نيربية لـ الشرق: النظام سيفاوض عاجلاً أم آجلاً على مصير الأسد

  • 3/24/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

قال نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري موفق نيربية، لن يكون للأسد أي دور في مستقبل سوريا. وأكد في حوار مع «الشرق» أن مسؤولي النظام ومفاوضيه يعرقلون المسار السياسي الراهن؛ لأنهم يعلمون جيداً أنه لا يشمل وجوداً للأسد، لا في مستقبل سوريا، ولا في المرحلة الانتقالية، ويلعبون في الوقت الضائع. وأضاف، سيفاوض النظام عاجلاً أم آجلاً على مصير الأسد، والروس أنفسهم يقولون منذ زمن إن مصير الأسد سيكون على طاولة المفاوضات ليبت فيه السوريون. وحول الانتخابات التي يريد النظام إجراءها في إبريل المقبل، أوضح نيربية أن النظام يراوغ ويحاول التهرب من الحل السياسي، لكن جعبته أصبحت فارغة من الحيل والمصداقية؛ وأضاف «لن نقبل بتأجيل المفاوضات تحت أي بند؛ لأن استمرار الحرب يرهق الشعب السوري، ويدفع ثمنه من دم أبنائه، ولأننا بالأصل نعرف أن الحياة البرلمانية في سوريا معطلة منذ عقود». نائب رئيس الائتلاف نيربية لـ الشرق: النظام سيفاوض عاجلاً أم آجلاً على مصير الأسد الدمام أسامة المصري الثورة السورية دخلت قبل أيام عامها السادس، ولا يبدو في الأفق أي حل سياسي ينهي هذا الصراع الذي أتى على سوريا بلداً وشعباً، بفعل ما أقدم عليه نظام الأسد وإيران واستقدام الميليشيات والمرتزقة من العراق وأفغانستان بالإضافة إلى ميليشيات ما يسمى بحزب الله في لبنان، وها هو الآن يراوغ في جنيف، وتشير كل الدلائل إلى أن النظام لا يمكن أن يساوم على رحيل رأسه، وأن دخوله المفاوضات ليس إلا كسبا للوقت كما تعامل مع جميع المبادرات طوال الخمس سنوات. مؤيدو الأسد ورجال نظامه أعلنوا منذ انطلاق الثورة شعارهم «إما الأسد أو نحرق البلد»، فيما مفتي الأسد محمد حسون هدد بوصول الحريق السوري إلى أوروبا، وبالفعل بدأ إرهاب داعش يضرب أوروبا؛ فبعد ضربات باريس قبل أشهر ضرب التنظيم قلب أوروبا بروكسل أمس الأول، مئات الآلاف من السوريون قتلوا، ومعظم بلدات ومدن وقرى سوريا طالها دمار الأسد وحلفائه، وملايين السوريين هاجروا وأصبحوا لاجئين في دول الجوار وأوروبا، كما أن هناك عشرات الألوف من المعتقلين مازالوا في سجون الأسد. «الشرق» أجرت حواراً مع نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري موفق نيربية حول الأزمة السورية ومستجداتها. قبل أكثر من أربع سنوات تحدثت «الشرق» مع نيربية حيث قال في ختام حديثه آنذاك «إن الشعب السوري سيدفع كثيراً قبل استكمال انتصاره، نتيجة تباطؤ القوى العربية والغربية في حل الأزمة التي لن تنتهي إلا بمزيد من الدماء»، الآن مازالت مواقف القوى الغربية وعديد من الدول العربية ترواح مكانها تجاه قضية السوريين. هناك كثير من الشكوك حول جدية النظام في عملية التفاوض والانتقال السياسي خاصة بعد تكرار مسؤولي النظام أن الأسد خارج أي حوار.. إذاً على ماذا ستتفاوضون؟ لن يكون للأسد أي دور في مستقبل سوريا، ولذلك نرى أن مسؤولي النظام ومفاوضوه يعرقلون المسار السياسي الراهن؛ لأنهم يعلمون جيداً أنه لا يشمل وجوداً للأسد لا في مستقبل سوريا ولا في المرحلة الانتقالية، ويلعبون في الوقت الضائع، كعادة الأسد الأب قبل الابن، ولخمسين عاماً مضت. باختصار.. سيفاوض النظام عاجلاً أم آجلاً على مصير الأسد، والروس أنفسهم يقولون منذ زمن إن مصير الأسد سيكون على طاولة المفاوضات ليبت فيه السوريون. ونحن متأكدون أن النظام رافض في الجوهر للعملية السياسية، وهو يعلم جيداً أن هذه العملية تقوم على مفهوم الانتقال السياسي، طبعاً على أساس قرار مجلس الأمن 2254 وبيان جنيف1، وهذا يعني نهاية حكم الأسد والنظام. هدفنا من المفاوضات الوصول إلى حل سياسي يبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالي، ولن يكون بشار الأسد جزءاً من هذه الهيئة هو وكل المجرمين. لماذا يريد النظام إجراء انتخابات برلمانية؟ وما معنى إصراره على تأجيل المفاوضات إلى ما بعد الانتخابات؟ فهل ستقبلون؟ النظام يراوغ ويحاول التهرب من الحل السياسي، لكن جعبته أصبحت فارغة من الحيل والمصداقية؛ لذلك جاءت هذه المرة على شكل «مسخرة» ومهزلة باسم إجراء الانتخابات البرلمانية، ويظن النظام أن ذلك سيساعده على إظهار أن نظامه متماسك ولديه استحقاقات دستورية. نحن لن نقبل بتأجيل المفاوضات تحت أي بند؛ لأن استمرار الحرب يرهق الشعب السوري، ويدفع ثمنه من دم أبنائه، ولأننا بالأصل نعرف أن الحياة البرلمانية في سوريا معطلة منذ عقود.كما أنني لا أعتقد أن المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا سيقبل. هل تخلت روسيا عن الأسد؟ وهل سيعود الأسد إلى الحضن الإيراني مرة أخرى؟ روسيا تتمسك بالأسد بقدر ما يحقق لها من مصالح، وترسل دائماً إشارات متضاربة بهذا الخصوص، لكن لحظة الحقيقة تقترب. أما عن عودة الأسد إلى الحضن الإيراني فيمكنني القول إن بشار الأسد لم يغادر الحضن الإيراني حتى يعود إليه، فهو منخرط بالمشروع الإيراني منذ سنوات طويلة، وسخر نظامه قبل اندلاع الثورة لمصالح إيران، وبات يناصب العداء للعالمين العربي والإسلامي من أجل المشروع الإيراني، أما متى يلفظه هذا الحضن؟ فهذا سؤال وجيه! كيف تقيّمون الدور الروسي بعد الانسحاب المنقوص؟ وهل يمكن أن يتخلى بوتين عن الأسد؟ كما قلت سابقاً إن بوصلة القرار في الكرملين مرتبط بمصالح روسيا التي تريد العودة بقوة إلى دورها كقطب دولي ثانٍ كما كانت خلال سنوات الحرب الباردة، ونظام بشار الأسد هو أحد الأوراق التي يتفاوض عليها دولياً وإقليمياً. ما مصير الوجود الإيراني والميليشيات الطائفية في أي عملية سياسية والسلطة الانتقالية إن حصلت؟ نحن لا نتوقف نهائياً عن التعبير عن موقفنا من عدوان هذه الميليشيات الإرهابية.. من حزب الله إلى الميليشيات الطائفية العراقية والأفغانية إلى الحرس الثوري وغيرها.. هذا اعتداء خطير وينذز بحرب غير معروفة العواقب ولا الأفق ليس في سوريا فحسب بل في كل المنطقة. أحياناً يكون ذلك مشمولاً بوضوح في الصيغة التي نعتمدها بضرورة رحيل كل القوى والميليشيات الأجنبية في سوريا، فنشمل قوى الإرهاب كلها بموقف واحد سواء كان سنياً أم شيعياً. وسوريا التي نناضل من أجلها هي سوريا الوطن، الدولة المدنية، دولة القانون، دولة الازدهار، ولا مكان للظلام وللظلاميين أياً كانت جنسيتهم أو طائفتهم. ألا تعتقد أن إيران وروسيا تسعيان لخلق سوريا جديدة على النمط اللبناني أو العراقي وإبقاء ميليشيات وأحزاب تابعة لها للتحكم بمستقبل البلاد؟ إيران قوى تراودها أحلام ومخططات خطرة، وهي تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة، ولن تألو جهدا لتبقى في سوريا بأي شكل من أشكال الوجود، ويبدو أنها أوعزت لحزبها اللبناني بالقول «حتى إن انسحبت إيران من سوريا فإنه لن ينسحب» وهذا ما صرح به علناً حسن نصر الله معبراً عما تريده إيران، بالإضافة إلى أن هناك محاولات حثيثة لخلق قوى طائفية عسكرية في سوريا تكون خاضعة مذهبيا لإيران على الطريقة العراقية، ولابد أن يضع السوريون والعرب استراتيجية كاملة لمواجة إيران ومخططاتها. أما في الحالة الروسية يختلف الأمر، فروسيا دولة عظمى تريد استعادة دورها كقطب ثانٍ ذي دور قيادي في العالم مع صنوه الأمريكي، وقد تحقق ذلك إلى حد أولي لا أظن أن الروس كانوا يحلمون به، وهاهي الاتفاقيات والمسارات الآن تعتمد على غرفة روسية أمريكية، كما كان الأمر أيام الحرب الباردة. إضافة إلى ذلك ربما كان هنالك الآن على الأرض ما يبرر الظن بأن هنالك طموحاً روسياً للعودة إلى تقسيمات القرن التاسع عشر وادعاء حماية طائفة أو طائفتين.. وبالطبع هنالك خطة لا تخفى على أحد لاستمرار وتفعيل وجود عسكري شرق المتوسط، تتأسس من خلاله حالة استراتيجية لم تتحقق حتى في أيام الاتحاد السوفييتي. هل ترون أن الأسد يدفع إلى خيار استمرار المواجهات العسكرية مدعوما من إيران ولا يبحث عن حل سياسي؟ أعتقد أن الأسد يريد حلاً سياسياً يبقيه في السلطة، وهو مستعد اليوم لتقديم تنازلات صورية يسميها (حكومة وحدة وطنية)، كما أنه يريد أن يفلت من محاسبة وعقاب الشعب السوري. وبرأيي جيش النظام منهك، وإيران أيضاً تبحث عن حل يحافظ على هيمنتها واحتلالها ومصادرتها للقرار السوري. هل ممكن أن تتحول سوريا إلى الفيدرالية؟ وما حظوظها؟ وهل ستقبلون بنظام محاصصة؟ نحن ضد أي طرح يهدد وحدة البلاد والأرض، ولن نقبل تحت أي شرط ما تطرحه بعض الأوساط الدولية في محاولة للضغط على المعارضة السورية كي تقبل بمزيد من التنازلات أمام النظام حفاظا على حدة سوريا وتوقيت إثارة المسألة مقصود ومدروس، ينبغي ألا نقع فيه، ونحن ضد أي طرح منفرد بالطبع، والأكراد جزء من الشعب السوري، وكل قضايا مستقبل سوريا تناقش في حينه، ويتم الاتفاق على دستور جديد للتوصل لأفضل شكل لسوريا المستقبل، وليس بشكل مفتعل ونحن تحت النيران. النظام وحلفاؤه لم يلتزموا بالهدنة.. وهناك هجمات منسقة لاستعادة مناطق إن كان في ريف حلب أو الغوطة.. كيف تتعاطون مع ذلك؟ نحن في حرب ضروس مع نظام مجرم وغدار، بل نحن نعلم أنه لا يتعامل مع العملية السياسية الجارية بجدية، ويريد حسماً عسكرياً يفرض من خلاله النهاية التي تسعده و»تؤبّد» تعاسة السوريين.. ونحن نعلم أن وحدتنا سياسياً وعسكرياً على الأرض وتطوير تنظيمنا وتحسين إمدادنا هو أساس دائم ويومي، نتابعه قدر المتاح لنا، ولا نتوقف عن العمل لسد ثغراته. هل تتوقع عملاً عسكرياً من قبل الحلفاء في حال فشل جنيف خاصة أن واشنطن لم تعارض وتحدثت عن خطة «ب»؟ هنالك شيء ما سيحدث بالتأكيد، ليس تدخلاً مباشراً ومنسقاً من قبل الحلفاء، ولكن ربما من خلال تنسيق يعتمد أكثر على الحلفاء العرب والأقرب جغرافياً والأكثر تأثراً بالمسألة، لكن لا أعتقد أن ذلك سيحدث قبل تغير الإدارة الأمريكية الحالية على الأقل.

مشاركة :