تقرير إخباري: انتهاء "هدنة غزة" واستئناف القتال

  • 12/2/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة أول ديسمبر 2023 (شينخوا) عادت عجلة القتال للدوران في قطاع غزة اليوم (الجمعة) مع انتهاء هدنة استمرت أسبوعا بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسط جهود يبذلها الوسطاء للعودة إلى وقف لإطلاق النار. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان استئناف القتال ضد حركة حماس في قطاع غزة، متهما إياها بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق القذائف صوب الأراضي الإسرائيلية. في المقابل، استأنفت الفصائل الفلسطينية المسلحة هجماتها الصاروخية على مدن إسرائيلية وتجمعات عسكرية بعد نهاية الهدنة. ــ نهاية الهدنة واستئناف القتال وانتهت الهدنة الإنسانية المؤقتة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحماس في الساعة السابعة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي (05:00 بتوقيت جرينتش). وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم 200 هدف في قطاع غزة اليوم منذ انتهاء الهدنة. وقال المتحدث باسم الجيش في بيان إنه "بدءا من الساعة السابعة صباحا بعد تجدد القتال في قطاع غزة، قام سلاح الجو وبالتعاون مع الفرق المقاتلة، بمهاجمة 200 هدف". واتهم المتحدث العسكري في بيان ثان، حركة حماس بأنها هي من خرقت وقف إطلاق النار، وأطلقت صاروخا قبل الساعة السابعة صباحا باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وقال المتحدث إن حركة حماس لم تقم بتسليم قائمة بأسماء دفعة جديدة من الرهائن الذين كان من المفترض إطلاق سراحهم اليوم من غزة. في المقابل، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بلاغات عسكرية اليوم إنها "قصفت مدن عسقلان وسديروت وبئر السبع برشقات صاروخية "ردا على استهداف المدنيين" في قطاع غزة. كما أعلنت القسام عن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي في شمال غرب مدينة غزة برشقات من منظومة صواريخ "رجوم عيار 114ملم" وقذائف الهاون من العيار الثقيل. من جهتها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإٍسلامي عن "قصف" تجمع لجنود وآليات للجيش الإسرائيلي كانت متمركزة في محور نتساريم جنوب مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون. فيما تحدثت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان عن اشتباكات ميدانية تجرى بين نشطاء فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي في ستة محاور على الأقل من مناطق التوغل داخل مدينة غزة وشمالها. ومع عودة القتال، قتل 178 فلسطينيا في هجمات شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وفق وزارة الصحة في غزة. وأفاد المتحدث باسم الوزارة في غزة أشرف القدرة في بيان بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ الصباح وحتى اللحظة إلى 178 شهيدا و589 إصابة معظمهم من الأطفال والنساء". ـــ خريطة لمناطق إخلاء في غزة وبعد ساعات من استئناف القتال ضد حركة حماس، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة لمناطق إخلاء سكان قطاع غزة خلال المراحل المقبلة من الحرب. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان على حسابه في منصة ((إكس)) اليوم إنه "تمهيدًا للمراحل المقبلة من الحرب ينشر جيش الدفاع خريطة مناطق الإخلاء (البلوكات) في قطاع غزة". وتقسم الخريطة أرض القطاع إلى مناطق وأحياء معروفة من أجل السماح لسكان غزة بالتوجه والانتقال من أماكن معينة في حال طلب منهم القيام بذلك حفاظًا على سلامتهم، بحسب المتحدث. وطلب أدرعي من السكان متابعة الخريطة بعناية والعثور على البلوك ذي الصلة بمكان سكناهم والتصرف في حال طلب منهم الانتقال منه. ولاحقا، قالت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان إن الجيش الإسرائيلي أسقط اليوم منشورات تطالب سكان خانيونس جنوب قطاع غزة بضرورة الإخلاء حفاظا على سلامتهم. وذكرت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن