نستشعر فى كثير من الأحيان "بالقبح" فى كل ما يترائى لنا فى الشارع المصرى سواء من تخاذل الإنضباط فى سلوك المارة أو قائدى السيارات وخاصة تلك الوسائل الناقلة للعامة – من "ميكروباص" لا قانون له ولا حدود لتصرفات قائدها سواء بإحترامه لأداب المرور أو حتى للأداب العامة، إلى تلك الأتوبيسات (ملك الدولة ) التى تتعدد أشكالها وطرزها، فمنها الأحمر والأخضر والأزرق والأصفر والأبيض (المتسخ) وكلها تحت مسمى (هيئة النقل العام) وتلك الوسيلة الناقلة للبشر تفتقد لوسائل الأمان أو حتى النظافة الواجبة داخلها، أو خارجها وهى الملوث الأول للبيئة، حيث كل أوتوبيس يجرى فى شوارع القاهرة المكتظة بسرعة لا تزيد عن عشرة كيلومتر فى الساعة وورائه شريط من الكثافة الكربونية، تخرج من أسفله أو من أعلاه (شكمانات) مصممه خصيصًا لبلادنا، تُخِْرجْ عشرات الأطنان المكعبة من ثانى أكسيد الكربون تزيد قتامة الأجواء فى الشوارع المصرية. ولايتوقف مظاهر القبح فقط على تلك الوسائل الناقلة للبشر، بل تنتقل عينيك بين قبح الواجهات المعمارية التى كانت فى يومًا ما (جميلة الجميلات) بين أشقائها من عمارات العواصم العالمية إلا أن بقدرة قادر (فَاجِرْ) فى بلدى أصبحت مشوهة يعلوها (عِشَشْ) عشوائية وأدوار غير قانونية، وخرجت المحلات عن حدود المبنى لكى تضع أقبح فترينة تراها عينيك فى العالم، وتنتشر اللافتات على واجهات تلك البنايات فى العاصمة وكل المدن المصرية، بأكثر الأسماء طرافة فهذه لافتة لصناع الأحذية، وتلك لمحامون فى كل المحاكم وبجانبها عيادات الأطباء والسماسرة، ومكاتب الشركات السياحية، ويعلو تلك اللافتات حوامل لنشر الغسيل، كل الغسيل (الداخلى والخارجى) كلها تعطى إحساس بأن لا قانون ولا تنسيق ولا حضارة، يمتلكها هذا الوطن، (منتهى القبح) – ينتقل بك إلى رصيف الشارع الذى إختفى نتيجة وجود متسولين وبائعين جائلين بكل أصناف التجارة السيئة الصنعة والسمعة (وأقفاص) للفاكهة التى كانت فاكهة، وحتى الخبز نجده مفروش على الرصيف يستقبل كل تلك الأدخنة والأتربة ولا شيىء يهم، وأمام كل هذه البانوراما القبيحة نجد كل أصناف المحلات، شيىء يسمى مطعم أو محل أحذية أو ملابس أو شاورمة معلقة على الرصيف ودخان منبعث من الفرن المفتوح، "عبث ×عبث" ذلك القبح الذى تميزت به عاصمة أعظم دولة تمتلك حضارة وتاريخ، وإختفى الجَمال الذى تميزنا به ولم يصبح سهلًا الحصول على منظر جميل يسر قلبك، وأصبح الجمال شيىء من المستحيل تحقيقه فى عاصمة بلدى، ولا أدعى بأننى أوجه هذا النقد لمحافظ أصبح هو الأخر أكثرنا إكتئابًا من عدم القدرة على سيطرتنا على ذلك القبح القوى والمدجج بالبلطجة، وإفتقدنا جميعًا بما فينا محافظى المدن إلى هيبة الدولة المفقودة للأسف الشديد !! [email protected]
مشاركة :