من الظواهر في وطننا أنه إذا ذهب وزير أو مسئول كبير، وأتى آخر تعالت الأصوات في المجالس والمنتديات ووسائل التواصل الحديثة والتحقيقات الصحفية والمقالات تطرح على (القَـادم الجديد) مشاكل ومطالب واحتياجات تتعلق بالوزارة أو المؤسسة التي اعتلى كرسي مسئوليتها، وكأنها قبله لاشيء، وما هي إلا قاع صَـفْـصَـفَ يفتقد لأبسط الخَـدمات!! تلك الظاهرة تأكيد على أن أغلب مؤسساتنا الحكومية الخَـدَمِـيّـة للأسف الشديد تفتقد للاستراتيجيات و(العمل المؤسسي)، وتخضع للاجتهادات الفردية وتقلبات آراء وأمزجة المسئولين المُـتَـحَـرّكين والـمُـتغَـيّـرين إدارياً! التي من آثارها ضعف أداء المؤسسات وإنتاجيتها في خدمة الوطن والمواطن، وكذا الفساد الإداري والمالي، وهَـدر المال العام في مشاريع متعثرة أو قرارات ارتجالية ومتناقضة، فما بناه ذاك المسئول (أَمْـسِ)، يهدمه هذا اليوم وهكذا! إنّ طريق الحضارة والتنمية المستدامة وفَـنّ الإدارة الحديث عماده اليوم (العمل المؤسسي) القائم على قِــيَــم وأهداف مرسومة، وأسس ومبادئ وأركان وخطط منظمة واضحة قريبة وبعيدة المدى، لا تتأثر ولا تتغير بتغيير المسئول، ولا تسمح له بالانفراد بالقرار. فـ (العمل المؤسسي)، وإنْ كان يشجع المبادرات إلا أنه يُـنَـمّـي العمل الجماعي التعاوني، ويستثمر الطاقات البشرية، ويحقق التكامل بين مختلف المؤسسات، ويخلق الاستقرار والاستمرارية في العمل، كما أنه بحسب التجارب يضمن غزارة الإنتاج وجودته. والأهم أنه يقضي على الكثير من الاستثناءات والواسطة، وصور الفساد الإداري والمالي، ولاسيما تلك التي سببها القرارات الفردية والعشوائية. وأخيراً الوزارات والمؤسسات الخدمية ليست أملاكاً للمسئولين؛ بل هي للجميع وتَـقوم على جهود وتعاون جميع منسوبيها السابقين واللاحقين؛ فكم أتمنى أن ينتهي ترديد ذلك السؤال: ماذا تريد من ذاك الوزير أو المسئول؟! فالمواطن أو العَـميل لا يطلب منه، بل من الوزارة أو المؤسسة. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :