لسعد المحيرصي يقدم 'رؤى متعددة' في معرضه الجديد

  • 11/20/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يواصل الفنان التشكيلي لسعد المحيرصي ممارسته الفنية التشكيلية من خلال الإعداد لأعمال فنية جديدة بعد معرضه السابق بفضاء صوفونيبه، حيث يعد لمعرضه الشخصي الجديد قريبا بالعاصمة. وهنا وضمن سياقات هذا الفنان تبرز العملية الفنية لديه كتلوين أحوال وباطن يتحرك مع كل ذهاب وكلما تعددت وتنوعت الأمكنة والأزمنة صار للروح ما به تحلق في سمو ونزوع للأعالي.. الأعالي هنا كون من تجريدية الحال وفسحة تتلاطم فيها أمواج النظر والقراءة والتأويل وفق نشيد إنساني قديم متجدد. هكذا نلج عوالم فنان هام باللون خبأ سحر قوله في دواخله مكتفيا بالإحساس والنظر في حله وترحاله مشيرا للآفاق حيث الكائن الحالم المتألم المتحول المعبر الساكن المتحرك القلق الشغوف... التلوين عنده بهجة لا تضاهى وسعادة متخيرة حيث الأسى يبرز في الأحوال والجغرافيا.. تعددت حالاته التلوينية وهو يزين القماشة بكثير من تجريدية الألوان قولا بالغرام الدفين الذي سكنه وهو ينشغل عنه بالعمل وما تقتضيه مسؤولياته الدبلوماسية حيث كان في ذلك متعدد المدن والعواصم وهنا عبرت لوحاته الفنية عن هذا التعدد المكاني فلكل مدينة نورها ودرجة ألوانها وأحوالها التشكيلية.. لوحاته كون من عبارات جامحة وقلقة قلق الإنسان والمكان في عالم متحول أرهقه السؤال الدفين... سؤال الحلم هذا الذي حمل الفنانين منذ أزمنة بعيدة إلى جزر التلوين الخالص والبهاء التشكيلي النادر.. نعني هنا الفنان التشكيلي لسعد المحيرصي الذي تخير ألوانه ورسوماته وتيماتها وهو يتنقل بين عواصم هذا العالم لشؤون ومقتضيات الدراسة، ثم عمله الدبلوماسي، فكانت لوحاته بمثابة صفحات من كتاب الرحلة الملونة التي اطلعنا على حيز هام منها لتبوح لنا بما يعتمل في عالم صاحبها من أمنيات وأحلام وأحاسيس وتفاعلات.. هي بالنهاية تفاعلات فنان تجاه أمكنة.. وعوالم وبلدان تختلف أجواؤها لتلتقي في دروب الفن.. تلك الدروب التي أدت إلى أعمال هذا الفنان. الفنان التشكيلي لسعد المحيرصي يستعد لمعرضه الشخصي الجديد بعد معرض سابق له، ضمن عنوان لافت هو "رؤى متعددة". الفنان لسعد محيرصي وكما يقدم نفسه هو رسام تونسي، حاصل على دكتوراه في الأدب المقارن من جامعة السوربون نوفيل باريس 3، ودبلوماسي محترف وسفير تونس السابق باليونان، والمدير الحالي لأوروبا بوزارة الخارجية. سمحت له مسيرته الدبلوماسية بالعيش في عدة دول من بينها فرنسا والأرجنتين وإسبانيا والسنغال ولبنان واليونان. ومنذ عام 1998 بدأ الرحلة مع عالم الرسم. أقيم معرضه الفردي الأول في اليونان في عام 2019 في معرض بلدية ليا في أثينا، وشارك في المعرض الجماعي الأول في تونس في مايو/أيار 2022 بدعوة من جمعية الفنانين المغاربة، وهو في هذا المعرض بصوفونيبه يعرض بصورة فردية 40 عملاً تجريديًا تغطي العديد من الأساليب والجوانب المتعددة بالنظر لرؤيته الخاصة للفن والتي من خلالها ينتصر الخيال. له كتاب بعنوان "تونس - إسبانيا من قرطاج إلى يومنا هذا" صدر عن دار الصدر في بيروت عام 2012، وهو حاصل على وسام الصليب الأكبر من وسام العنقاء للجمهورية اليونانية في عام 2021. هكذا هي رحلته الفنية التي انتقل فيها بعد تجارب متعددة في الأساليب والنظر الفني إلى عالم التجريد الذي رآه ساحرا وقابلا لقراءات متعددة و"لطالما كان الرسم بالنسبة إليه مرادفًا لمتعة العيش في عمل يكاد يكون مفعما بالمتعة، إنه هذا العرض حيث تكون اللحظات الممتعة باهتة... تحوي لوحاته ألوانا شفافة وخطوطا تتقاطع حيث القماشة كون إحساس وحركة وعبارات ضاجة بالمعاني المختلفة.. هذه الرغبة في بحث مفتوح عن الجمال، حيث فضاء اللوحة بستان من التشكيل فيه موسيقى وأشكال ناعمة وحادة في ذات الآن وفق إيقاع تلويني ينزع نحو عوالم من الجماليات التي يرنو إليه لسعد المحيرصي وهو يصغي للطفل الكامن فيه والذي يلون بدلا منه الأمكنة ليسعد بالنهاية في تحويل العالم إلى علبة تلوين... اللوحة عنده عالمه المدهش المفعم بالغموض الذي يشمل الفضاء الحقيقي والفضاء "الافتراضي" إلى حد ما وكما رسمته الأنسجة المعروضة على خلفية بيضاء، مرايا متناقضة مع الأعماق الحقيقية والخادعة. وبحثًا عن نهجه الفني الخاص، يبني لسعد محيرصي الواقع الذي يدركه بطريقته الخاصة بعد أن تشرب من أكثر الحركات الفنية تنوعًا من الانطباعية، والسريالية،... هو يسعى من خلال عالمه هذا إلى التعبير ضمن الرسم التجريدي بما هو كون دقيق وفيه تدفق للعواطف، واندفاع من العفوية الخالصة، وهروب إلى عالم رمزي مفعم بالحيوية. وهو يلعب ويتلاعب بالألوان والنغمات والاهتزازات..". هي فكرة الرسم والتلوين لدى الفنان التشكيلي لسعد المحيرصي التي يقترحها على جمهور الفن ورواده في معرضه الجديد الذي ينتظم قريبا.

مشاركة :