نجح مهرجان رش "فن الجداريات" منذ أن أطلقته هيئة الفنون البصرية يوم الأربعاء 15 نوفمبر , في حي المغرزات بالرياض، في تقديم فن الجداريات المحلي والعالمي باحتفاءٍ يليق بأصالة هذا الفن وذلك لإيجاد فرص جوهرية للتبادل الثقافي بين أجيال عديدة من الفنانين القدامى، والجدد على مختلف انتماءاتهم. وجمع المهرجان أيقونات الفن الجداري من أنحاء العالم، إذ أتاح فرصة تناقل الخبرات بين مختلف الأجيال بدءاً من الفنان العالمي فيوتيورا 2000 المختص بفن الجداريات منذ أوائل السبعينات، وسُجّلت أعماله عن طريق المصورة الصحفية الأمريكية مارثا كوبر؛ الممتدة جهودها في توثيق فن الجداريات لأكثر من 50 عاماً، وصولاً إلى الفنانين الناشئين الذين بدأوا رحلتهم الفنية من أروقة وزوايا المهرجان، الذي يتيح للجمهور فرصة التعلم والاستفادة من خبراء الفن الجداري ورسوماته المتنوعة. وبأنامل فناني جيل السبعينات، نفّذ الفنان فيوتيورا أعماله على مر السنوات في شوارع نيويورك، التي تعد من أوائل المدن التي برز فيها فن الجرافيتي، وانعكست خبرته الطويلة على مفهوم الحاضرين بفن الجداريات، حيث استطاع المشاركون في المهرجان تلوين رسوماتهم من ذلك المنظور، الذي يعد نموذجاً للأعمال الفنية الجدارية خلال العقود الماضية، مما أسهم في تعزيز مفهوم التبادل الفني، والتعاون، والمشاركة بين أصحاب المواهب الفنية والإبداعية في المهرجان، الذي يمثل بيئة حاضنة؛ لاستكشاف فن الجداريات وخلق الوعي تجاه آثاره ومميزاته. وأحدثت "هيئة الفنون البصرية" عبر المهرجان الذي أصبح نقطة التقاء عالمية لمحبي الفن الجداري وعشاق تفاصيله، مواءمة جديدة بين كبار وصغار الرسامين، حيث جمعت بين مختلف المفاهيم، والرؤى القديمة والحديثة في نقاشات وورش عمل انعكست نتائجها على جدران مبنى المغرزات، الذي أسهم في إعادة التعرف على التراث البصري الغني؛ لكشف عدد من الرؤى الجمالية، وبناء مجموعة من المفاهيم الإبداعية، التي قدّمها مجموعة من الفنانين المختصين في مجال الجداريات والرسومات والفنون. وركزت محاضرات المهرجان وبرامجه خلال الأيام الأولى على التعريف بمصادر فن الجداريات، ومناقشة دور الأماكن العامة في تحديد مستقبله. كما تناولت فعاليات المهرجان مزيجاً من الموضوعات الرائجة في الفنون الجدارية، كما عملت على إثراء الفن الحديث، وتجديد التصور البصري والمكاني لجدران مبنى المغرزات، الذي أصبح مثالاً على قدرة الفن وقوته في تمكين وإلهام المجتمعات، إلى جانب ما عاشه الزوّار من أوقاتٍ جميلة مميزة في زوايا المهرجان الذي يعد انعكاساً حياً لروح الفنون النابضة بالحياة، متنقلين بين أركان عربات الأطعمة المنتشرة في أروقة المكان، ومتاجر الأزياء التي وفرت خيارات متنوعة من الملابس وأدوات التزلج، إضافةً إلى أدوات الرسوم الجدارية.
مشاركة :