اختتمت أمس أعمال المؤتمر السنوي الـ 36 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، الذي نظمه مركز الدعوة الإسلامية بالبرازيل ومشاركة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بعنوان: (الأسرة المسلمة بين قيم الإسلام والتحديات المعاصرة)خلال الفترة 17-19 نوفمبر 2023م في مدينة ساوبالو البرازيلية، بمشاركة باحثين ومختصين من دول مختلفة حول العالم. وقد تم عقد أربع جلسات نوقش فيها سبعة محاور رئيسة: مكانة الأسرة في الإسلام وأهميتها، وكيفية بناء الأسرة في الإسلام ، والحقوق المتبادلة بين الوالدين والأولاد، والحقوق المتبادلة بين الزوجين، والتحديات التي تواجه الاسرة المسلمة في مجتمع الأقليات المسلمة، وسبل مواجهة التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة في مجتمع الأقليات،وتعزيز قيم الإسلام تجاه الأسرة المسلمة. وأصدر المشاركون في أعمال المؤتمر مجموعة من التوصيات تضمنت رفع برقية شكر وتقدير للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على دعمها واهتمامها ورعايتها للجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي عبر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وتقديم الشكر لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على رعايتها هذا المؤتمر وتقديم الشكر لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز ال الشيخ على حرصه ومتابعته لأعمال المؤتمر، وايضاً تقديم الشكر والتقدير لحكومة جمهورية البرازيل الإتحادية على اهتمامها بالجالية المسلمة في البرازيل. كما تضمنت التوصيات أهمية التعريف بمفهوم الأسرة في الإسلام، وإبراز أهميتها فهي أساس تكوين المجتمع، ونشر العلم بالمقاصد الشرعية للأسرة والمتمثلة في تنظيم العلاقة بين الجنسين وحفظ الأنساب والأعراض، وصيانتها من الانحراف، والإحصان والعفاف، وتحقيق السكن والاستقرار، وعمارة الأرض وغيرها من المقاصد، وتعليم الأحكام الشرعية الخاصة بالأسرة المسلمة وبخاصة حقوق الآباء والأولاد وحقوق الزوجين، والاهتمام بغرس قيم الدين الإسلامي في نفوس الناشئة، والحث على الشعور بمراقبة الله ونشر الضوابط الأخلاقية داخل الأسرة والمجتمع. وجاء في التوصيات التي خرج بها المؤتمر العمل على تأسيس لجنة من متخصصين في قضايا الأسرة من داخل وخارج أمريكا الجنوبية لوضع خطة عمل لبرامج منهجية تعالج قضايا الأسرة المسلمة في دول أمريكا الجنوبية وإطلاق ثلاث برامج أساسية وهي برنامج تأهيل الآباء والأمهات لتعزيز القيم الإسلامية ومواجهة التحديات المعاصرة وبرنامج تأهيل معلمي المدارس الإسلامية ومدارس نهاية الأسبوع لتعزيز القيم الإسلامية والوقاية من الأفكار الدخيلة وبرنامج تأهيل الدعاة والأئمة لتعزيز القيم الإسلامية ومواجهة التحديات المعاصرة. وتضمنت التوصيات ضرورة إنشاء منصة باللغة الإسبانية والبرتغالية متخصصة في البرامج الموجة للآباء والأمهات للارتقاء بمستواهم الإيماني والتربوي والمهاري في الحفاظ على هوية أبنائهم، وتأسيس دبلوم مهني متخصص في التربية الأسرية في أمريكا الجنوبية في احدى الجامعات المتخصصة والعمل على إعداد مقررات للثقافة الإسلامية موجهة لأبناء المسلمين في المدارس الإسلامية في القارة وذلك باللغات البرتغالية والأسبانية، كما يتم عمل معرض سنوي للأسرة المسلمة في دول أمريكا الجنوبية في كل مركز إسلامي، وإقامة مسابقة المحتوى الثقافي (فيدو موشن - فيدو - فلم وثائقي - مقطع درامي - بوسترات- بنرات ..) باللغة الإسبانية والبرتغالية متخصص في قضايا الأسرة المسلمة. كما جاء في التوصيات أهمية العمل على تكوين فريق تسويقي للبرامج والمشاريع الخاصة بالأسرة المسلمة لعرضها على الجهات المانحة، وتوعية الأسر المسلمة في مجتمع الأقليات المسلمة بأهمية الزواج والتبكير به، والتنويه بمقاصده الشرعية مع التشجيع على وضع منهج دراسي عن الأسرة في الإسلام يدرس للأبناء والبنات في المراحل الدراسية المتوسطة والثانوية، ويركز فيه على كيفية بناء الأسرة وحقوق الوالدين والزوج والزوجة والأبناء، وكيفية معالجة المشكلات الأسرية ومعرفة مخططات الأعداء لهدم الأسرة، وتشجيع المقبلين على الزواج من الجنسين بأخذ دورات تدريبية عن الحياة الزوجية وحقوق وواجبات كل منهما، وأسباب المشكلات الزوجية وطرق علاجها، وحث المراكز الإسلامية في مجتمعات الأقليات الإسلامية على الإسهام والاهتمام ببناء الأسرة المسلمة في جميع المجالات العقدية والفكرية والاجتماعية ومواجهة جميع التحديات التي تواجها الأسرة المسلمة في شتى المجالات وبخاصة الإلحاد والمثلية والتفكك الأسري. كما أدان المشاركون في البيان الختامي عمليات القتل الجماعي والمذابح والتهجير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة محملين المجتمع الدولي ومؤسساته المسؤولية التامة عن حماية الشعب الفلسطيني والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمدارس، مشيدين بجهود المملكة العربية السعودية في عقد ثلاث قمم لوقف الحرب المدمرة في غزة وتسيير قوافل إغاثية بحرية وجوية. كما اتفق المشاركين في المؤتمر على أهمية حماية الأسرة والأبناء وتحصينها والحفاظ عليها والسعي إلى إقرار التشريعات والقوانين اللازمة لحماية الأسرة ووجوب مواجهة التحديات المعاصرة التي تواجها فكرياً وعقدياً وإجتماعياً، وبيان منهج الإسلام في حل مشكلات الأسرة وطرح سبل علاج مشكلات الأسرة وخاصة في مجتمع الأقليات المسلمة. وفي ختام أعمال المؤتمر قدم وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية لرئيس مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية أحمد علي الصيفي ومدير مركز الدعوة الاسلامية في أمريكا اللاتينية زياد أحمد الصيفي وللقاضي في المحكمة البرازيلية ادواردو كوستا هدايا تذكارية من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، كما قدم العنزي درع تذكاري لوزير العمل في الحكومة البرازيلية لويس مارينيو، والتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة. وكان المؤتمر الذي نظمه مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، بمشاركة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، قد عقد جلساته تحت شعار (الأسرة المسلمة بين قيم الإسلام والتحديات المعاصرة)، بمشاركة مميزة من المملكة العربية السعودية، ممثلة بوكيل وزارة الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عواد بن سبتي العنزي.
مشاركة :