أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، مجددا موقفهما المتمثل في أهمية دفع العلاقات الإستراتيجية ومتبادلة المنفعة بين الصين واليابان بشكل شامل. خلال اجتماعهما هنا بعد ظهر الخميس، أكد القائدان مجددا التزامهما بالمبادئ والتوافقات المنصوص عليها في الوثائق السياسية الأربع بين البلدين، واتفقا على تكريس نفسيهما للعمل معا على بناء علاقات صينية-يابانية بناءة ومستقرة تلبي متطلبات العصر الجديد. قال شي، أثناء لقائه كيشيدا على هامش الاجتماع الـ30 للقادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (أبيك)، إن العام الجاري يصادف الذكرى الـ45 لتوقيع معاهدة السلام والصداقة بين الصين واليابان، التي حددت الاتجاه العام للسلام والصداقة والتعاون بين الصين واليابان في شكل قانوني وأصبحت علامة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية. وأضاف شي أنه على مدى السنوات الـ45 الماضية، وبتوجيه من الوثائق السياسية الأربع بين الصين واليابان، منها معاهدة السلام والصداقة بين البلدين، حافظت العلاقات الثنائية على زخم التنمية في السراء والضراء، ما جلب الفوائد للشعبين ولعب دورا إيجابيا في تحقيق السلام والتنمية والازدهار في المنطقة. وأشار شي إلى أن الأوضاع الدولية الحالية مضطربة، مع ظهور مخاطر وتحديات في سلسلة لا تنتهي، مشددا على أن التعايش السلمي والصداقة الدائمة والتعاون المفيد للطرفين والتنمية المشتركة بين الصين واليابان، هي أمور تخدم المصالح الأساسية للشعبين. وذكر أن العلاقة بين الصين واليابان تمر في الوقت الحالي بمنعطف حاسم، لافتا إلى أنه يتعين على الجانبين، بروح التعلم من التاريخ لخلق مستقبل مشرق، اتباع اتجاه العصر والالتزام بالاتجاه الصحيح والبقاء على الوفاء للتطلعات الأصلية التي جرى الإعراب عنها عند تطبيع العلاقات الدبلوماسية في عام 1972. وقال شي إنه يتعين على كل من الجانبين النظر إلى تنمية الجانب الآخر بموضوعية وعقلانية، وتعزيز الإدراك المتبادل الإيجابي والودي، وإدارة الخلافات بطريقة بناءة، وترجمة التوافق السياسي المتمثل في أن البلدين شريكان متعاونان ولا يمثل أي منهما تهديدا للآخر، إلى سياسات محددة وإجراءات ملموسة. وأكد شي أن القضايا المبدئية الرئيسية المتعلقة بالتاريخ وتايوان تؤثر على الأساس السياسي للعلاقات الصينية- اليابانية، وحث اليابان على الوفاء بتعهداتها والتأكد من أن أساس العلاقات الثنائية لن يتضرر أو يهتز. وذكر أن المصالح الاقتصادية للصين واليابان، فضلا عن سلاسل الصناعة والإمداد، متشابكة بعمق، وليس من مصلحة أحد الانخراط في ممارسات وفق نهج “فناء صغير، سياج عال” و”فك الارتباط وعرقلة سلاسل الصناعة والإمداد”. وقال إن الصين تعزز التنمية عالية الجودة والانفتاح رفيع المستوى، ما سيوفر فرصا غير مسبوقة للبلدان في جميع أنحاء العالم، منها اليابان، وحث الجانبين على تعميق التعاون، ومساعدة بعضهما البعض على تحقيق النجاح، وحماية نظام التجارة الحرة العالمي بجدية، وتحقيق مستوى أعلى من المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للطرفين. وقال شي إنه يتعين على البلدين اتباع منظور أشمل وتبني رؤية أوسع، وتعزيز القيم الآسيوية المتمثلة في السلام والتعاون والشمول والتكامل، وممارسة التعددية الحقيقية، وتعزيز الإقليمية المنفتحة، ودفع التكامل الإقليمي، والتصدي المشترك للتحديات العالمية. وحث شي أيضا الجانب الياباني على أن يأخذ على محمل الجد الشواغل المشروعة في الداخل والخارج بشأن تصريف المياه الملوثة نوويا من محطة فوكوشيما للطاقة النووية، وأن يتعامل مع القضية بشكل صحيح من خلال تبني نهج مسؤول وبنّاء، لأنها تتعلق بصحة البشرية جمعاء والبيئة البحرية العالمية والمصلحة العامة الدولية. من جانبه، قال كيشيدا إن العام الجاري يصادف الذكرى الـ45 لتوقيع معاهدة السلام والصداقة بين الصين واليابان، موضحا أن الشعبين الصيني والياباني يتذكران الجهود التي بذلتها الأجيال السابقة من قادة الصين واليابان لتعزيز العلاقات الودية بين البلدين في مجموعة واسعة من المجالات. وذكر أنه في الوقت الراهن الذي يقف فيه المجتمع الدولي عند نقطة تحول تاريخية، تأمل اليابان، وهي تتطلع للمستقبل، في تعزيز التواصل والحوار رفيع المستوى مع الصين، وزيادة العوامل الإيجابية في العلاقات الثنائية، والالتزام بالتعايش السلمي، مضيفا أن اليابان ليست لديها نية لفك الارتباط مع الصين، وتأمل في مواصلة تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية وتعميق التعاون العملي في مجالات الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والتمويل والرعاية الطبية ورعاية المسنين. وقال كيشيدا إن الجانب الياباني سيظل ملتزما بمسار التنمية السلمية ولا يوجد تغيير في موقفه بشأن معالجة القضايا المتعلقة بتايوان، كما جاء في البيان المشترك بين اليابان والصين. وأشاد الجانبان بآلية الحوار بشأن ضوابط التصدير، التي جرى إطلاقها حديثا، واتفقا على مواصلة الحوار والاتصال على مختلف المستويات، وعقد جولة جديدة من الحوار الاقتصادي رفيع المستوى بين الصين واليابان في الوقت المناسب، فضلا عن عقد اجتماع لآلية التشاور رفيعة المستوى بشأن التبادلات الشعبية. وأكد الجانبان اعتزامهما الحفاظ على التواصل والتنسيق حول الشؤون الدولية والإقليمية، والاشتراك معا في مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ. واتفق الجانبان أيضا على إيجاد طريقة صحيحة لحل مسألة تصريف المياه الملوثة نوويا من محطة فوكوشيما للطاقة النووية، من خلال المشاورات والمفاوضات بطريقة بناءة. وتبادل القائدان وجهات النظر بشأن القضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك.
مشاركة :