عالم من الأنغام الراقية، صدح أول من أمس، بين جنبات مكتبة محمد بن راشد في دبي، التي استضافت حفل أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة، بمشاركة مجموعة موسيقيين شباب من كل من أوركسترا الشباب في التشيك واليابان وتايوان وعازفتي الكمان المصريتين العالميتين مريم وأميرة أبوزهرة. وخلال الحفل - الذي نظم بالتعاون مع مهرجان أبوظبي - ارتحل الجمهور إلى عالم من الموسيقى الكلاسيكية، لاسيما مقطوعة «الفصول الأربعة» لأنطونيو فيفالدي، التي قدمت في القسم الأول من الأمسية، بهدف تقديم رسالة حول التغيير المناخي تزامناً مع استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف «كوب 28». أرض التسامح وقال قائد أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة، رياض قدسي، لـ«الإمارات اليوم» عن الحفل الذي ينظم بشكل سنوي «أنشأتُ الأوركسترا عام 1994، وفي 2004 تم البدء بتنظيم مهرجان الإمارات الدولي للسلام، ليُشكل دعوة إلى الرؤى التي تتبناها دولة الإمارات في ما يخص السلام والتسامح والتعايش، لاسيما أن أكثر من 200 جنسية تعيش على أرض هذا البلد، فكانت الأوركسترا بمثابة (كرة أرضية) مصغرة، نظراً إلى عدد الجنسيات التي تجمعها». وأضاف أن الأوركسترا ستكمل في 2024 عامها الـ30، وسيبلغ مهرجان الإمارات الدولي للسلام دورته الـ20، وهناك خطة لتقديم حدث كبير العام المقبل يحمل اسم دبي ودولة الإمارات، وسيطرح مشروعه للمختصين للنظر فيه. دليل نجاح وحول تفاصيل حفل مكتبة محمد بن راشد والمشاركات العالمية، أوضح قدسي «تقدم الأوركسترا الحفل بالجمع بين عازفين من فريقها، فضلاً عن مشاركة آخرين من دول العالم، لأن الحفل يدعو إلى السلام والتعايش، ولذا كان هناك عازفون من تايوان واليابان والتشيك ومصر، أرادوا المشاركة معنا، وهذه الاستضافة تُعد دليلاً على النجاح الذي حققته الأوركسترا على مر السنوات». ونوه بأن البرنامج اختير بعناية، فالبدء كان مع النشيد الوطني الإماراتي، لأن الحفل ينظم بمناسبة عيد الاتحاد، فضلاً عن تقديم مقطوعة «الفصول الأربعة» لفيفالدي، بالتزامن مع قرب احتضان الإمارات لـ«كوب 28»، وفي القسم الثاني قدمنا عملاً لفولفغانغ موزارت. ولفت إلى أن معظم الأطفال المشاركين في الأوركسترا يباشرون تعلم الموسيقى في المدرسة، ولكن المشكلة التي تواجه الفرقة، هي عدم ديمومة وجود العازفين في الدولة، فأغلبيتهم بعد خمس سنوات أو أكثر يغادرون إلى بلدانهم. وأعرب عن أمله في انضمام مزيد من المواطنين إلى الأوركسترا، ليكون أكثر من 50% من العازفين من الإماراتيين، ما يستدعي تعلم الموسيقى منذ الطفولة. ورأى أن التشجيع على تعلم الموسيقى، يتطلب رعاية من هيئات حكومية ثقافية تدعم هذه الفكرة، معتبراً أن الدعم سيغيّر المشهد المتعلق بالفنون. رياض قدسي: • الحفل استهل بعزف النشيد الوطني الإماراتي احتفاء بـعيد الاتحاد. • الحفل يدعو إلى السلام والتعايش، ولذا كان هناك عازفون من تايوان واليابان والتشيك ومصر. • الأوركسترا عزفت «الفصول الأربعة» لفيفالدي في القسم الأول. مشهد ثقافي متكامل أكد عضو مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، جمال الشحي لـ«الإمارات اليوم» أن استضافة حفل أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة، يبرز دور المكتبة كمنصة للفنون والموسيقى، فالأوركسترا تبين أهمية الفن الجاد وحضوره في المشهد الثقافي، وبوجود الفرقة في المكتبة يتم التأسيس لهذا النوع من الفن في المجتمع، خصوصاً أن الموسيقى تواكب ما يحدث، وتشجع كذلك المواهب الشابة. وأضاف أن مكتبة محمد بن راشد أصبحت منصة تحتضن المشهد الثقافي في دبي، وتبرز أهمية الفنون والموسيقى في الإمارة، إذ تقدم المكتبة الفعاليات الثقافية المتعلقة بالجانب الأدبي، ويستكمل هذا مع الموسيقى، واصفاً المكتبة بالمكان الذي يختزل كل أنواع الثقافة والفنون، وبأنها تقدم أنواعاً معينة من الموسيقى الجادة والكلاسيكية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :