حكمت محكمة الجزاء الدولية، أمس الخميس، على الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كراجيتش بالسجن لأربعين عاماً، بعد إدانته بارتكاب إبادة جماعية وبتسع جرائم أخرى ضد الإنسانية وبجرائم حرب خلال حرب البوسنة. وقال القاضي او-غون كوون رادوفان كراجيتش، حكمت عليك المحكمة بالسجن 40 عاماً، بعد إدانته بارتكاب إبادة في سريبرينيتسا في 1995 وبتسع جرائم أخرى تتعلق بالقتل والاضطهاد واحتجاز رهائن. وأعلن محاميه بيتر روبنسون أمام صحفيين أن موكله تفاجأ وخاب أمله، وإنه سيستأنف الحكم. استمع كراجيتش البالغ نحو سبعين عاماً دون أي تعبير على وجهه للقاضي، وهو يقول إنه يتحمل بشكل جلي مسؤولية جنائية في قتل وخطف عناصر من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وتابع القاضي، أن كراجيتش كان على رأس هيكلية سياسية وحكومية وعسكرية في القيادة الصربية في البوسنة وكان في منصب قيادي يتيح له تعزيز عقائدها والترويج لها. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الإدانة والحكم يوماً تاريخياً للعدالة الدولية. وقال هذا الحكم يوجه إشارة قوية إلى كل الذين يتولون مناصب مسؤولية بأنهم سيحاسبون على أعمالهم ويبرهن أن الفارين (من العدالة) لا يمكن أن يفلتوا من عزيمة المجتمع الدولي الجماعية الحريص على إحالتهم للعدالة بموجب القانون. ووصف كبير ممثلي الادعاء العام في المحكمة سيرج براميرتز، محاكمة كراجيتش، بأنها الأكثر أهمية في تاريخ المحكمة منذ 23 عاماً. ورحب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، بالحكم ووصفه بأنه بالغ الأهمية كرسالة إلى ضحايا جرائم الحرب ولمرتكبيها على السواء. وقال بغض النظر عن شعورهم بالقوة، وتصورهم بعدم إمكانية الوصول إليهم، إلا أنه يتعين على مرتكبي مثل هذه الجرائم، إدراك أنهم لن يفلتوا من العدالة. وقالت ممثلة بارزة للمعارضة السورية، إن حكم الإدانة يرسل إشارة إيجابية بالنسبة لأولئك الذين يسعون لتحقيق العدالة لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في سورية. وأضافت بسمة قضماني بعد إعلان الحكم بالتأكيد.. محاكمة رادوفان كراجيتش تمنحنا الأمل. وعقدت الجلسة التي حضرها أكثر من مئتي صحفي ونحو مئة دبلوماسي ومراقب وسط إجراءات أمنية مشددة، وقال شرطي إنهم في حالة إنذار إضافي بعد اعتداءات بروكسل الثلاثاء. واتهم كراجيتش الذي درس الطب النفسي، خصوصاً بالإبادة بعد مجزرة سريبرينيتسا التي قتل فيها نحو ثمانية آلف رجل وفتى من المسلمين في يوليو/ تموز 1995، في أسوأ مجزرة شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وتولى كراجيتش خلال المحاكمة الدفاع عن نفسه، ويفيد محضر الاتهام أنه كان يريد تقسيم البوسنة وطرد المسلمين والكروات نهائياً من أراض يطالب بها صرب البوسنة. (أ ف ب)
مشاركة :