بعد الضغوط العربية والدولية الكبيرة على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات والوقود إلى داخل قطاع غزة المحاصر أعلنت إسرائيل، أمس، بأنها سمحت بدخول شاحنتي وقود يومياً إلى قطاع غزة، لتلبية احتياجات الأمم المتحدة، لدعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، لا سيما بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أنها تشعر بقلق بالغ من انتشار الأمراض في قطاع غزة مع نقص شديد في الوقود والغذاء والمياه النظيفة. شحنة ثانية وأوضح مسؤول إسرائيلي في بيان أن مجلس الحرب «وافق بالإجماع على توصية مشتركة للجيش الإسرائيلي والأمن الداخلي بالامتثال لطلب الولايات المتحدة، والسماح بدخول شاحنتين لوقود الديزل يومياً»، لتكون بذلك هذه هي الشحنة الثانية، التي ستدخل القطاع منذ اندلاع الحرب. كما أشار البيان الإسرائيلي إلى أن هذه الخطوة تتيح للحكومة «مساحة المناورة الدولية المستمرة اللازمة للقضاء على حركة حماس»، وأضاف: إن شاحنات الوقود ستمر، عبر معبر رفح الحدودي، من خلال وكالات الأمم المتحدة، وصولاً إلى السكان المدنيين في جنوب قطاع غزة، لكن بشرط عدم وصولها إلى حركة حماس. وأشار البيان إلى أن الهدف من هذا الإجراء هو دعم الحد الأدنى لأنظمة المياه والصرف الصحي، لمنع تفشي الأوبئة، التي يمكن أن تنتشر في جميع أنحاء المنطقة، وتلحق الضرر بسكان القطاع والجنود وحتى إسرائيل. انتقاد من جهته انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار القرار بشدة، وقال في تغريدة له على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) «مرة أخرى يتم اتخاذ القرارات السياسية في مجلس الوزراء الحربي، الأمر الذي يقود إسرائيل إلى تصور خطأ»، ودعا رئيس الوزراء إلى رفع «القرارات المتعلقة بالسياسة إلى مجلس الوزراء». وصرح بيني غانتس، الوزير دون حقيبة وعضو مجلس الوزراء المصغر للعمليات العسكرية: إن إمداد قطاع غزة بالوقود خلال 48 ساعة هو «إجراء لمرة واحدة»، ولا يعني تغييراً في استراتيجيات إسرائيل للعمليات في القطاع. وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، نقلاً عن كلام الوزير، إن «توريد الوقود للمنظمات الدولية لقطاع غزة خلال الـ 48 ساعة المقبلة هو تحويل لمرة واحدة، وتمت الموافقة عليه لتشغيل مرافق التحلية والصرف الصحي، وكذلك للاحتياجات الأخرى للمنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة». في الأثناء أعلنت مصادر مصرية أن الضغوط التي مارستها القاهرة على كافة الأطراف نجحت في إعادة تدفق الوقود لقطاع غزة لليوم الثاني على التوالي. وذكرت فضائية «القاهرة الإخبارية»، أمس، أن ما يقرب من 150 ألف لتر سولار، يتم حالياً إدخالها من معبر رفح إلى المستشفيات في غزة، مؤكدة أن الضغوط المصرية نجحت في زيادة حجم المساعدات إلى القطاع. وكان المتحدث باسم وكالة الأونروا قد قال إن المنظمة تحتاج إلى 160 ألف لتر من الوقود لعملياتها في غزة، فيما لم يتم الحصول إلا على 23 ألفاً وبشروط. من جهته قال ريتشارد بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية: «نشعر بقلق بالغ بخصوص انتشار الأمراض عند حلول موسم الشتاء». وأضاف: إنه جرى رصد أكثر من 70 ألف حالة عدوى تنفسية حادة، وما يربو على 44 ألف حالة إسهال في القطاع المكتظ بالسكان، مشيراً إلى أن الأعداد أعلى بكثير من المتوقع. وأفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأن قطاع غزة يواجه «مجاعة واسعة النطاق»، وفجوة غذائية هائلة، مؤكداً أن جميع سكان القطاع تقريباً باتوا في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :