باحث إسرائيلي: نتنياهو يسعى للبقاء سياسيا بدلا من تحمل المسؤولية

  • 11/18/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الزميل البارز في الشؤون الإسرائيلية بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، نمرود جورين، قال للأناضول: - إفرازات الحرب ستحدد مستقبل نتنياهو السياسي ولكن قد يتضح ذلك قبل انتهاء الحرب - الكثير من رجال الأمن والسياسيين الإسرائيليين قالوا في وقت واحد إنهم يتحملون المسؤولية، ولكن نتنياهو لم يفعل ذلك حتى الآن - عندما تكون منخرطًا في صراع يكون هناك نوع من الالتفاف حول القائد ولكن هذا لا يحدث مع نتنياهو لا يرى نمرود جورين، الزميل البارز في الشؤون الإسرائيلية بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، وجود مستقبل سياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل استمرار الحرب على غزة منذ 43 يوما. وقال جورين، في مقابلة مع الأناضول، إنه "بدلا من التفاعل بإيجابية مع الجمهور الإسرائيلي وتحمل المسؤولية عما جرى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فإن نتنياهو يعمل فقط من أجل بقائه السياسي". ويعتقد جورين، رئيس المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية "ميتفيم" (خاص)، أن "إفرازات الحرب ستحدد مستقبل نتنياهو السياسي"، ولكنه لا يستبعد أن يتم ذلك "حتى قبل انتهاء الحرب"، التي يقول نتنياهو، إنها "ستستمر طويلا". وقال "سنرى كيف ستتطور الأمور في كل الاتجاهات". وأضاف "هناك الكثير من المطالبات القادمة من الجمهور والقادة السياسيين الإسرائيليين بتحمل نتنياهو المسؤولية عما حدث، سواء فيما يتعلق بالسياسة التي اتخذها في السنوات القليلة الماضية بشأن حماس في غزة، أو عدم القدرة على منع الهجمات والدفاع عن المواطنين. وكذلك كيفية إدارته للأمور بعد بدء الحرب". وأوضح جورين، أن "الكثير من رجال الأمن والسياسيين الإسرائيليين الفاعلين قالوا في وقت واحد إنهم يتحملون المسؤولية، ولكن نتنياهو لم يفعل ذلك حتى الآن". وفي 7 أكتوبر، أطلقت "حماس" عملية "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات ونقاط عسكرية في غلاف غزة؛ ردا على "الاعتداءات الإسرائيلية اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة". وكان قادة على رأس هرم الجيش والمخابرات والأمن وحتى سياسيين إسرائيليين، أعلنوا تحملهم مسؤولية الإخفاق في السابع من أكتوبر. ولكن رغم مطالبات عديدة من قبل مواطنين ومسؤولين، ما يزال نتنياهو، مُصرّا على عدم تحمل المسؤولية، ويفضل إلقاء اللوم على أجهزة الأمن الإسرائيلية. ومنذ 43 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء الجمعة. فيما أعلن متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، مساء الجمعة، ارتفاع عدد قتلاه منذ 7 أكتوبر المنصرم، إلى 372 عسكريا، بينهم نحو 55 ضمن العملية البرية داخل غزة، بحسب إحصاء الأناضول، في ظل عدم نشر الجيش إجمالي عدد قتلاه داخل القطاع. ** جدل التوقيت لتغيير نتنياهو وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الجمعة، أن 29 بالمئة فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو، "ملائم" لمنصب رئيس الوزراء. ويسود اعتقاد على نحو واسع في إسرائيل بأن نتنياهو سيغادر السلطة بعد