أطلق الجيش العراقي فجر أمس «المرحلة الأولى» من الهجوم البري لاستعادة الموصل من سيطرة «داعش»، بمساندة قوات «البيشمركة» الكردية و «الحشد الشعبي»، بغطاء من طيران التحالف الدولي، وأكد مصدر عسكري السيطرة على قرى في محور ناحية القيارة، إثر انسحاب التنظيم. وأفادت قيادة العمليات في بيان بأن «القوات المسلحة في قاطع عمليات تحرير نينوى والقطعات الملحقة بها وقوات الحشد الشعبي، باشرت، من ثلاثة محاور تنفيذ الصفحة الأولى من عمليات الفتح (اسم العملية) لتحرير المحافظة»، مشيرة إلى «تحرير قرى النصر وكرمندي وكذيلة وخربردان، وتفجير عجلتين مفخختين وهي تواصل التقدم»، داعية المواطنين إلى «الابتعاد عن أي تجمع أو مقار أو مخازن تابعة لعصابات داعش الإرهابية لأنها أهداف سيتم تدميرها خلال الساعات والأيام المقبلة». وأعلن قائد «عمليات تحرير نينوى» اللواء الركن نجم الجبوري أن «الجيش، بمشاركة الحشد الشعبي العشائري تمكن من تحرير ثماني قرى في محيط ناحية القيارة». أما عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عن نينوى نايف الشمري فدعا خلال مؤتمر صحافي «العشائر في جنوب المحافظة إلى الانتفاضة ضد التنظيم الإجرامي وتزويد القوات العسكرية العراقية كل المعلومات». كما دعا «ائتلاف متحدون للإصلاح» الذي يتزعمه أسامة النجيفي سكان الموصل إلى «دعم القوات المحررة التي نأمل منها أن تحافظ على أرواح المدنيين والبنية التحتية». وسبق أن أكد مجلس محافظة نينوى إعداد خطة «مدنية»، بالتعاون مع منظمات دولية لمواجهة موجة نزوح سكاني متوقعة تقدر بنحو مليون شخص، من الموصل باتجاه المناطق الآمنة وإقليم كردستان. وفي أهداف المرحلة الأولى من المعركة، ذكر مصدر عسكري كردي أن «الغاية هي تحرير 11 قرية واقعة في محور ناحية الكوير وقضاء مخمور باتجاه ناحية القيارة بغية إبعاد مقر الفرقة 15 عن نيران العدو، وقد انسحب داعش سريعاً من القرى التي تم تحريرها من دون مقاومة، باستثناء معارك خاضها الجيش عند الدخول إلى قرية النصر». وذكر مصدر في الجيش أن قواته «عبرت قضاء مخمور بواسطة جسر عائم نصب على نهر دجلة باتجاه ناحية القيارة وتلقت تغطية من المدفعية التابعة للقوات الأميركية، وطائرات مروحية أميركية»، مشيراً إلى أن «الهجوم البري سبقه قصف جوي استهدف خمسة مقرات لداعش، ثلاثة منها على ضفه دجلة في الجهة الشرقية لقضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين، ومقرين في ناحية القيارة، الواقعة إلى الشمال من القضاء». وعن عمليات القصف داخل الموصل وأطرافها، قال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي لـ «الحياة» أن «طيران التحالف شن خلال 24 ساعة الماضية غارات مكثفة على أهداف لداعش في الموصل، منها مبنى شرطة الحسبة ومعمل لصناعة المتفجرات ومعمل الكندي، ومناطق الشلالات وناحية العياضية التابعة لقضاء تلعفر، ومنطقة المنصة وحي السكر، فضلاً عن مناطق القصور الرئاسية وشارع السقافة ومستشفى السلام ونقطة إعلام التنظيم الارهابي ومبنى ديوان الحزب وحي اليرموك ومركز محور تلكيف». يذكر أن القوات العراقية انهارت عام 2014 أمام هجوم «داعش» الذي تمكن بعدها من السيطرة في شكل كامل على الموصل التي تعد ثالث اكبر مدن العراق. وأعلن التنظيم تأسيس «دولة الخلافة» في المناطق التي باتت تحت سيطرته في العراق وسورية المجاورة، التي تمكن من بسط سيطرته على مساحات كبيرة فيها. وفرض أحكام الشريعة الإسلامية وفق تفسيره، وارتكب فظائع على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرته.
مشاركة :