المنشورات صنفت خانيونس "منطقة قتال خطيرة"، وطالبت سكان المناطق الواقعة شرق المدينة بالتوجه إلى الملاجئ في رفح القريبة من الحدود المصرية. وسبق أن تم إسقاط منشورات تحذيرية مماثلة على عديد المناطق في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي كجزء مما يقول الجيش الإسرائيلي إنها "وسائل مختلفة لتجنب إيذاء المدنيين في قطاع غزة". ــ استمرار مفاوضات الهدنة ورغم استئناف القتال في قطاع غزة، أعلنت قطر التي تقوم مع مصر بجهود وساطة في النزاع، أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مستمرة للعودة إلى الهدنة. وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان اليوم إن قطر "تعرب عن أسفها الشديد لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إثر انتهاء الهدنة دون التوصل لاتفاق على تمديدها"، مضيفة "أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مستمرة بهدف العودة إلى حالة الهدنة". وتابعت أن "قطر ملتزمة مع شركائها في الوساطة باستمرار الجهود التي أدت إلى الهدنة الإنسانية ولن تتوانى عن القيام بكل ما يلزم للعودة إلى التهدئة". وحذرت الخارجية القطرية من أن استمرار القصف على قطاع غزة في الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة يعقد جهود الوساطة ويفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع. من جهتها، أعربت مصر عن "إدانتها البالغة لانهيار الهدنة وتجدد القصف العنيف والعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة". واعتبرت مصر في بيان لوزارة خارجيتها على صفحتها الرسمية بموقع ((فيسبوك)) أن "الأمر انتكاسة خطيرة واستهانة من الجانب الإسرائيلي بكافة الجهود المبذولة التي سعت على مدار الأيام الماضية إلى تمديد الهدنة حقنا لدماء الفلسطينيين الأبرياء، وتأمين إنفاذ المزيد من المساعدات الإنسانية الملحة لسكان القطاع". وحذرت مصر من "مغبة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، ودعاوى المسؤولين الإسرائيليين المشجعة لتهجير الفلسطينيين خارج حدود غزة، في انتهاك صارخ لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ولكافة أحكام القانون الدولي الإنساني، خاصة أحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949". وأكد البيان مجددا "موقف مصر الراسخ الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين خارج حدود أرضه، باعتباره خطا أحمر لن يتم السماح بتجاوزه". وجددت مصر مطالبتها "للأطراف الدولية المؤثرة والأجهزة الأممية المعنية وعلى رأسها مجلس الأمن، بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه ضمان حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة، ووقف محاولات وخطط دفعهم للنزوح خارج بلادهم". وفي السياق، أعلن رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان أن بلاده تبذل حاليا "أقصى الجهود" مع الشركاء من أجل العودة للهدنة في قطاع غزة في أسرع وقت. وقال رشوان في بيان حصلت ((شينخوا)) على نسخة منه، إن مصر تبذل حاليا "أقصى الجهود" مع الشركاء، من أجل العودة للهدنة في أسرع وقت ومدها لفترات أخرى، بما يسمح بمواجهة الأوضاع الإنسانية الخطيرة للفلسطينيين في قطاع غزة والتي وصلت "لحد الكارثة"، وذلك سواء بوقف الحرب عليهم، أو بسرعة وكثافة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لهم. ووفقا للمكتب للإعلامي الفلسطيني في معبر رفح، فقد أوقف استئناف هجمات إسرائيل على قطاع غزة اليوم، إدخال إمدادات إنسانية من مصر. وقال المكتب الإعلامي في بيان مقتضب جرى توزيعه على الصحفيين، إن قطاع غزة لم يستقبل اليوم أي شاحنات للمساعدات، وذلك بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة. وبدأت الهدنة في 24 نوفمبر الجاري وتم تمديدها مرتين، وجرى خلالها تبادل عشرات المحتجزين في غزة وإسرائيل، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الساحلي المحاصر. وجاءت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس بعد شهر ونصف من