أكد كبير مفاوضي الهيئة العليا التفاوضية للمعارضة السورية في جنيف، محمد علوش، أن وفد المعارضة السورية أثبت خلال جولة المفاوضات الحالية أنه قادر على تقديم مشروع متكامل من جميع الجوانب يحقق إرادة الشعب السوري. وقال محمد علوش في حديث ل"الرياض": "المعارضة أثبتت بما لا يقبل الشك أنها قادرة على تقديم مشروع متكامل يستطيع إدارة دفة البلاد خلال المرحلة الانتقالية وما بعدها، عكس ما قدمه النظام ووفده في المفاوضات والذي لم يتجاوز التشبيح والخروج عن مواضيع النزاع". وأضاف علوش: "هذه الجولة كما هو معروف، تسعى لتقديم التصورات والرؤى، ووفد المعارضة التزم بما تم الاتفاق عليه في (مؤتمر الرياض) ولن يخرج عن ذلك، وقدم الرؤيا التي تم التوافق عليها خلالها، وتم العمل وفق أجندة تبتدىء بتشكيل حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تؤدي لانتقال حقيقي وكامل السلطات، الرئاسية والتنفيذية والتشريعية، كما قدمنا وثيقة تتعلق برؤيتنا لهذه الهيئة ابتداءً من تعريفها وصولاً إلى إيضاح المهام الموكلة لها". وتابع "طرحنا وثيقة المبادئ الاساسية والمتعلقة بالمرحلة الانتقالية، وما بعدها، كما رددنا في وفد المعارضة على بعض الاستفسارات حول الوثائق المقدمة لنا". وأوضح كبير مفاوضي الهيئة العليا التفاوضية للمعارضة السورية، أن وفد النظام السوري لا يزال متعنتاً، ولم يقدم حتى الآن شيئاً يذكر، حيث لجأ إلى التسويف وتأجيل بحث عدد القضايا، وعمد إلى الخروج من موضع النزاع إلى قضايا عامة لا علاقة لها بالثورة السورية، وذهب إلى وضع خطوط حمراء أمام مسيرة أي حل حقيقي وعادل. اعتبر أن النظام خرج بمظهر الشامت من الدول الأوروبية بعد تفجيرات بروكسل وشدد علوش، أن المفاوضات الجارية تبحث بالمقام الأول تشكيل هيئة حكم انتقالي وليس كما يطالب البعض بحكومة وحدة وطنية، وقال: "القضية ليس قضية حكومات أو وزارات، وخلافنا مع النظام بسبب ما يمارسه من اختطاف للدولة ولمؤسساتها وشرعيتها، وعمله على تكريس صورة الأجهزة الأمنية التي تحكم كل مفاصل الدولة، ولابد من أن ينتهي ذلك وننتقل لمرحلة جديدة، دون بشار الأسد في المرحلة الانتقالية وما بعدها". وكان بشار الجعفري رئيس وفد النظام السورية في مفاوضات جنيف قد أشار إلى أن "آليات الحوار والتغيير السياسي والانتقال السياسي وحكومة الوحدة الوطنية كلها جزء لا يتجزأ من جدول الاعمال". وحول تصريحات النظام حول هجوم بروكسل قال محمد علوش: "النظام السوري خرج بمظهر الشامت من الدول الأوروبية بعد زعزعة أمنها واستقرارها". وأضاف: "هناك تصريحات لمفتي النظام السوري يعود للعام 2011 يهدد فيه أوروبا في حال (اقتربت) من سورية، بأنه سيتم ارسال انتحاريين إليها، وقد يكون النظام ضالعاً فيما حدث، خاصة مع تكشف المعلومات التي أثبت تورطه في عدد من عمليات الاغتيال والتفجيرات الإرهابية". وتابع: "لعل الفترة المقبلة ستكشف تعاوناً بين النظام السوري وتنظيم داعش حول ما جرى في باريس وربما في بلجيكا". ولفت علوش إلى أن المعارضة السورية قد أعلنت عن استنكارها لمثل هذه العمليات الإرهابية، والتي لا تختلف عن إرهاب النظام وحلفائه من المليشيات التي استقدمها في سورية.
مشاركة :