نظم ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة للعمل الثقافي وبالتعاون مع مديرية ثقافة إربد أمسية شعرية بعنوان: "غزة في عيون الشعراء" وبمشاركة الشاعرين: حسن البوريني وعمر أبوالهيجاَء والموهبتين: مريم عبدالعزيز عطوة ومنوى محمد غزال، وقدم الكاتب والمحلل السياسي عبدالمجيد جرادات ورقة بعنوان: "أبطال المقاومة الفلسطينية بين صلابه الصمود وإرادة الثبات في الأرض"، وأدار مفردات الأمسية الأديب الدكتور حسين منصور العمري، وسط حضور لافت من المثقفين والمهتمين. واستهل الأمسية الكاتب عبدالمجيد جرادات بورقة تحليلية لمجريات الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حملت عنوان: "أبطال المقاومة الفلسطينية بين صلابه الصمود وإرادة الثبات في الأرض" قال فيها: يمكن وصف ما يدور في فلسطين المحتلة وقطاع غزة الفلسطيني، أنها حرب إبادة تشنها إسرائيل على أبناء شعب فلسطين في القطاع بعد أن تجاهلت كل قواعد القانون الدولي التي تنص على تجنب استهداف الأطفال والنساء والشيوخ وكل الأبرياء. وذكر جرادات تؤكد الوقائع الميدانية عجز الجيش الصهيوني عن حسم المعركة بعد أن أثبت أبطال المقاومة الفلسطينية صلابة موقفهم وتمكنوا من تحقيق "معادلة الرعب" ثم تمترسوا في الأنفاق التي عرفنا أنهم أقاموها بعد أن تحسبوا لأسوأ الاحتمالات بالنسبة للمطرفين الصهاينة وصناع القرار في دولة الاحتلال. وأشار جرادات قائلا: يحمد لخطباء المساجد ومنظمات المجتمع المدني والعشائر الأردنية وجميع أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية في أميركا والدول الأوروبية مواقفهم المشرفة في مساندة ومبادرات الدعم المعنوي لصمود الأهل في فلسطين والقطاع، لأنهم يذكرون الرأي العام العالمي بمعاناة أبناء الشعب الفلسطيني الذي يخوض ملحمة شرسة ويتعرض لأبشع أنواع القتل والقهر والمحو والتهجير. وثمن جرادات مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني على جهوده المتواصلة للتخفيف من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني من خلال مواقفه المتعددة في كافة المحافل الدولية. إلى ذلك كانت القراءة الشعرية الأولى للشاعر حسن البوريني صاحب ديوان "جرار الدمع"، حيث قرأ مجموعة من القصائد الإنسانية التي عاين فيها مجريات الأحداث وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل ومحو وشطب.. بلغة مرموزة ومكثفة تعبر عما يدور الوجدان الإنساني. ومن قصيدة له بعنوان: "مِن هُناكْ" يقول فيها: "مَرَّ طَيفُ الْمَوْتِ ليلاً مِنْ هُناكْ.. كُنّا أمواتاً.. أظنُ وكانَ لونُ الصَّيفِ ثلجاً قانياً وكان صمتُ الليلِ قصفاً واعتراكْ... كان حادي الغيمِ يجمعُ غيمَهُ ويسوقُ ما لمَّ الغِيابُ إلى دهاليز الهلاكْ... يا صاحبي المغدور الرّيحُ ألقتْ ريحَها ومضَتْ إلى شرقٍ تشاغلَ بالعِراكْ فلا تُناجي بالسَّريةِ صاهلاً كلُّ الفوارسِ قد كبتْ افراسُها فعلامَ تهذي بالعروبة آملاً ما ظلَّ بالمضمار خيّالٌ.. سواكْ". ومن قصيدة أخرى له أسماها "قصيدةٌ ضَيَّعَتْ عِنوانَها" نختار منها: "أمّا أنا../ما ظلَّ لي من كَاسِياتِ الشِّعرِ/ثوبٌ/أرتدِيه/لا.. ولا بالنّاعِساتِ/بقايا حُلمٍ/جدَّ في تأويلِهِ شيخُ المقامِ/وحَارَتْ الأحلامُ فيه/فَسُقتُ كلَّ صَواهِلي/وتركتُ ماءَ نواهِلي/ومضيتُ أستوحي السّلامةَ/ساعياً منّي إليه/وكلّما آنستُ نسيانَ القصيدة/جاءني طيفُ العُروبةِ ناهِراً:/يا ابن عزِّ الدِّين/يا سيف الوقيعةِ والوغى/إن في جَوفِ المَنية صارخٌ/القِ عليهِ من العروبةِ ثوبَها/يرّتدَّ من تحتِ الأديمِ/مُجَنّحٌ/يتلو على سَمعِ البريّةِ عجزَها/وتَفِزَّ من خَلفِ الغيابِ /قصيدةٌ:/للبيتِ ربٌّ حافظٌ/يحنو عليه". ومن ثم قرأت كل من الموهبتين: مريم عبدالعزيز عطوة ومنوى محمد غزال بعض النصوص التي حازت على إعجاب الحضور. وأختتم القراءات الشاعر عمر أبوالهيجاء حيث قرأ مجموعة من قصائده من مثل: "قال الشهيد.. قالت غزة، الكنعاني، وسيرة بنت فاطمة". من حوارية "قال الشهيد.. قالت غزة" نقتطف هذا الحوار ما بين الشهيد غزة. قال الشهيد: ليلُ المدن طاعن بالسواد، لا فضاء في لغة المسافة يكتمل، هنا عبروا الأرض، ذبحوا الذاهبين إلى الشمس، وكل المناديل في أكف الصبايا تشتعل، ولم.. يرحلوا، وأنا خلف أصواتهم أنتظر، كانت السهول بوهج الدمع تغتسل، ويحملني دمي لنشيد شجري في الطرقات، وكل المنازل بالدم تكتحل، أنا ابن دمي، بدء الطلقات، أول الداخلين إلى الحلم، وحلمي بموجي يحتفل. قالت غزة: قمصان جسدي ملوثة، ممزقة، ورائحة البارود في الشوارع صاحية، وأنت تعد نشيدك، وخطى الدرب، تمضى بين يديك الكفن، لا تؤجل صلاتك في بوابة العشق، مرّوا جميعهم على جرحك، وغابت عنك المدن، لا لم تعد بنادق أخوتك صالحة، بنادقهم أصابها العفن. ومن قصيدته "الكنعاني" نقتطف منها حيث يقول: "إيهِ أبحث عن قمر تعبره أغاني، دمٌ كنعاني، أُوقظ فيه نشيدي المتعب وأرقب فيه تفاصيل الريحْ، أُقسم لو شرّقت إلى إدراج الموج به لأنزاح إلى قلب جريحْ، كي ينفض غبار الرحلة والموت الهادئ أقسم لو غرّبت إلى أسرار السفح به لأنزاح إلى صدري الحاني، دمٌ كنعاني، يحتشد الرعد على قدميه، يدخل عتم شوارعنا، يوقد شعلة وجه قاني، ويسلُّ الرقم المتخم في كفيه، كي يسرح في طقس الأعراسْ، هذا دمٌ كنعاني، يهرب من ظلي حين أنامْ، وحين أُراهن أن منامي يوصلني للوطن الغالي، هذا دم يعتسل على شفتي، ويقارع سيفا لا يوصله إلى تابوت الأرضْ، هذا دمٌ لا يهدأ فيه الموالْ، وفيه صباح النبضْ، هذا دم كنعاني، يحلم بقطوف العنب الداني، من صيّحات الخيّالْ".
مشاركة :