لا.. ولا بطيخ - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 1/5/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لو تمعّنا لوجدنا أن البلاد الصحراوية قيّض الله لها نوعاً من الفاكهة الصيفية، تنمو في الصيف بأجوائه الحارة، ويقتل بها الناس القيض، ألا وهو البطيخ. ولأسباب بيئية ومناخية تقل تلك الفاكهة في الشتاء لكون الجسم البشري يميل إلى السوائل الحارة. إلا أننا نُلاحظ في أعوامنا الأخيرة وجود البطيخ في الأسواق في أربعينية الشتاء القارص. وعليه أقول إن الإنتاج ممكن في كل الفصول ولا موسم مُعيناً لإنباته، والدليل على هذا أن المثل المصري المعروف يقول لمن أُريد له أن يطمئن ويهدأ: "حط ببطنك بطيخه صيفي" وهذا يُلوّح إلا وجود البطيخ في مواسم مختلفة. لولا شراهة البطيخ الأحمر بالماء لقلنا إن إنتاجه (خصوصاً في الصيف) يأتي ليفي بحاجة أجسامنا من السؤائل المُنقّاة طبيعياً. "جح" الجمع والواحدة "جحّه". المفردة أحد أسماء البطيخ. وجاء من الحجاز اسم حبحب وفي مصر اسمه بطيخ أحمر وفي العراق والكويت يسمونه "رقّى" بتشديد القاف. ثم إن جملة "ولا بطيخ" وأظنها من الشام، تُقال عند تصغير الأهميّة، ونسمع: لا كذا ولا بطيخ". ولا أدري لماذا جاء ذاك الاستصغار. وقرأت أن المفردة الأخيرة أخذت نصيبها في التعريف لأن أحسن أنواع الحبحب، أو البطيخ الأحمر كان يأتي من محافظة الرقة في سورية، على الفرات. واحتفظ بالاسم لأن كل أنواعه يزرع وينتج في العراق والجزيرة والخليج لكنه احتفظ بالاسم "رقى". كذلك - حسب التعريف الذي مر علي - ثمة نوع من الصابون الطبيعي ذى اللون البني، يسميه أهل العراق والكويت "صابون رقى" لأن جيّده يرد من الرقة في سورية. وثمة كلمات في كل اللغات لا يعرف المرء جذريتها، أو سبب التسمية من بينها عبارة "فرينش فرايد" التي يعرف بها الناس البطاطس الأصابع المقلية بالدهن. فالفرنسيون لا يعرفون لماذا أخذت الاسم FRENCH FRIED. ولا الانجليز والأمريكيون. أعود إلى مسألة البطيخ، أو الجح كما يسمى بوسط نجد فأقول إن اليابان أنتجت نوعاً من الحبحب مربع الشكل. كي يسهل نقله وتخزينه في الثلاجة، وكذلك تقطيعه. وفي رأيي أن هذا عبث لأن الخالق سبحانه جبلها مدورة أو بيضاوية - كغيرها من الثمار - كي تحتفظ بالسوائل أكبر مدة ممكنة. لأن التعامد الضوئي من أشعة الشمس لا يكتمل على السطوح المائلة. هذا رأيي وتقصر معلوماتي في الضوء وفيزيائياته.

مشاركة :