتشير بيانات الإدارة العامة للبترول في وزارة المالية الفلسطينية، أن حاجة قطاع غزة الشهرية من الوقود (البنزين والسولار)، تبلغ قرابة 12 مليون لتر. ويشكل فقدان الوقود أزمة كارثية لقطاع غزة الذي يقطنه نحو 2.3 مليون شخص، فهو يعتمد عليه مصدرا للطاقة، لتشغيل سيارات الإسعاف وآليات الدفاع المدني اللازمة لنقل ضحايا القصف الإسرائيلي، ولتوليد الكهرباء للمستشفيات، ومقاسم شركات الاتصالات، ولضخ المياه من الآبار الجوفية ولمحطات معالجة المياه وغيرها، من أجل تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :