قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الشيخ نواف سعود الصباح إن «مهمتنا هي تحسين قيمة الموارد الهيدروكربونية في الكويت، من خلال العمل تجارياً وعالمياً بطريقة متكاملة ومستدامة، مع توفير الفرص لشعبنا للنمو، والمساهمة في التنمية الاقتصادية في الكويت».وأكد السعود في كلمته خلال مؤتمر جامعة الكويت الدولي الثامن لأبحاث وتطوير الطاقة أن برميل النفط الكويتي الأقل كثافة كربونية عالمياً، منوهاً إلى أنه ينبعث منه ثلث ما ينبعث من البرميل البيرمياني (حوض بيرميان للنفط والغاز الطبيعي في أميركا).وأوضح أنه نتيجة لذلك، فإن البراميل الكويتية والخليجية ستنجو من تحوّل الطاقة باعتبارها الأكثر طلباً في العالم كما أنها الأخيرة التي سيتم إنتاجها على وجه الأرض.وتابع السعود: «لهذا السبب تدعو إستراتيجيتنا حتى 2040 زيادة إنتاجنا من النفط الخام إلى 4 ملايين برميل يومياً بحلول 2035 وإنتاج ثابت من الغاز الحر يبلغ 2 مليار قدم مكعب قياسي يومياً بحلول 2040»، منوهاً إلى أن «(مؤسسة البترول) تخطط لاستثمار 9 إلى 10 مليارات دولار سنوياً على مدى السنوات الخمس المقبلة في قطاعنا المحلي، ما من شأنه أن يزيد الإنتاج الحالي من 2.8 إلى 3.2 مليون برميل يومياً».وأوضح أنه «سنضيف القدرة الإنتاجية لتلبية الطلب على خامنا بينما نعمل في الوقت نفسه على إزالة الكربون من منتجاتنا، ومع ذلك، فإن زيادة الطاقة الإنتاجية لا تعني بالضرورة زيادة مباشرة في الانبعاثات»، مبيناً أنه «على مدار العقد المقبل، نخطط لتنويع قائمة منتجاتنا، وإزالة الكربون منها».وكشف السعود عن توجه «مؤسسة البترول» للاستثمار في مصادر الطاقة البديلة والمتجددة وغيرها من مصادر الطاقة.وقال «إستراتيجية تحول الطاقة في المؤسسة تعتمد على 3 ركائز أساسية، الأولى تقليل نطاقنا للانبعاثات 1+2، حيث ندرس أفضل السبل لالتقاط ثاني أكسيد الكربون المنبعث من عملياتنا النهائية المحلية وحقن هذا الكربون في خزاناتنا للحفاظ على ضغط الخزانات».وأضاف أن «الركيزة الثانية الاستثمار في أعمال الطاقة الجديدة، بتوسيع محفظتنا من تقنيات وخدمات الطاقة الجديدة، وتنتقل عملياتنا في أوروبا من شركة نفط تقليدية إلى مورّد للتنقل كخدمة، ونطرح في جميع أنحاء أوروبا نقاط شحن للسيارات الكهربائية في محطات الخدمة»، مشيراً إلى «البدء ببناء أول محطة لبيع الهيدروجين بالتجزئة في إيطاليا، والتي يتوقع أن تكون مركزاً للوقود المستدام عندما تصبح جاهزة للعمل 2026».وأفاد السعود: «نخطط للاستثمار في قدرة الوقود الحيوي، محلياً ودولياً، وندرس إمكانية بناء أول مصنع للهيدروجين الأخضر عندما تنضج التكنولوجيا».وذكر أن «الركيزة الثالثة تتعلق بالاقتصاد الدائري وخفض الكربون، ومع انتقال حقولنا إلى أبعد من الإنتاج الأولي بعد أكثر من 8 عقود من النجاح، فإننا نتحول إلى طرق الاسترداد الثانوية، بما في ذلك استخدام المضخات الغاطسة الكهربائية للحفاظ على تدفقات النفط من الخزانات».وتابع السعود: «نخطط أيضاً لتخفيف الجزء الأخير من انبعاثات الكربون لنصل صافي الصفر بحلول هدفنا المعلن، ولتحقيق هذه الغاية، شكلنا فريق مشترك مع السلطات البيئية والزراعية، إلى جانب شركة الخدمات النفطية (SLB)، لاختيار مواقع لزراعة أشجار المانغروف على نطاق واسع».وأفاد بأن الوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول 2050 سيكلف أكثر من 100 مليار دولار»، مشيراً إلى أن «تكاليف التشغيل لدينا لإنتاج برميل النفط تبلغ نحو 5.5 دولار، وهي الأدنى في صناعتنا.ولكن بينما ننتقل إلى الإنتاج الثانوي والثالث، فإن التحدي الذي نواجهه سيكون تقليل نمو التكاليف».وذكر السعود أن «الرقمنة إحدى الطرق الرئيسية التي نهدف بها إلى التحكم في التكاليف المستقبلية، حيث نهدف إلى بناء إطار عمل لرقمنة جميع جوانب سلسلة التوريد لدينا».بناء مركز أبحاث متكاملأفاد السعود بأن الخطة الخمسية لـ«مؤسسة البترول» تتضمن بناء مركز أبحاث متكامل، موضحاً أن «رؤية المؤسسة لهذا المركز تتمثل في أن يكون مركزاً للابتكار والتجريب، حيث يمكن استخدام العلوم والتكنولوجيا لإيجاد حلولنا الخاصة لتحديات الأعمال».وبيّن أنه «لتحقيق هذه الغاية، نبحث عن تطبيقات مبتكرة لتنفيذ فرص احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه على نطاق أوسع، والتي تعالج التحديات التي حددناها بالفعل في الحفاظ على التحكم في التكاليف في مشاريع احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه».
مشاركة :