ستكون سيناريوهات ما يطلق عليه “مجموعة الموت” حاضرة بقوة وبأكثر من شكل في ظل ما أسفر عنه توزيع المنتخبات المتأهلة على المستويات “التصنيفات” الأربعة قبل إجراء القرعة. وذلك عندما تجرى قرعة بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2024) السبت. وتشهد مدينة هامبورغ الألمانية إجراء قرعة النسخة الـ16 من البطولة الأوروبية، والتي تستضيفها ألمانيا في عشرة ملاعب بعشر مدن مختلفة خلال الفترة من 14 يونيو إلى 14 يوليو 2024. ويشارك في البطولة للنسخة الثالثة على التوالي 24 منتخبا، ولكن 21 منتخبا فقط ستكون معروفة الهوية خلال إجراء مراسم القرعة؛ حيث تحسم بطاقات التأهل الثلاث المتبقية من خلال فعاليات الملحق الفاصل في مارس 2024. ويخوض المنتخب الألماني النهائيات بصفته ممثل البلد المضيف، فيما أسفرت التصفيات عن تأهل 20 منتخبا، سيتم توزيعها على المجموعات الست بالدور الأول للبطولة من خلال القرعة، كما ستوزع القرعة المنتخبات الثلاثة المنتظر تأهلها عبر الملحق إلى حين معرفة هويتها بالضبط. وأعلن الاتحاد الأوروبي للعبة عن التصنيفات “المستويات” الأربعة للمنتخبات المشاركة في البطولة قبل إجراء القرعة. وتضم فرق المستوى الأول المنتخب الألماني الذي يوضع على رأس المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة، كما يضم نفس المستوى منتخبات البرتغال وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا وإنجلترا. ويضم المستوى الثاني منتخبات المجر وتركيا ورومانيا والدنمارك وألبانيا والنمسا، ويضم المستوى الثالث منتخبات هولندا وأسكتلندا وكرواتيا وسلوفينيا وسلوفاكيا والتشيك، فيما يضم المستوى الرابع منتخبات إيطاليا حامل اللقب وصربيا وسويسرا والمنتخبات الثلاثة المنتظر تأهلها عبر الملحق. على قدم المساواة من السيناريوهات المتاحة لـ”مجموعة الموت” وقوع إيطاليا وهولندا والدنمارك مع أي من منتخبات المستوى الأول من خلال توزيع المنتخبات على المستويات الأربعة، تبدو فرص وجود ما يسمى بـ”مجموعة الموت” أو “المجموعات الحديدية والنارية” حاضرة بقوة وبأكثر من سيناريو محتمل، خاصة مع وجود منتخبات مثل إيطاليا حامل اللقب وسويسرا وصربيا في المستوى الرابع ومثل هولندا وأسكتلندا وكرواتيا في المستوى الثالث والمجر وتركيا والدنمارك في المستوى الثاني. وتبدو بعض المنتخبات على قدم المساواة تماما من منتخبات المستوى الأول الأكثر ترشيحا للفوز باللقب، كما أن بعض المنتخبات في المستويات من الثاني إلى الرابع لا تقل في قدرتها على تفجير المفاجآت والوصول بعيدا في البطولة عن منتخبات المستوى الأول. ومن السيناريوهات المتاحة لـ”مجموعة الموت” وقوع إيطاليا وهولندا والدنمارك مع أي منتخبات المستوى الأول، ووقوع إيطاليا مع كرواتيا والمجر وأي من منتخبات المستوى الأول. وتظل الخيارات والسيناريوهات متاحة بتنوع هائل لمجموعات “الموت” أو “الحديدية” أو “النارية” في ظل وجود منتخبات كإيطاليا وهولندا والدنمارك سبق لها الفوز باللقب القاري وقدمت مستويات رائعة خلال السنوات الماضية واجتازت التصفيات المؤهلة إلى البطولة بشكل مميز للغاية. كما تمتلك منتخبات أخرى مثل سويسرا وصربيا وكرواتيا القدرة على صنع الفارق ولديها من الخبرة ما يساعدها على المنافسة بقوة مهما كانت صعوبة مجموعتها. وينتظر أن تشهد القرعة أكثر من مجموعة “موت” في ظل وجود منتخبات كبيرة عدة في المستويات الثاني والثالث والرابع وعدم تمركزها في المستوى الأول فقط. منتخبا فرنسا وصيف بطولة العالم الأخيرة وإنجلترا ثاني النسخة الأخيرة من البطولة القارية يُعتبران من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب ويشهد المستوى الأول أربعة منتخبات تجمع فيما بينها تسعة ألقاب سابقة في البطولة. فيما لم يسبق للمنتخبين الإنجليزي والبلجيكي الفوز باللقب القاري لكن كلا منهما يظل مرشحا بقوة للفوز باللقب في النسخة المرتقبة بألمانيا. يُعتبر منتخبا فرنسا وصيف بطولة العالم الأخيرة وإنجلترا ثاني النسخة الأخيرة من البطولة القارية من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب نظرا للمستوى الرفيع الذي ظهر به المنتخبان في الآونة الأخيرة ولوجود نجوم من الصف الأول أمثال كيليان مبابي وأنطوان غريزمان في الأول، والهدّاف هاري كاين وجود بيلينغهام في الثاني. وستكون الضغوطات كبيرة على منتخب “الأسود الثلاثة” بقيادة مدربه غاريث ساوثغيت بعد أن بلغ المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه عام 2021 وخسر النهائي على أرضه ملعب ويمبلي في لندن أمام إيطاليا بركلات الترجيح. وتطرق ساوثغيت الذي قاد إنجلترا إلى نصف نهائي مونديال روسيا 2018 أيضا إلى الضغوطات التي يواجهها فريقه لإحراز أول لقب كبير له منذ استضافة بلاده مونديال 1966 بقوله “أعتقد أننا يجب أن نتقبل ذلك (الضغوطات)”. وأضاف “الضغط يأتي عندما تختلف التوقعات عن الواقع والواقع هو أننا سنكون أحد الفرق القادرة على الفوز”. في المقابل، تعاني ألمانيا التي يغيب اللقب عن خزائنها منذ نسخة عام 1996 في إنجلترا، من أزمة بعد أن خسرت في ست من 11 مباراة لعبتها منذ الخروج الثاني على التوالي من بطولة كأس العالم في دور المجموعات العام الماضي. هذه النتائج كلفت هانزي فليك منصبه على رأس الجهاز الفني لـ”دي مانشافت” لكن الأمور لم تتحسن مع المدرب الجديد يوليان ناغلسمان الذي تعرض لهزيمتين في 4 مباريات مقابل انتصار وتعادل. وقال ناغلسمان لوسائل الإعلام المحلية بعد الهزيمة الأخيرة 2 – 0 في النمسا “أمامنا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به في كل مركز”. منتخبات خطيرة Thumbnail كما هي الحال دائما، ثمة منتخبات خطيرة لا تتواجد في المستوى الأول أبرزها هولندا الفائزة باللقب عام 1988 في ألمانيا، في المستوى الثالث، وإيطاليا حاملة اللقب في المستوى الرابع. وبعد فشلها في التأهل إلى بطولة كأس العالم في النسختين الأخيرتين، تمكنت إيطاليا من حسم التأهل هذه المرة بعد تعادل سلبي صعب مع أوكرانيا في مباراتها الأخيرة. وقال حارس مرمى ايطاليا جانلويجي دوناروما بعد التعادل مع أوكرانيا “بعد كل الصعوبات التي واجهناها، سنكون في ألمانيا وسنذهب إلى هناك كأبطال وسنذهب إلى هناك للفوز”. ويمثل مستوى الدولة المضيفة قلقا حقيقيا ويهدد آمال ألمانيا في أن تصبح هذه البطولة بمثابة “حكاية صيف خيالية” أخرى، وهي الطريقة التي تتذكر بها البلاد نهائيات كأس العالم 2006. ومع ذلك، سيكون مشجعو كرة القدم في جميع أنحاء القارة حريصين على تحقيق أقصى استفادة من العودة إلى الشكل الكلاسيكي للبطولة القارية التي تقام في دولة واحدة بعد أن أقيمت البطولة الأخيرة في 11 دولة مختلفة عبر القارة. كما شابت النسخة الأخيرة أيضا قيود على السفر والحضور بسبب وباء كوفيد. وسيتدفق المشجعون على المدن العشر المضيفة في جميع أنحاء البلاد، من العاصمة برلين وهامبورغ في الشمال، إلى ميونخ في الجنوب ودورتموند في قلب منطقة الرور الصناعية. وتخوض ألمانيا المباراة الافتتاحية للبطولة في ميونخ يوم 14 يونيو، بينما سيستضيف الملعب الأولمبي في برلين الذي يتسع لـ70 ألف متفرج المباراة النهائية في 14 يوليو.
مشاركة :