الحرب، للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مقابل إطلاق إسرائيل لأسرى فلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية. وشكلت الهدنة أول تهدئة في خضم الحرب التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي ضد حركة حماس في قطاع غزة بعد هجوم مفاجئ شنته الحركة على عدد من المواقع العسكرية والبلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع. وأثار اندلاع القتال في غزة مخاوف من تحول الصراع إلى نزاع إقليمي مع تصاعد التوتر عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث وقعت بالتزامن مع اندلاع الحرب في القطاع عمليات قصف وإطلاق نار يومية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. ــ تجدد التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل ومع انهيار الهدنة في غزة واستئناف القتال، تجدد إطلاق النار والقصف بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي عصر اليوم على جانبي الخط الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل، وفق مصادر عسكرية لبنانية وإسرائيلية. وقالت مصادر عسكرية لبنانية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي تجددت عصر اليوم بعنف على جانبي الخط الحدودي. وأكدت المصادر مقتل عنصرين من حزب الله ومدنيين اثنين وإصابة أربعة آخرين بجروح خلال المواجهات. وذكرت المصادر أن عنصري حزب الله قتلا جراء قصف مدفعي استهدف بلدتي حولا والجبين شرق وغربي جنوب لبنان فيما قتلت مواطنة لبنانية جراء غارة على بلدة حولا في القطاع الشرقي من جنوب لبنان. وأوضحت المصادر أن لبنانيا ثانيا قتل وأصيب ثلاثة آخرون جراء غارة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل في بلدة الجبين في القطاع الغربي بينما أصيب شخص رابع بقذيفة إسرائيلية عند الطرف الغربي لبلدة الخيام شرق جنوب لبنان. ووفقا للمصادر ذاتها، فقد "نفذت الطائرات الحربية والمسيرات الإسرائيلية ست غارات استهدفت مناطق الناقورة وعيتا الشعب والجبين ومروحين ورامية وكفرا وياطر في القطاعي الغربي من جنوب لبنان أدت إلى تدمير ثلاثة منازل وأضرار بتسعة منازل أخرى". من جهتها، أصدرت المقاومة الإسلامية، الذراع العسكرية لحزب الله، بيانا جاء فيه "دعما لشعبنا الفلسطيني الصادم في قطاع غزة واسنادا لمقاومته الباسلة الشريفة استهدف مجاهدو المقاومة الاسلامية 5 مواقع للجيش الاسرائيلي بالأسلحة المناسبة محققين إصابات مؤكدة". ونعى حزب الله اثنين من عناصره، وقال إنهما "ارتقيا شهيدين على طريق القدس"، دون أية تفاصيل إضافية. وفي المقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان تصدي الدفاعات الجوية لهدف جوي مشبوه بالقرب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقال المتحدث العسكري في بيان آخر إن الجيش هاجم خلية نشطت في الأراضي اللبنانية المحاذية لبلدة زرعيت الحدودية، إضافة لتشخيص إطلاق لقذائف صاروخية من داخل الأراضي اللبنانية استهدفت مواقع عسكرية بالقرب من راس الناقورة ومارغليوت. وأعلن المتحدث تصدي الدفاعات الجوية لقذيفتين أطلقتا باتجاه مدينة كريات شمونة، فيما قصفت المدفعية الإسرائيلية مصادر إطلاق النار. وتأتي التطورات على الحدود بين لبنان وإسرائيل بعد أسبوع من الهدوء الحذر وبالتزامن مع انتهاء الهدنة الإنسانية بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة واستئناف القتال. وقبيل الهدنة في غزة، شهدت المناطق الحدودية اللبنانية الإسرائيلية بشكل يومي عمليات قصف وإطلاق نار متبادلة بين حزب الله وحركات فلسطينية مسلحة من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى على خلفية اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي. وأفضت المواجهات على الجانب اللبناني منذ الثامن من أكتوبر إلى مقتل 127 شخصا، هم 88 من عناصر حزب الله وواحد من حركة أمل و14 عنصرا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في لبنان و24 مدنيا بينهم ثلاثة صحفيين، وفق بيانات حزبية وتقارير أمنية وطبية.

مشاركة :