من غرفة في البيت إلى مركز متكامل يجذب الكثير من الشابات العمانيات، واللافت في هذا المكان، فكر صاحبته المستنير، التي أرادت تحويله إلى مكان يجمع بين القراءة والجمال.. ناجية العوفي إنسانة مثابرة وطموحة كما تكشف تجربتها في مركز سكر، الذي بدأ صغيراً وكبر بعد اجتهاد وتعب، حسبما تقول في هذا الحوار. } كيف كانت بدايتك في مجال العمل بالتجميل؟ أعمل بوظيفة منسقة شؤون مدرسية ومسؤولة تسجيل وقبول بوزارة التربية، وحاصلة على بكالوريوس في إدارة الأعمال مع مرتبة الشرف، بدأت في العمل التجاري سنة 2010 عندما قررت إنشاء مشروعي (شركة المسك للمشاريع الشاملة) وأسست مركز سكر للتجميل لمزاولة التجميل بشكل أوسع، ولتطوير مهاراتي الفنية والتواجد في سوق العمل والتعرف الى كل ما هو جديد. فن التجميل موهبة موجودة بداخلي منذ طفولتي وكانت حاضرة في كل تفاصيل حياتي بين ألعابي وكتبي، وخلال مراحل دراستي وأثناء مراهقتي.. كنت أعشق اللعب بالألوان، وكانت بدايتي مع الرسم والنحت والأعمال اليدوية والأزياء، وفي عام 2000 كانت الانطلاقة الحقيقة لي لممارسة التجميل والمكياج عبر استقبال زبائني في غرفة من غرف بيتي، وصقلت موهبتي بدورات تدريبية على أيدي خبيرات التجميل، ممن سبقنني، ولهن باع في هذا المجال، وبعدها بعشر سنوات من العمل والاجتهاد، وعندما وثقت بقدراتي، قررت افتتاح مركز تجميل خاص بي واستقبال زبائني بشكل رسمي. } كيف نجحت بتقديم تجربة مختلفة من خلال مركز سكر؟ دائماً ما نسعى في المركز لتقديم أفكار مميزة، نحاول من خلالها إظهار الفتيات بإطلالة جديدة تناسبهن، وبهذا تحول مركزي لحل مثالي للكثير من الفتيات اللاتي لا يعرفن كيف يبرزن جمالهن، كل فتاة تختبر في مركزي رحلة تغيير، تبدأ من ملامح الوجه من خلال كريم الأساس واللون المناسب لكل بشرة، مع رسم شكل الحواجب المناسب وغيرها من الأمور الأساسية التي نستخدم فيها منتجات من الماركات العالمية، أيضاً نركز على لون الشعر والتسريحات والقصات، ونقدم لهن النصائح أيضاً في كيفية اختيار الأزياء المناسبة، حسب شخصيتهن، لتصبح الفتاة في أجمل صورة لها، و لتتفاجأ في النهاية باللوك الجديد والتغيير الذي حصلت عليه. } إحكي لنا عن عملك في مجال التربية والتعليم، وكيف ساعدك في مجال العمل التجاري؟ قصة كفاح طويلة في سلك التربية و التعليم، حيث كنت على اطلاع وتماس مع امتزاج الثقافات والأفكار التي تأتي من مختلف البيئات العمانية مما ساعدني على فهم المجتمع بعمق وبتفاصيل أكثر، ولا شك أن العمل في هذا المجال، أكسبني خبرة وثقة كبيرة في نفسي، بما يكفي للتعامل مع مختلف شرائح المجتمع، وهذا بدوره زادني قوة وحنكة في إدارة مشروعي بكل جدارة من مختلف جوانبه، سواء كانت من حيث الإدارة أو التطوير أو التسويق، إلى جانب أمور أخرى تسهم في استمرارية ونجاح العمل التجاري. } توفرين مكتبة صغيرة في الصالون للزبونات وتشجعين على القراءة.. لماذا فكرت في هذا.. وهل تجدين اهتماماً من الشابات بالقراءة؟ القراءة ضرورية لتطوير المهارات وتوسيع مدارك الإنسان، والشخص الذي يقرأ في أي مجال من مجالات الحياة سواء كانت أدبية أو فكرية أو قصصاً أو فقهاً أو عقيدة أو علماً من علوم الحياة، كل ذلك يوسع مداركه وقدرات العقل والفكر لديه، فالقراءة هي الوقود للعقل البشري والأكسجين للدماغ، وقد ألهمني عملي بوزارة التربية والتعليم، وتنقلي بين الكتب، باستغلال الوقت الذي تقضيه الزبونة في الانتظار، بتصفح ومطالعة بعض الكتب الهادفة، فقررت وضع مكتبة صغيرة في أحد أركان قاعة الاستقبال، تتنوع مواضيع الكتب فيها، لتلبي اهتمامات الزبونات على اختلافها، وكانت الفكرة ناجحة جدا، لأنها تخدم جميع الفئات العمرية من المرتادين للمركز، والجميل واللافت أن كل من زارنا في المركز، أبدى إعجابه بالفكر، وأتمنى أن تسري هذه الفكرة في كل مراكز التجميل والمقاهي، وأي مكان حتى نستثمر بالقراءة، ونعتاد على وجود كتاب بين أيدينا. } ما الذي يعنيه الجمال بالنسبة لك؟ الجمال منظور شخصي بحت ونسبي، فالجميلة في نظر شخص ما قد تكون عادية بالنسبة لشخص آخر، وقد تكون عديمة الجمال بالنسبة لشخص ثالث، وهكذا يختلف الجمال من شخص لآخر، وبرأيي ليس هناك قاعدة للجمال، وأنا شخصياً أؤمن أن الجمال ينبع من داخل الإنسان بالدرجة الأولى ومن روحه بالتحديد، أما الجمال الخارجي فما هو إلا غلاف يبهر ناظره فقط، وما أجمل أن يلتقي الجمال الداخلي مع الجمال الخارجي، فيتكاملان مع بعضهما بعضا. } نصيحتك للشابات العمانيات اللواتي يرغبن ببدء عملهن الخاص في مجال التجميل؟ مجال التجميل مجال صعب جداً من كل النواحي وليس من السهل الصمود فيه لما فيه من تحديات، لذا أنصح كل فتاة لديها الرغبة بالعمل والخوض في هذا المجال بدراسة المشروع دراسة دقيقة، وأن تلقي الضوء على كل الأبعاد، وأن تكون على استعداد تام وقدرة عالية لتحمل كل العقبات، حيث لا يخلو العمل الحر من المشاكل والصعوبات، والتصدي لكل ذلك يكون بالصبر والاستمرارية والعمل الجاد وبذل جهد كبير، ووضع حلول مثلى لتحصل في النهاية على نتيجة تقودها للنجاح. } كيف تنظرين للمستقبل.. وما خطواتك القادمة؟ المستقبل يعني الجديد.. يعني التطوير، ويعني المحافظة على نفس المستوى من النجاحات، لذا وعبر السير بخطى ثابتة، يستمر البحث عما هو جديد لتطوير العمل بإدخال أفكار جديدة جذابة تستقطب الزبائن، من ضمن الأفكار الجديدة التي أعمل عليها، فتح منتجع خاص بحواء تتوفر فيه جميع الخدمات التي تقدم بطرق مميزة وحصرية، وكلها تكون تحت سقف واحد وفي متناول اليد.
مشاركة :