اقترب معرض الهجرة: على خطى الرسول ﷺ المقام في المتحف الوطني السعودي بالرياض من إغلاق أبوابه بعد رحلةٍ امتدت لخمسة أشهر، استقبل خلالها جمعاً واسعاً من كبار المثقفين، والمؤرخين، والأدباء، والمؤثرين، والباحثين، والفنانين، إلى جانب مختلف الفئات المجتمعية الذين تعرّفوا على مزيدٍ من التفاصيل، والوقفات مع هذا الحدث الأعظم في تاريخ الأمة الإسلامية. ويُعد المعرض الذي يقضي شهره الأخير فاتحةً مُبَصِّرَةً تغرس مفاهيم هجرة المصطفى -عليه الصلاة والسلام- في النفوس، وتحثّ على التنشئة الاجتماعية السليمة، إضافةً إلى ما يتضمنه المعرض من تشجيعِ انتشار الفن الإسلامي، والتعرّف على إثرائه الحضاري، وحفظ الآثار، والخروج بتصورٍ شاملٍ عن مقتضيات تلك الفترة، وأبرز ما جرى فيها، وذلك من خلال باقةٍ منوَّعةٍ من الفعاليات والأنشطة التي يقدمها المعرض في مراحله الأخيرة، والمشتملة على ورش عمل، ولقاءاتٍ مع الباحثين، وأنشطةٍ تفاعلية، وندواتٍ حوارية علمية تُعقد طيلة فترة إقامته، إلى جانب ما يحظى به الزوار خلال المعرض من التنقل بين الكلمة والصوت والصورة، والتجارب التفاعلية التي تستذكر معالم الهجرة النبوية في تسلسلٍ قصصي يبدأ من رحلة ما قبل الإسلام، وصولاً إلى المدينة المنورة. وكان المعرض قد فتح أبوابه في العاصمة الرياض مطلع السنة الهجرية الحالية، في مساعٍ لتوثيق الأحداث التاريخية المفصلية التي تضمنتها الهجرة النبوية بوصفها جزءاً مهماً من ملامح الهوية الإسلامية العريقة، واقتفاءِ هدي المصطفى ﷺ في تعاملاته، وأخلاقه، ومواقفه التي تجلّت في سيرته العطرة، التي تمثّل الهجرة جزءاً منها. يُذكر أن فكرة إقامة هذا المعرض النوعي كانت قد بدأت عندما عَقد مركزُ الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) العزمَ منذ ثلاث سنوات على تبنّي هذا المشروع، ورَسَم خارطةَ طريقِه، وأعدَّ منهجيةً محكمة للعمل على تنفيذه بالتعاون مع نخبة من الباحثين الذين برزوا في تغطية هذا الحدث الفريدعبر قيامهم بالجمع ما بين العمل الميداني، وبين البحوث الأدبية التقليدية، إضافةً إلى الرحلات الاستكشافية التي قاموا بها، والخرائط التي صمّموها وراجعوها، لإبراز المعالم الواردة في طريق الهجرة النبوية.
مشاركة :