لمسات بإطار عصري ممزوجة بأجواء الريف

  • 3/25/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لمصممي الديكورات المنزلية حيلهم التي لا تنتهي، وتتجسد براعة الكثيرين منهم في أعمال يمكن وصفها بلوحة جمالية مكتملة الأركان، وتتنوع أدوات المصمم وتبرع أنامله في استثمار هذه الأدوات فيما ينعكس على جماليات التصميم وروعته، فمنهم من يعتمد في أسلوبه على الشفافية التي تُكسب المكان جمالاً وجاذبية، ويعكس منزل جريجوري فيليبس الريفي على ضفاف نهر التايمز في بيركشاير، براعة الفنان في إضفاء اللمسات العصرية لتندمج في إطار عصري ممزوج بأجواء الريف، كما يعكس المنزل مهارة مصمم نجح في إبراز نقاء خطوطه الهندسية، وبرع في استغلال المواد الطبيعية الأصيلة، وعناصر الزخرفة التي استغلها أحسن استغلال في أسلوب سلس بسيط أثمر جواً من الانسجام بين المنزل وعناصر الطبيعة المحيطة به، ومع المناظر الطبيعية الخارجية التي أكسبته تميزاً ملموساً لا تغفله عين الرائي، استلهم فيليبس فكرة تصميم المنزل الأساسية من أجواء الريف التقليدية التي تسود المنطقة الكائن بها، وبذل جهداً لا يغفل في تطوير ملامح المنزل من خلال تصميمه، فأكسبه طابعاً عصرياً. من خلال هذا المنزل، قدم المصمم نموذجاً جديداً من الديكور المغلف بطابع عصري رائع يفيض الترف من زواياه. وحظي الزجاج بقدر كبير من اهتمام المصمم، فكان من العناصر الأساسية التي ركز عليها في عمليتي التصميم والديكور، فاستغله في تصميم هياكل الواجهات والنوافذ الكبيرة والأبواب، لتسود المكان شفافية تعززها الأضواء التي تضيء زوايا المكان وأركانه، بينما جسدت الشفافية رونقاً وجاذبية تترك لدى الرائي تأثيراً لا يسهل نسيانه، نتيجة الصورة الجميلة التي ساهمت المناظر الخارجية في رسم خطوطها وربطها بدواخل المنزل، فنقلت إلى داخله جمال الطبيعة. وإلى جانب الزجاج، أشرك المصمم خشب السنديان بلونه البني الكراميل في التصميم والديكور، كما استعان بحجر البازلت البركاني الداكن ليغطي به أرضيات المنزل، وكان لحجر الصوان رصيد كبير لدى المصمم، فاستغله جيداً في ترصيع الجدران الخارجية للمنزل المكون من طابقين ويشغل مساحة تزيد على 900 متر مربع، وعندما شرع المصمم في استخدام أنامله لتصميم الطابق الأرضي، فضل ترك فضاء وسطي تشغله صالات المنزل التي وظفها بشكل متنوع وجعل من أركانها المتعددة أماكن تؤدي وظائف مهمة. وأول مكان تقع عليه عين الرائي هو مدخل المنزل الذي يضم صالة جلوس عائلية، والمدخل بأسقفه المرتفعة التي تعطي انطباعاً بفخامة المكان، ويأخذنا المصمم إلى الطابق العلوي بانسيابية نادرة عبر درج سلس. احتلت الصالات فيه، جلسات مريحة دخلت في توليفها قطع مميزة من الأثاث، صُنعت من مواد طبيعية وكستها أقمشة فاخرة، ليخرج لنا المصمم بصورة تشع تناغماً لافتاًَ مع ألوان الجدران والأرضيات التي يكسوها الخشب والحجر البركاني بلونيها الداكنين. ولا يمكن أن يغفل داخل المكان هذا القدر الكبير من خصوصيته التي رسم المصمم ملامحها بدءًا من المدخل، فغطى الجدار المواجه له بعدد من ألواح خشب السنديان، ليرسم صورة زخرفية رائعة، تداخلت معها مساحة منفتحة على الداخل عبر مسارات تصل بين مساحات المنزل، استغل عدداً منها في عرض مجموعة من الأعمال واللوحات الفنية الخاصة. وخصص المصمم صالة عائلية للجلوس تتوسط مساحات الطابق الأرضي، تنفتح هذه الصالة على ركن الطعام الذي دمجه مع المطبخ، ويشرف الجانب الآخر من الصالة على المناظر الخلابة التي تزين الحديقة الخارجية، وخصص المصمم ركناً للمدفأة في الصالة، أشرك معها مجموعة من قطع الأثاث التي تميزها خطوط مميزة تشع حركة ونشاطاً، بعد براعة