تتجه بوصلة أغلب المهرجانات والفعاليات الثقافية المنعقدة في الدول العربية هذه الفترة، ومنها الجزائر، نحو فلسطين ونصرة القضية الفلسطينية بالتزامن مع الأوضاع في قطاع غزة، حيث ألغيت مهرجانات تضامنا مع أهل غزة، ونظمت أخرى، تضامنا معهم أيضا، في حين غيرت بعض المهرجانات برامجها لتهتم بالفن والمقاومة والثقافة الفلسطينية. في هذا السياق، تستضيف دار الثقافة والفنون محمد بلخير في محافظة البيض بالجزائر فعاليات الصالون الوطني الخامس عشر للفنون التشكيلية بمشاركة أكثر من 30 فنانا، حتى الثاني من ديسمبر الجاري. وأشرف مدير الثقافة والفنون محمد الصادق عبداللاوي للمحافظة على افتتاح هذه التظاهرة الثقافية التي تحمل شعار”أحداث فلسطين بريشة فنان” ويتم خلالها عرض 78 لوحة تشكيلية حول هذا الموضوع لـ31 فنانا من 15 محافظة (ولاية). وتضمنت الأعمال الفنية المعروضة في هذا الصالون الذي يدوم ثلاثة أيام رسومات حول فلسطين المحتلة والمقاومة الفلسطينية والجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة. وعرفت هذه التظاهرة التي استقطبت في يومها الأول جمهورا واسعا من عشاق الفن التشكيلي تسمية رواق العرض لدار الثقافة والفنون باسم “غزة”. كما برمجت مداخلة حول موضوع المقاومة والتحرر بعيون الفن التشكيلي تحت عنوان “الفن ومعالجة قضايا الأمة” من تقديم الدكتور عيسى يحيى بودودة أستاذ مختص في الخط العربي والحرفيات من محافظة الأغواط. وينتظر أن ينجز عمل فني جماعي يتضمن رسم جداريتين على مستوى دار الثقافة والفنون من طرف الفنانين المشاركين في الصالون والأطفال المنخرطين في ذات المؤسسة الثقافية حول موضوع “فلسطين والتحر”ر حسبما أبرزه رئيس مصلحة النشاطات لدار الثقافة والفنون فضلاوي غريسي. يذكر أن دار الثقافة محمد بلخير، أخذت اسم الشاعر الجزائري محمد بلخير (1835 – 1905) الذين كان يكتب الشعر العامي، ويعرف بخطاباته الرافضة للأوضاع الاجتماعية السائدة والساعية للتغيير والثائرة في وجه المستعمر الفرنسي، حتى أنه نفي خارج الجزائر، لكنه لم يتخل عن قصائده التي لا تزال شاهدة على مواجهته وتحديه لسلطة المستعمر والقبيلة والعادات والتقاليد.
مشاركة :