الدوحة - أكدت قطر الخميس تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس يوما إضافيا حتى الجمعة فيما كانت هدنة من ستة أيام شارفت على الانتهاء وهو ما أكده الجانب الإسرائيلي وكذلك حماس. وأفاد ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية في بيان “بتوصل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة ليوم إضافي بالشروط السابقة نفسها، وهي وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية" وأضاف أن الهدنة ستكون "في إطار وساطة دولة قطر المشتركة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة" مؤكدا "استمرار تكثيف الجهود بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة". وكانت قطر تجري مفاوضات مكثفة بدعم من مصر والولايات المتحدة لتمديد الهدنة التي كان يفترض أن تنتهي صباح الخميس. بدوره أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الخميس أنّ العمل بهذه التهدئة سيستمرّ في ظلّ مواصلة الوسطاء جهودهم لتمديدها وفق الإطار المنصوص عليه. وقال الجيش في بيان إنّ "الهدنة العملياتية ستستمر في ظلّ جهود الوسطاء لمواصلة عملية إطلاق سراح الرهائن" وفقاً للشروط المتّفق عليها مسبقاً بين الطرفين وأكدت اسرائيل أنها تلقّت "لائحة" جديدة بأسماء رهائن من نساء وأطفال محتجزين في قطاع غزة سيفرج عنهم الخميس في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية بموجب اتفاق الهدنة. كما أعلنت حركة حماس صباح الخميس أنّها توصّلت إلى اتّفاق مع إسرائيل على تمديد الهدنة حيث قالت في بيان "تمّ الاتّفاق على تمديد الهدنة ليوم سابع، هو اليوم الخميس"، من دون مزيد من التفاصيل. وقبل ذلك قالت الحركة الفلسطينية إن إسرائيل رفضت تسلم سبعة محتجزين من النساء والأطفال وجثث ثلاثة آخرين قالت الحركة إنهم قتلوا بسبب القصف الإسرائيلي للقطاع مقابل تمديد الهدنة المؤقتة لليوم الخميس داعية مقاتليها البقاء على الجاهزية القتالية في الساعات الأخيرة من الهدنة تحسبا لتجدد القتال في حال عدم تجديدها. واضافت إن الرفض الإسرائيلي جاء "رغم تأكيدنا عبر الوسطاء أن هذا العدد هو كل ما توصلت له الحركة من المحتجزين من نفس الفئة" المتفق عليها. والأربعاء أفرجت إسرائيل عن مجموعة أخرى من السجناء الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح مجموعة سادسة من الرهائن المحتجزين في غزة. وقالت هيئة السجون الإسرائيلية إنه تم إطلاق سراح 30 معتقلا فلسطينيا من عدة سجون بينهم الناشطة عهد التميمي التي اعتقلت خلال الحرب. وكانت حماس قد أفرجت في وقت سابق عن 16 رهينة من قطاع غزة يوم الأربعاء. وكما في الأيام السابقة، كان عشرة منهم إسرائيليين، وفقا للجيش الإسرائيلي. وكان من بينهم ثلاثة ألمان يحملون أيضا جواز سفر إسرائيلي. كما أطلق سراح أربعة مواطنين تايلانديين. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في حرب غزة ليس كافيا. وكتب في منشور على منصة إكس، تويتر سابقا الأربعاء: "تجري مفاوضات لإطالة أمد الهدنة التي نرحب بها بشدة، لكننا بحاجة إلى وقف إطلاق نار إنساني حقيقي". وأضاف "خلال الأيام القليلة الماضية، رأى شعب الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل أخيرا بصيصا من الأمل والإنسانية في الكثير من الظلام" متابعا "لكن مستوى المساعدات لا يزال غير كاف تماما لتلبية الاحتياجات الضخمة لأكثر من 2 مليون شخص". وقال "يحتاج المدنيون إلى تدفق مستمر للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى المنطقة وعبرها" مضيفا في منشور آخر أن هناك "روايات عديدة عن العنف الجنسي خلال الأعمال الإرهابية البغيضة التي ارتكبتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر والتي يجب التحقيق فيها ومقاضاتها بقوة" مضيفا "يجب إدانة العنف القائم على النوع الاجتماعي في أي وقت وفي أي مكان". وطالبت وزارة الخارجية الصينية في وثيقة نشرتها الخميس بأن يتمّ فوراً إرساء "هدنة إنسانية مستدامة" بين إسرائيل وحركة حماس مضيفة في الوثيقة إنّه "يجب على أطراف النزاع... أن ترسي فوراً هدنة إنسانية دائمة ومستدامة"، داعية إلى "وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء القتال". وحضّت مجلس الأمن الدولي على إرسال "رسالة واضحة" يؤكّد فيها رفضه "النقل القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين" ويدعو فيها كذلك "إلى إطلاق سراح جميع المدنيين والرهائن المحتجزين". كما دعت الوزارة مجلس الأمن الدولي إلى "مطالبة أطراف النزاع بممارسة ضبط النفس لمنع اتّساع النزاع ولدعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط". وكانت الصين أعربت الأسبوع الماضي عن ترحيبها بالهدنة المؤقتة التي أقرّت بين إسرائيل وحماس اعتباراً من صباح الجمعة لمدة أربعة أيام تمّ تمديدها يومين إضافيين حتى صباح الخميس. وتعتبر الصين تاريخياً متعاطفة مع القضية الفلسطينية وداعمة لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني على أساس حلّ الدولتين.
مشاركة :