إسرائيل تنقل مجازر غزة من المستشفيات للمدارس

  • 11/18/2023
  • 22:20
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وسعت إسرائيل أمس نطاق المجازر الدامية لتمتد إلى مدارس القطاع.وسقط عصر أمس 200 شخص في القصف الإسرائيلي على مدرسة الفاخورة التي تؤوي نازحين في مخيم جباليا بشمال غزة. وتؤوي مدرسة الفاخورة، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، آلاف النازحين.وفي وقت سابق، أفاد تلفزيون فلسطين بأن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في قصف إسرائيلي على مدرسة ثانية لوكالة الأونروا في تل الزعتر.وأعلنت الأونروا في وقت سابق اليوم أن هناك حاجة لوقف إطلاق النار «كي ننقذ ما تبقى من إنسانيتنا».إلى ذلك خرج مئات الأشخاص أمس من مستشفى الشفاء، سيراً على الأقدام فيما نفى الجيش الإسرائيلي أنه أمر بإخلائه «في غضون ساعة». وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن «120 جريحاً والأطفال الخدج» لا يزالون فيه. وكانت الأمم المتحدة تقدر عدد الأشخاص الذين لا يزالون في مجمع الشفاء الطبي، بنحو 2300 شخص.وأكد مدير مستشفى الشفاء في غزة أن الجيش الإسرائيلي أمر بإخلاء المنشأة الصحية التي تحاصرها الدبابات الإسرائيلية منذ أيام عدة، لكن الجيش سرعان ما نفى توجيه هذه الأوامر. وقالت وزارة الصحة في بيان إن «120 جريحاً لا يزالون في المستشفى» بينهم الأطفال الخدج من دون معرفة عدد الأطفال المحدد.وأكدت الوزارة «نحن على اتصال مع الصليب الأحمر بشأنهم» من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وكان مسؤول في الوزارة قد أكد في وقت سابق أن «450 جريحاً ومريضاً» عالقون مع عدد قليل من أفراد الطاقم الطبي.وشاهد صحافي مع وكالة الأنباء الفرنسية أطفالاً ونساء ورجالاً بعضهم مصاب أو بأطراف مبتورة ينزحون جنوباً باتجاه شارع صلاح الدين، مشيراً إلى عدم مشاركة أي سيارة إسعاف في عملية الإجلاء.وفي الطريق نحو الجنوب، أكد الصحافي رصده ما لا يقل عن 15 جثة بعضها في مراحل متقدمة من التحلل في الطرق المدمرة حيث السيارات مقلوبة أو مهشمة وكذلك المحال التجارية.وشوهدت دبابات وناقلات جند وغيرها من الآليات الإسرائيلية المدرعة في محيط المستشفى بينما حلقت فوق المنطقة طائرات مسيّرة. وكان الجيش قد أعلن أنه سيخصص «ممراً إنسانياً» للنازحين.وأصبح مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع، محوراً للعمليّة التي تنفذها إسرائيل وسط اتهامها حماس باستخدام المستشفى مركزاً قيادياً، وهو ما تنفيه الحركة. واقتحم الجيش المستشفى فجر الأربعاء.وفي الأيام الأخيرة، وخلال اقتحامهم المستشفى، فجر جنود إسرائيليون أقساماً عدة من بينها الطابق الأرضي من قسم الجراحة.وقبل عملية الإجلاء، أعلنت وزارة الصحة وفاة 24 شخصاً في المستشفى خلال يومين بسبب انقطاع الكهرباء.وكانت الأمم المتحدة تقدر عدد الأشخاص الذين لا يزالون في مجمع الشفاء، بنحو 2300.وأعلن مدير مستشفى ناصر في خان يونس بوسط قطاع غزة أمس أن 26 شخصا قُتلوا في قصف استهدف ثلاثة مبانٍ سكنية في المدينة. وقال لوكالة فرانس برس إن هذه الضربة الجوية التي وقعت في منطقة حمد أدت أيضاً إلى إصابة 23 شخصاً بجروح خطيرة.والجمعة، قال رئيس قسم الجراحة في المستشفى مروان أبو سعدة لفرانس برس إن جنوداً إسرائيليين اصطحبوه معهم إلى الطبقات السفلية للحصول على معلومات بشأن استخدام المعدات في القسم.وروى «تقدمنا من غرفة لأخرى وكانوا يسألونني عما هي مخصصة له، وفجّروا شحنات ناسفة» في المكان.وسمحت إسرائيل بدخول شاحنتي وقود لغزة، وأتى ذلك بعيد إعلان مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي تساحي هنغبي أن مجلس الحرب «وافق بالإجماع على توصية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشين بيت (الأمن الداخلي) بالامتثال لطلب الولايات المتحدة والسماح بدخول شاحنتين لوقود الديزل يومياً».وذكر المسؤول أن شاحنات الوقود ستمر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر من خلال وكالات الأمم المتحدة وصولاً إلى المدنيين في جنوب قطاع غزة شرط عدم وصولها إلى حماس.وذكر مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه أن اتفاق ادخال الوقود ينص على تسليم ما يصل إلى 140 ألف لتر كل 48 ساعة، منها 20 ألف لتر مخصصة لمولدات الكهرباء للحفاظ على الاتصالات.وكان مفوّض منظّمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني حذّر من أنّ عمليّات الوكالة في القطاع «توشك على الانهيار».ودعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى «وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية وحقوقية، وإلى إنهاء القتال». وقال «الأمر لا يتعلق بتوصيل غذاء ومساعدات إنسانية كبيرة على نحو عاجل فحسب، لكن أيضاً بإيجاد مساحة للخروج من هذا الرعب».من جهته شدد رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على أن النظام الصحي في غزة «على وشك الانهيار»، معتبراً أن «حجم الرد الإسرائيلي يصبح غير مبرر أكثر فأكثر».صندوق النقد الدولي يدرس «بجدية» زيادة القروض لمصر قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا إن الصندوق «يدرس بجدية» زيادة محتملة لبرنامج القروض لمصر البالغ ثلاثة مليارات دولار، نتيجة الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.وأضافت جورجيفا في مقابلة أجرتها معها رويترز على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي أن الصراع «يدمر» سكان غزة واقتصادها وله «آثار خطيرة» على اقتصاد الضفة الغربية، ويشكل أيضاً صعوبات للدول المجاورة مصر ولبنان والأردن من خلال الخسائر في إيرادات السياحة وارتفاع تكاليف الطاقة.بايدن يريد إطلاق «جميع الرهائن»لا تزال قضية الرهائن المحتجزين في غزة، وبينهم أجانب، مدار بحث بين عدد من الأطراف. وخطفت حماس نحو 240 رهينة وفق الجيش.وأثار الرئيس الأمريكي جو بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الحاجة الملحّة للإفراج عن «جميع الرهائن».وأوضح البيت الأبيض أنّ بايدن والشيخ تميم بحثا خلال اتصال هاتفي في «الحاجة الملحّة لإطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس بلا أيّ تأخير».وكان بايدن أبدى الأربعاء «تفاؤلاً معتدلاً» بإمكان توصّل إسرائيل وحماس إلى اتّفاق حول إطلاق قسم من الرهائن. وتقود قطر وساطة بين الطرفين في هذا المجال، لم تحقق بعد نتائج.كما جدّد منسّق الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الدعوة إلى إطلاق جميع الرهائن في غزّة بلا شروط.وكانت السلطات الإسرائيليّة ربطت بين مستشفى الشفاء والبحث عن الرهائن.وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لشبكة «سي بي إس» الأمريكيّة «لدينا مؤشّرات قويّة على أنّ الرهائن كانوا محتجزين في مستشفى الشفاء، وهذا أحد الأسباب التي دفعتنا لدخوله. لكن إذا كانوا هنا، فقد نُقلوا إلى مكان آخر».من جهته، قال أبو عبيدة، المتحدّث باسم كتائب عزّالدين القسّام، الجناح العسكري لحماس، إنّ الحركة عرضت «إتمام صفقة تبادل منذ بداية المعركة لحلّ هذه القضيّة الإنسانيّة».وأضاف متوجّهاً إلى الرأي العام الإسرائيلي «حاولنا ونكافح للحفاظ على حياة أسراكم، فنجحنا أحياناً ولم ننجح في أحيان أخرى بفعل القصف الهمجي لجيشكم»، متابعاً «يبدو أنّ قيادتكم قرّرت أن تجعل مصير أسراكم الفقدان والضياع... أو القتل... أو النسيان والإهمال».القصف يتواصل أثناء النزوحنزح أكثر من 1,65 مليون شخص داخل القطاع الذي يعدّ 2,4 مليون نسمة منذ اندلاع الحرب، خصوصاً بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي سكّان شمال غزّة بضرورة النزوح إلى جنوب القطاع.إلا أنّ الفلسطينيّين لا زالوا يواجهون القصف المتواصل حتّى خلال النزوح.وفجر الجمعة، كان مخيّم النصيرات وسط القطاع هدفاً لقصف نفّذه سلاح الجوّ الإسرائيلي، وأدّى إلى تدمير سبعة منازل ومبانٍ سكنيّة وإلى مقتل 18 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال، وفق مسؤولين صحّيين.واختبرت ندى أبو حية القصف للمرّة الثالثة وهي لم تتجاوز الثامنة من عمرها. وأوضحت لفرانس برس «كنّا في بيت سيدي (جدّي) بغزّة، وقصفوا البيت. بعدها جئنا إلى دير البلح، ضربونا في الدير. بعدها جئنا إلى النصيرات».وتابعت «في كلّ مكان ضرب وقصف (...) ستّي ماتت، وأمي ماتت. سيدي استشهد، وعمّي يحيى استشهد. قصفوا بيتنا، الدار التي في جوارنا دمّروها بالقصف، وكلّهم ماتوا».وفي ظلّ الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ بدء الحرب، لا يجد الآلاف مأوى. كما أنّ هناك أزمة إنسانيّة كبيرة ونقصاً حاداً في الغذاء وانقطاعاً لمياه الشرب.وفي هذا الصدد، جدّد غريفيث الجمعة الدعوة إلى «وقف إنساني لإطلاق النار» للسماح بإيصال المساعدات.وقال أمام الجمعيّة العامة للأمم المتحدة «سمّوه ما شئتم، لكنّ الطلب بسيط من وجهة نظر إنسانيّة. أوقفوا القتال للسماح للمدنيّين بالتحرّك بأمان».وتابع «نحن لا نطلب المستحيل»، مضيفاً «نطالب باتّخاذ إجراءات أساسيّة للأزمة لتلبية الاحتياجات الأساسيّة للسكّان المدنيّين ووقف مسار هذه الأزمة».

مشاركة :