يشكل التحكيم في كرتنا السعودية إحدى كبرى القضايا الشائكة، من خلال الجدل الواسع حوله، والامتعاض الكبير الذي يقابله، ليس من الأندية فحسب، بل الوسط الرياضي بمختلف ميوله، الذي بات لا يتحمل استمرار تلك الأخطاء الكوراثية، ويؤكد بين فترة وأخرى أنه سرق جمال التنافس الشريف. مضت أربع سنوات على تولي عمر المهنا رئاسة لجنة الحكام، والحكم السعودي يواصل انهياره، بحضور متواضع وضعيف، في ظل مكابرة ودفاع مستميت من لجنته بأن «أخطاء التحكيم جزء من اللعبة». «عكاظ» استطلعت آراء عدد من الرياضيين والنقاد، وخرجت بما يشوب التحكيم من عوائق وإشكاليات في منظورهم. المهنا لم يعد لديه جديد يرى اللاعب السابق والمحلل الرياضي فهد الهريفي أن التحكيم تحسن نوعا ما بسبب هبوط الفرق، ويفترض أن تكون الفترة الحالية فرصة لنجاح الحكام واستغلال ضعف الدوري وعدم الضغوطات، خصوصا أن المساحة متاحة للرأي والرأي الآخر، لكن التحفظ يكمن من جهتي في وجود الخبير التحكيمي والحكم الإنجليزي السابق (هاورد ويب)، ما هو دوره؟، وهل وجوده مجرد نفقات، أو لاستقطاب الحكام الأجانب؟، أشياء يجب إيضاحها. وأضاف الهريفي: مع احترامي لرئيس لجنة الحكام عمر المهنا وأمانته وصدقه، لكن «ألا يوجد في البلد إلا هذا الولد»، كثر الحديث عن عمر المهنا والتشكيك فيه، ويفترض أن يغادر من تلقاء نفسه، وقد يكون ما يحصل ضريبة التكتلات والترشيحات. الضغط المحلي يرعب الحكم الناقد الإعلامي حسن عبدالقادر يرى أن مشكلة الأندية السعودية مع التحكيم ليست وليدة اليوم، بل أزلية، وهناك عدم اتفاق بين الأندية والتحكيم تحكمه النسبة والتناسب، فالضرر يختلف بين أندية وسواها، والشارع الرياضي يعي جيدا الفرق التي تستفيد من التحكيم. والغريب هنا ظهور الحكام بشكل مميز قاريا ودوليا، حيث تظهر مهاراتهم وقدراتهم، وعندما يتعلق الأمر بالدوري السعودي تظهر صورة عكسية أخرى تكشف مدى توتر أعصابه ومشاهداته وخوفه من الجمهور وقوة النادي المعين وهكذا. وأكد عبدالقادر: نتمنى أن يكون حكامنا مميزين، لكن لنكن صادقين مع أنفسنا، فالحكام مثل اللاعبين متفاوتون في المواهب، فمنهم من تشاهد تحركاته ورشاقته تعرف أنه موهوب ومميز، وعلى النقيض لا نستطيع أن نصنع شيئا من لا شيء، مشيرا إلى أنه يفترض من لجنة التحكيم أن تكون صارمة مع حكامها في إتاحة الفرص، وتستبعد الحكم الذي لا يملك القدرة على العطاء، وهنا أتذكر الحكم السابق عبدالرحمن العمري الذي واصل التحكيم حتى سن 47، مع كل الانتقادات التي كانت تطاله من الفرق، ولا يجب أن نحمل عمر المهنا كل شيء، فالرجل له سلبياته وإيجابياته ومن الإجحاف وصف جميع حكامنا بالسوء، وما يجب على المهنا فعله هو المساواة بين كافة الأندية وكذلك العقوبات التي تطال الحكام. النوايا المسبقة شوهت المشهد من جهته، يجزم المحلل الرياضي حمد الدبخي بأن لجنة الحكام أو أي لجنة بشكل عام لا تتعمد الخطأ، فنجاح التحكيم نجاح للقائمين عليه، وكشارع رياضي لم نقدم شيئا للتحكيم بل إننا دائما في موقف الضد، فعندما يتميز الحكم في جميع مبارياته ويخطئ في واحدة نرمي التهم عليه وعلى لجنته، مضيفا: في الحقيقة لا توجد ثقة لدى الشارع السعودي في الحكم المحلي، ونستشهد هنا بنهائي كأس ولي العهد بين الهلال والأهلي، حينها ثارت ثائرة البعض عندما أعلن أن الحكم مرعي العواجي والإعلام من جهته يساعد على ذلك، ومع ذلك قدم واحدة من أفضل مبارياته. وزاد الدبيخي بأن لجنة الحكام قدمت في عامها الأول عملا مميزا من خلال مناقشاتهم الشهرية ومراجعة الحكام ومحاسبتهم، لكن في الموسم الحالي وبعد حضور الخبير التحكيمي والحكم الإنجليزي السابق (هاورد ويب) بهدف مساعدة اللجنة، إلا أن الأخطاء ظلت موجودة، والشارع الرياضي بما فيه الأندية لا تقبل الخطأ، لافتا إلى أن هناك مشكلات أخرى للجنة التحكيم وهي إسناد حكام لمباريات أعلى من مستواهم وهذا خطأ كبير، كذلك مشكلة اللجان الفرعية المنبثقة من لجنة الحكام والمترامية الأطراف والتي تضرب بعها البعض، إضافة إلى عدم وجود برامج لتطوير الذات لدى الحكم السعودي، مضيفا: بوجهة نظري فإن الحكم السعودي لا توجد لديه الشخصية القوية، ويتأثر بالإعلام والضغوط والتحليلات الرياضية خصوصا مع الفرق الكبيرة والشعبية، لذلك نسطيع القول إن لجنة التحكيم نجحت بنسبة 50 %. مستوى الحكام جيد جدا وجاء الحديث للاعب السابق حسين الصادق، الذي رأى أن مسألة التوفيق في إدارة المباريات متفاوتة بين الحكام الموجودين وهي مسألة قدرات. وقال: إن كانت هناك أخطاء فهي غير متعمدة بكل تأكيد، مع أن هناك قرارات تؤثر على نتائج المباريات، تأتي معها ردة الفعل العنيفة من الطرف المتضرر وهذا شيء طبيعي، لكن الأمر بشكل عام مقبول جدا وهناك تتطور من فترة إلى أخرى، والتقدير المثالي للجنة الحكام يتراوح ما بين جيد وجيد جدا. 4 سنوات لم تقدم المطلوب أخيرا وصف اللاعب أحمد الصويلح أداء لجنة التحكيم بالضعيف، وأنها للأسف لم تقدم ما يشفع لها منذ توليها وعلى مدى أربع سنوات، وأخطاء الحكام كوارثية في مباريات الدوري، نتيجة الإعداد السيئ. وقال الصويلح: كان من الأولى بلجنة التحكيم أن تقوم بعملها بشكل أفضل، فالجمهور الرياضي لا يحتمل أبسط الأخطاء، فكيف إذا ما كانت مؤثرة وصعبة.
مشاركة :