المصمم في توزيعها بأسلوب جذاب يعكس جمالها وبساطتها. ووضع المصمم في مقدمة الصالة أريكة اكتست بالجلد الأبيض، تجاورها طاولات صغيرة للقهوة، ومقاعد برونزية اكتست هي الأخرى بجلد أحمر داكن، ولعبت مصادر الإضاءة المموهة والمثبتة فوق الجدران دوراً في إكمال روعة الصورة وجمالها. ويقابل صالة الجلوس مطبخ دمج معه ركن الطعام، الذي تتوسطه طاولة تحيط بها ثمانية مقاعد خشبية، طليت باللون البني ممزوجة بجلد أبيض، وتعكس أجواء ركن الطعام والمطبخ بتناسقها وانسجامها مع لون الأرضية المغطاة بحجر البازلت، تعكس براعة فنان نجح في إيصال رسالته، وفي ترك الانطباع المطلوب لدى مَنْ يدخل المكان، بأن المساحة بين صالة الجلوس وركن الطعام والشرفات الخارجية في الحديقة متصلة مع بعضها بعضاً. وزَيَّنت المساحة مصادر إضاءة مدمجة تشع أنوارها على المكان بأكمله، فتزيده جمالاً ويشاركها في ذلك ضوء الشمس، فيتولد لدى من يرى المكان شعور قوي بجاذبية وروعة المكان. وأولى المصمم ديكور الصالون الرئيسي اهتماماً خاصاً، ففضل أن تتوسطه مجموعة متنوعة من الأرائك المريحة والإكسسوارات، التي تشاركت المهمة لتعكس أجواء رائعة تكسوها ألوان حيادية، أضفت على المكان حيوية ونشاطاً. شرفات وزوايا فضل المصمم تخصيص الطابق العلوي لغرف نوم مزودة بحمامات، إضافة إلى غرف ملابس وشرفات تطل على باقي أجزاء المنزل، وزوايا للحديقة، بما في ذلك حمام سباحة وأحواض مياه ذات مستويات مختلفة، ومساحات أخرى زرعها المصمم بنباتات وأزهار. في مقدمة الطابق العلوي توجد غرفة نوم رئيسية، برع المصمم في إضفاء الجاذبية والنعومة عليها من خلال أثاثاتها الرائعة المكسوة بأقمشة جميلة أضفت على أجواء الغرفة طابعاً من الهدوء، ويتوسط الغرفة سرير تكسوه أغطية ملفتة، وعليه مجموعة من الوسائد المصنوعة من الكتان، وتغطي أرضية غرفة النوم الخشبية قطعة من السجاد المصنوع من الصوف والحرير. والى جانب الغرفة، توجد صالة حمام ذات جدران رخامية عالية، وبها حوض صنع من مواد مقاومة للصدأ، وازدانت جدرانه بعدد من المرايا كبيرة الحجم، تعكس جمال وروعة المناظر الطبيعية في الخارج، وازدانت جدرانه أيضاً بخطوط معمارية تميزها البساطة ويشع منها نقاءً، إضافة إلى مجموعة من ألواح من الجرانيت التي تحتضن المغاسل وصنابير المياه، وتندمج مع الجدران خزائن ومرآة كبيرة تعكس جودة الرخام. والى جانب الحمام وغرفة النوم الرئيسية، توجد غرفة للضيوف صممت جدرانها من خشب السنديان داكن اللون، يتناغم مع ألوان خزائن الجدران، فشاعت في الغرفة أجواء من الدفء والسكينة. أناقة وجمال يجاور الصالون الرئيسي صالة الطعام تتوسطها طاولة يحيط بها عشرة مقاعد، وفي مواجهتها صالة جلوس أخرى لا تقل عن الصالون الرئيسي أناقة وجمالاً، وبهذه الصالة عدد من المقاعد المريحة اختار لها المصمم اللون البيج بدرجتيه الفاتح والرمادي الداكن، وفي وسط الصالة طاولة للقهوة، وتزينها مصادر إضاءة حديثة ذات تصميم مبتكر، وقطع من الإكسسوارات، وعدد من وسائد الزينة، كما تطل هذه الصالة أيضاً على حديقة المنزل. ولا يمكن أن يغفل من يرى المكان هذا المزج الرائع بين قيمة المواد المختلفة وتناسق ألوانها مع باقي عناصر المكان من أثاث وخلافه، فنجح المصمم في إكساب المكان طابعاً من الترف تناغم، وأكمل الصورة الجميلة بالتقائه المناظر الطبيعية في الخارج. ولمزيد من الترف ولتوفير سبيل للترفيه، حرص المصمم على تزويد المنزل بصالة سينما صممها بأسلوب مختلف أحاطها بأجواء مظلمة يتسرب إليها نور من الأركان المجاورة، يظهر بطريقة رائعة قطع الأثاث وكسوته من القماش الفاخر، والتجهيزات المريحة التي زود بها المكان.

مشاركة :