تزداد المخاوف من تداعيات تأخر هطول الأمطار في المغرب الذي يعيش أسوأ أزمة جفاف منذ أكثر من أربعة عقود. تأخر الأمطار أثار المخاوف من تفاقم شح الماء المستمر خلال السنوات الأخيرة، وهو ما دفع نحو إقامة أول صلاة استسقاء في البلد الذي يصنف تحت خط ندرة المياه المحدد من المنظمة العالمية للصحة بـ1700 متر مكعب للفرد سنوياً، بينما لا تتجاوز تلك الحصة 600 متر مكعب في المملكة. شحّ الأمطار أصبح حديث الساعة في كل الأوساط، إذ تتزايد شكوى المزارعين من تراجع مستويات مياه الري وتراجع الكلأ، كما أضحى سكان الحواضر يشهدون بين الفينة والأخرى انقطاعات في التزويد بالماء. وفي الأسواق، بلغت أسعار الخضراوات والفواكه في الأسابيع القليلة الماضية مستويات قياسية، ما أسهم في زيادة معدلات التضخم بصورة غير مسبوقة في البلاد. وتعمل الحكومة المغربية على تعزيز سلاسل الإنتاج من خلال دعم أسعار البذور والأسمدة لخفض التكاليف، وتشجيع زراعة النباتات القادرة على التأقلم مع الظروف المناخية. وفي ظل الزحف المتزايد للجفاف نحو مساحات كبيرة في البلاد، ترتفع أصوات مطالبة بإعادة النظر في بعض السياسات الزراعية المثيرة للجدل، للحد من المزروعات المعروفة باستهلاكها الكبير للماء والمعدّة للتصدير، من أبرزها الأفوكادو. يطمح المغرب إلى توفير حوالي 1.3 مليار متر مكعب من الماء الصالح للشرب، والمياه الموجهة للسقي في عام 2030، من خلال محطات معالجة مياه البحر التي تم إنشاؤها، والمحطات المخطط إنشاؤها خلال السنوات القليلة القادمة.
مشاركة :