الشارقة - اميمة ياسر - أعرب إبراهيم مخير، عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع في السودان، يوم الجمعة عن أسفه الشديد إزاء بيان أصدرته حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق جوبا أمس وأعلنت فيه إنهاء الحياد والمشاركة في القتال بكل الجبهات في السودان. وقال مخير لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الجمعة "هذا البيان مؤسف جدا ومخيب للآمال، لأننا لسنا دعاة حرب، ونخوض هذه الحرب دفاعا عن النفس منذ البداية". وفي إعلانها ، أدانت حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق جوبا - مسار دارفور ما وصفته بانتهاكات قوات الدعم السريع وبالممارسات المعادية للوطن والمواطن والجرائم ضد الإنسانية بما فيها حق الحياة. غير أن مخير أكد أن قوات الدعم السريع "لا تملك أية نوايا سيئة تجاه حركات الكفاح المسلح"، ودلل على ذلك باجتماع عقده أمس القائد الثاني في الدعم السريع، عبد الرحيم حمدان دقلو، مع قيادات القوى المشتركة في دارفور بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في الإقليم. وأضاف "المشاركون في اجتماع الأمس اتفقوا على عدة بنود من بينها التنسيق البيني، وتشكيل قوة مشتركة لتأمين الإقليم، والتمسك باتفاق سلام جوبا، وتأمين كل الأنشطة الإنسانية، وتفويت الفرصة على من يسعى للإيقاع بين قوات الدعم السريع وقوات الحركات المسلحة". وعن العوامل التي أدت لاندلاع الصراع قال عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع "لم نكن نتوقع وجود الإخوان المسلمين، والمتطرفين العائدين من داعش، وبقايا جبهة النصرة في صفوف القوات المسلحة السودانية". وواصل حديثه "هذه المعلومة صرح بها بها وزير الدفاع السوداني السابق عمر بن عوف عام 2017 في المملكة العربية السعودية خلال مشاركته في مؤتمر مكافحة الإرهاب عندما قال إن 18 ألف إرهابي عادوا إلى السودان وتم ضمهم إلى القوات النظامية بهدف إصلاحهم، وهؤلاء هم من نقاتلهم". وأكد مخير عدم رغبة الدعم السريع في استمرار القتال قائلا "ليس لدينا أية رغبة في استمرار القتال، ولا نريد أن تنهار القوات المسلحة السودانية، لكن يجب أن نقضي على هؤلاء الإرهابيين داخل الجيش السوداني". * "إعلان لا تأثير له على الأرض" قلل مخير من شأن تأثير إعلان حركات الكفاح المسلح - مسار دارفور وقال "هذا الإعلان لن يكون له تأثير على الأرض أو على المعارك الدائرة ولن يغير الوضع العسكري"، مشيرا إلى أنه لم يصدر عن الحركات الخمس الموقعة على اتفاق جوبا، بل عن حركتين فقط هما حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان. وأضاف "حركة العدل والمساواة تشهد انشقاقات في الوقت الحالي، أما حركة تحرير السودان فأغلب قادتها الميدانيين على الأرض غير موافقين على هذا الإعلان، رفضا لإدخال إقليم دارفور في حرب أهلية". واعتبر مخير أن هذا الإعلان "هو آخر كارت يملكه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وجماعة الإخوان المسلمين لتحقيق أهدافهم بعد فشل جميع محاولاته السابقة وبعد أن تلقوا هزائم ثقيلة أفقدت الجيش السوداني كل قوات سلاح المشاة". ونفى أن تكون قوات الدعم السريع قد ارتكبت أية انتهاكات أو جرائم إبادة جماعية خلال الحرب، وقال "هذه مزاعم أطلقها الجيش في إطار الحرب الدعائية لتشويه صورة قوات الدعم السريع". واستطرد "قوات الدعم السريع هي القوات الوحيدة في المنطقة التي لديها إدارة مختصة بحقوق الإنسان، تم تأسيسها في 2019، وتقوم بتدريب الضباط والجنود برعاية ومشاركة الصليب الأحمر وخبراء دوليين على مسائل متعلقة بحقوق الإنسان". وأعلن مخير انفتاح الدعم السريع على التعاون في أي تحقيقات دولية أو محلية، من قبل جهات محايدة، فيما يتعلق بأي انتهاكات، مؤكدا "حتى هذه اللحظة لم توجه إلينا أية اتهامات من جهات دولية أو محلية بارتكاب جرائم، باستثناء تلك القادمة من جانب القوات المسلحة السودانية". واندلع القتال بين عشية وضحاها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان بعد توتر على مدى أسابيع، في وقت كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع فيه اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
مشاركة :