الحرب، وفي حال عدم مغادرته، فإن لجان التحقيق في إخفاق 7 أكتوبر، المقرر تشكيلها بعد الحرب، "ستجبره على الاستقالة". وقال جورين، "لا نعرف كيف ستنتهي الحرب، وكم من الوقت ستستغرق، إضافة إلى تعيين لجان التحقيق التي يستغرق عملها عادة بعض الوقت. لذلك، من وجهة نظر نتنياهو، فإن هذه وسيلة لإطالة العملية (تغييره)". واستدرك قائلا "أعتقد أن هناك غضب في إسرائيل من جانب من تأثروا بالحرب، بما في ذلك أنصاره (نتنياهو)، فالناس لا يريدون الانتظار عامين حتى تصدر اللجنة (المزمع تشكيلها) تقريرا، أعتقد أن الناس سيطالبون بتغيير قبل ذلك بكثير". وأضاف جورين، "سنرى كيف سيتطور الأمر، لأن هناك عملية سياسية يجب أن تحدث، فبعض النواب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قد يصوتون ضد الحكومة، إضافة إلى سيناريوهات أخرى، ولكن في النهاية سيكون الهدف هو تغيير هذه القيادة". وأشار إلى أن التغيير لا يشمل فقط رئيس الوزراء وإنما تشكيلة الحكومة اليمينية التي قال إنها "لا تفيد إسرائيل وتحدث ضررا، فهناك حاجة إلى حكومة أكثر اعتدالا وأكثر منطقية، ومختلفة عما لدينا الآن". ** تغيير من الداخل وفي حين تتوجه الأنظار للتغيير في إسرائيل بعد انتهاء الحرب على غزة، برزت أصوات للمطالبة بتغيير نتنياهو أثناء الحرب، بشخصية أخرى من حزبه "الليكود" لقيادة الحكومة. وقال زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد، في مقابلة مع القناة "12" العبرية، الأربعاء الماضي، إنه "يجب استبدال رئيس الوزراء أثناء القتال. الحكومة مختلة وظيفيا، لا يمكننا شن حرب طويلة مع (في ظل) رئيس وزراء لا يصدقه الجمهور". واستدرك: "لسنا بحاجة إلى انتخابات الآن، نحن بحاجة إلى رئيس وزراء آخر من الليكود". وفي اليوم نفسه، رد حزب "الليكود" في بيان قائلا "من المؤسف والمخزي أن لابيد، يمارس السياسة في زمن الحرب، عندما يقترح الإطاحة برئيس الوزراء، الذي يقود الحرب، واستبداله بحكومة ستقيم دولة فلسطينية وتسمح للسلطة الفلسطينية بحكم غزة". وسارع حزب "هناك مستقبل"، برئاسة لابيد، للرد في بيان، قال فيه إن "لابيد، اقترح حكومة بقيادة الليكود، مع رئيس وزراء من الليكود (ولكن) ليس نتنياهو. هذه هي الطريقة التي سنبدأ بها الشفاء الوطني". ** نتنياهو ترك وحيدا ولم يسبق أن قامت إسرائيل باستبدال رئيس وزراء أثناء فترة حرب. وقال جورين، "لم يحدث ذلك، فعادة عندما تكون منخرطًا في صراع، يكون هناك نوع من الالتفاف حول القائد، ولكن هذا لا يحدث". وأضاف "الشعب الإسرائيلي موحد حول هدف الحرب، وهو الإطاحة بحماس، لكنه لا يلتف حول نتنياهو". واستدرك جورين، "لذلك إذا كانت الحرب مسألة أشهر، فأعتقد أنه لن يحدث الكثير خلال ذلك، ولكن إذا انتهت الحرب إلى مرحلة طويلة، أعتقد أن الناس سيفقدون صبرهم، وسيعودون إلى النقاش السياسي، ولن ينتظروا إلى الأبد". وفي الأسابيع الأخيرة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو، يريد إلقاء مسؤولية هجوم 7 أكتوبر على الجيش الإسرائيلي. جدير بالذكر أن الحرب على غزة جاءت بعد أشهر طويلة من الاحتجاجات الإسرائيلية ضد محاولة حكومة نتنياهو، إقرار قوانين أطلقت عليها اسم "الإصلاح القضائي"، ولكن المعارضة قالت "إن الهدف منها هو تحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :