اعتبر برنامج سفراء حماية الطفل، الذي أطلقته وزارة تنمية المجتمع، طريقة تفكير بعض الأسر أحد أهم المعوقات والتحديات أمام توعية الأطفال بطبيعة التحرش الجنسي، الذي يمكن أن يتعرضوا له، وكيفية تفاديه والتعامل معه، إذ رفضته أسر بدعوى أن ما يقدم يطلق خيال الصغار لأمور جنسية لا يعلمونها، وربما يقودهم لـالعيب، حسب تعبيرهم. حمامات السباحة قالت مديرة إدارة الطفل في وزارة تنمية المجتمع، موزة الشومي، إن من ملاحظات سفيرات حماية الطفل وجود تباين في ثقافة الأطفال حول بعض الأمور، منها فكرة خلع الملابس بما يصل إلى حد التعري في مناطق حمامات السباحة، فبعض الثقافات، خصوصاً العربية، ترى هذا الأمر مرفوضاً نوعاً ما، فيما تراه ثقافات أخرى شيئاً عادياً، مضيفة: لهذا السبب عدّلنا آلية التوعية لتكن أكثر ملاءمة مع مختلف الثقافات، وكذا الأمر في مسألة تقبيل الأطفال، ومن يسمح لهم، ومن يجب أن يمنعهم. وتفصيلاً، أفادت مديرة إدارة الطفل في الوزارة، موزة الشومي، بأن برنامج سفراء حماية الطفل، الذي يضم 50 عضواً ينتمون إلى القطاعين التعليمي والتربوي، يستهدف تنظيم ورش توعوية للأطفال، لتعريفهم بطبيعة التحرش الجنسي، الذي يمكن أن يتعرضوا له، وكيفية التعامل معه، وحدّد مجموعة من التحديات التي تعوق تأدية السفراء مهامهم، على رأسها تعامل أولياء الأمور مع هذا النوع من التوعية. وأوضحت أن سفيرات الحماية اللاتي يعملن في قطاع التعليم العام أو الحضانات أو أخصائيات اجتماعيات، أجمعن على أن نسبة كبيرة من ذوي الأطفال رفضوا أن يخضع أبناؤهم لهذا النوع من التوعية، معتبرين أن ما يقدم لهم يطلق خيالهم لأمور جنسية هم لا يعلمونها، وربما تقودهم للخطأ والعيب، وفقاً لتعبيرهم. وتابعت: يشمل برنامج الورش التوعوية التأكيد على أن العاملين والمساعدين في المنزل، سواء خادمة أوسائق أو مزارع ليسوا من الأهل، ويجب على الأطفال التعامل معهم على أنهم غرباء، حتى لا يتعرضوا للتحرش من قبلهم، وهو الأمر الذي عارضه معظم ذوي الأطفال، فبعضهم يضع ثقته الكاملة بهؤلاء المساعدين، ويوكل إليهم أمور التعامل مع الطفل كافة. وأشارت إلى أن الإدارة وتفادياً للاصطدام بمعارضة ذوي الأطفال في أغلب الأحيان، منحت الحضانات حق تقديم هذا النوع من التوعية، ضمن منهجها العام المقدم للأطفال، دون الحاجة إلى طلب موافقة ذويهم، ووضعت في خطتها المستقبلية تنظيم ورش عمل توعوية لهم، بعد الانتهاء من الأطفال. وقالت إن التحديات التي واجهتها السفيرات شملت مطالبة جهات ومؤسسات عدة لهن عند رغبتهم في تقديم الورش التوعوية للأطفال التابعين لها، بتقديم رسالة رسمية من وزارة التنمية، وهو ما تم الالتفات إليه وإقراره حالياً، لمساعدتهن في توسيع دائرة الأطفال المستفيدين من الورش. وتابعت الشومي: شملت التحديات أيضاً فكر الأطفال أنفسهم، حول أن المساعدين في المنزل غرباء، فبعضهم تتولى الخادمات أمورهم كافة، لذا فهي بمثابة الأم الفعلية لهم، الأمر الذي يتطلب مجهوداً أكبر من السفيرة لتغيير فكر الطفل، وتغيير آلية النصح والتوعية له، فبدلاً من التأكيد على كونهم غرباء بدأنا في التعامل مع الأمر على أنهم أقرباء، لكن يجب الحذر منهم. وحول ملاحظات سفيرات حماية الطفل خلال الدورات المقدمة للأطفال ضمن دائرة عملهن، أوضحت الشومي أن الملاحظات شملت تصنيف مصدر التحرش بالأطفال، وفق الفئة العمرية، فمن هم دون سن الرابعة يتعرضون للتحرش في أغلب الحالات من العاملين في المنزل، فيما يتعرض من هم في سن البلوغ والمراهقة في أغلب الحالات للتحرش من الأقارب. وأشارت الشومي، إلى أن ورش التوعية تقدم باللغتين العربية والإنجليزية، وتعتمد على وسائل قريبة من الأطفال، منها مسرح العرائس والدمى، التي تشابه جسم الإنسان، والمجسمات، ومقاطع الفيديو التوضيحية البسيطة.
مشاركة :