بعد انطلاقته المتعثرة، يأمل الوداد المغربي استعادة توازنه في دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وتالياً تجاوز أزمة النتائج التي يعانيها، عندما يحل ضيفاً على أسيك ميموزا الإيفواري السبت على ملعب «فيليكس بوانيي» بأبيدجان، في الجولة الثانية من دور المجموعات بالمسابقة القارية. في المقابل، يبحث الأهلي المصري حامل اللقب ومواطنه بيراميدز وشباب بلوزداد الجزائري والترجي التونسي وماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي عن الفوز الثاني. وعانى «وداد الأمة» من ثلاث خسارات متتالية محلياً وقارياً، إذ سقط أمام صن داونز بهدفين في إياب نهائي دوري أفريقيا، وتلقى خسارته الأولى في دوري الأبطال على يد جوانينج جالاكسي البوتسواني بهدف، كما سقط أمام غريمه الجيش الملكي في الدوري المحلي 1-3، ما وضع المدرب عادل رمزي تحت ضغوط كبيرة. أقرّ رمزي غداة الخسارة الأخيرة بأن فريقه يمر في فترة عصيبة، قائلاً: «فريقي يمر بفترة حساسة جداً، إذ تأثر اللاعبون ذهنياً ولم يتخلصوا من تبعات الخسارة أمام جوانينج، إلى جانب تراجع طاقة الفريق ككل وحيويته». وأضاف: «أقول دائماً إن المجموعة الحالية قادرة على تحقيق المراد، ولكنني أرحب بأي إضافة في فترة الانتقالات المقبلة». وخاض الفريق الأحمر موسماً طويلاً وشاقاً، بسبب خوضه بطولات عدة في الأشهر الأخيرة، بينها بطولة الأندية العربية ودوري أفريقيا والدوري المحلي، ولم يدخل بقوة في فترة الانتقالات الصيفية. وتكمن المشكلة فنياً في الهجوم، ذلك أن الجناح الليبي حمدو الهوني سجل هدفاً يتيماً خلال 13 مباراة خاضها مع الفريق، والشرقي البحري لم يهزّ الشباك في آخر تسع مباريات، والجناح الآخر منتصر لحتيمي لم يسجل خلال 16 لقاء في مختلف المسابقات، كما خرج السنغالي بولي سامبو من حسابات المدرب على نحو كبير. وسيكون الفريق أمام مشكلة إضافية ضد أسيك ميموزا؛ إذ سيغيب قلبا الدفاع أمين فرحان وأمين أبو الفتح للإصابة. وفي المجموعة نفسها، يحل سيمبا التنزاني ضيفاً ثقيلاً على جوانينج على ملعب جابوروني الوطني، حيث يسعى أصحاب الأرض إلى استغلال معنوياتهم المرتفعة وتحقيق الفوز الثاني. ويخوض الأهلي الساعي إلى لقبه الثاني عشر، رحلة شاقة نحو العاصمة التنزانية دار السلام، حيث يحل على يانج أفريكانز في مباراة بارزة ضمن مواجهات المجموعة الرابعة. وافتتح الأهلي المسابقة بفوز عريض ضد ميدياما الغاني بثلاثية، إلا أن فريق المدرب السويسري مارسيل كولر يقدم أداء مهزوزاً في البطولة المحلية، كان آخرها التعادل مع الجونة وسموحة في آخر مرحلتين. ويواجه كولر موجة من الانتقادات في الآونة الأخيرة، ورد بالقول: «نفتقد العديد من اللاعبين بسبب الإصابات مثل الجنوب أفريقي بيرسي تاو والفرنسي أنطوني موديست، وهناك أيضاً لاعبون عادوا مؤخراً من الإصابات». واشتكى كولر من أنه «لا يوجد الوقت الكافي للتدريب بسبب ضغط المباريات». كما يفتقد الفريق للمهاجم المغربي رضا سليم بسبب خضوعه لجراحة، وبالتالي يقود هجوم الفريق الثنائي محمود عبد المنعم «كهربا» وحسين الشحات، كما يأمل السويسري لحاق تاو بالقائمة. وكان يانج أفريكانز، بقيادة المدرب الأرجنتيني ميغل أنخل جاموندي، قد افتتح مشواره في دور المجموعات بخسارة قاسية على يد شباب بلوزداد الجزائري، ويسعى بالتالي للتعويض عبر استغلال عاملي الأرض والجمهور أمام «نادي القرن». ويتطلع شباب بلوزداد إلى تعزيز انطلاقته القوية، عندما يواجه مضيفه ميدياما الغاني الوافد الجديد على دور المجموعات الجمعة على ملعب «بابا يارا سبور» في مدينة كوماسي. وقدم الفريق الجزائري عرضاً قوياً بقيادة المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا الذي يعول على خبرة لاعبيه القارية. وقال: «تحضّرنا على نحو جيد للمباراة، ونأمل في العودة بالنقاط الثلاث، رغم أننا سنلعب ضد فريق قوي على أرضية ميدانه، والمباراة لن تكون سهلة، مجموعتنا قوية للغاية، لكنني أثق في كل اللاعبين». ويبحث الترجي التونسي أيضاً عن فوزه الثاني، عندما يحل على الهلال السوداني في قمة عربية في ملعب «بنجامين مكابا الوطني» في العاصمة التنزانية دار السلام المعتمدة أرضاً للفريق السوداني، ضمن المجموعة الثالثة. وكان الترجي قد حسم القمة «الديربي التونسي» مع النجم الساحلي بهدفين في الجولة الأولى، ولهذا يرصد الفوز الثاني، الأمر الذي قد يقربه من ربع النهائي في سعيه للقب الخامس في تاريخه. ويمر الترجي بفترة جيدة تحت قيادة مدربه طارق ثابت، الذي سيستعيد خدمات لاعبه البرازيلي رودريجو رودريجيش على نحو تام بعد الشفاء من الإصابة، وكذلك المهاجم الغامبي كيبا سووي، فيما استبعد الظهير أسامة السهيلي وغيلان الشعلالي. في المقابل، يعاني الفريق السوداني من «فقدان التنافسية» بسبب توقف الدوري المحلي، وخوضه المباريات خارج ملعبه. وضمن المجموعة عينها، يستضيف النجم الساحلي في ملعب «حمادي العقربي» في رادس أتلتيكو دي لواندا الأنغولي. ويتطلع بطل تونس في الموسم الماضي إلى استعادة التوازن بعد الخسارة أمام غريمه الترجي، بالاعتماد على عاملي الأرض والجمهور. ويستعيد المدرب عماد بن يونس خدمات لاعبه المالي سومايلا سيديبيه، لينضم إلى تشكيلة الفريق التي تضم أسماء مميزة. ويتطلع بيراميدز المصري إلى مواصلة نتائجه القوية، عندما يلعب ضد مضيفه نواذيبو الموريتاني في نواكشوط، ضمن المجموعة الأولى. وكان الفريق المصري قد حقق فوزه الأول تاريخياً في دور المجموعات للمسابقة القارية، على حساب مازيمبي الكونغولي الديمقراطي بهدف في الأسبوع الماضي. ويفتقد فريق المدرب البرتغالي جايمي باتشيكو لقائد الفريق عبد الله السعيد بداعي الإجهاد وكذلك المغربي وليد الكرتي للإصابة، على أن يلتحقا ببعثة الفريق التي تتجه إلى العاصمة الجنوب أفريقية بريتوريا لمواجهة صن داونز في الجولة الثالثة. ويعول باتشيكو على كوكبة من اللاعبين المخضرمين، أبرزهم رمضان صبحي ومهند لاشين والمهاجمين الكونغولي الديمقراطي فيستون ماييلي والجنوب أفريقي فخري لاكاي. وكشف المدرب العام للفريق محمود فتح الله عن معاناة بيراميدز من الإصابات، فضلاً عن ضغط المباريات. وقال: «نأمل أن نستعد بقوة لمباراتي نواذيبو وصن داونز أملاً في تحقيق الفوز خلالهما، لتأكيد التأهل مبكراً من المجموعة». وسيكون صن داونز، المتوج بلقب النسخة الأولى من دوري أفريقيا، أمام امتحان صعب في ضيافة مازيمبي في لوبومباشي، ويسعى الفريق الأصفر للعودة بنقاط اللقاء وتأكيد قوته القارية، وبالتالي تحقيق الفوز الثاني توالياً بعد الأول ضد نواذيبو، أما مازيمبي فيتطلع إلى استعادة هيبته والظهور بمستوى قوي في المسابقة التي رفع لقبها خمس مرات.
مشاركة :