يمثل اليوم رئيس تحرير صحيفة «جمهورييت» جان دوندار ومدير مكتب الصحيفة في أنقرة أردم غل أمام المحكمة الجنائية في إسطنبول، لاتهامهما بالتجسس وكشف أسرار الدولة والسعي إلى قلب نظام الحكم، ما يعرّضهما للسجن المؤبد. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفع دعوى على دوندار، متوعداً إياه بـ «دفع ثمن غالٍ»، بعدما نشرت الصحفية مقالاً مدعوماً بصور وشريط فيديو التُقط على الحدود السورية في كانون الثاني (يناير) 2014، يُظهر اعتراض قوات الدرك التركية شاحنات لجهاز الاستخبارات التركي، تنقل أسلحة لمسلحين إسلاميين في سورية. وأفرجت المحكمة الدستورية عن المتهمَين، بعد حجزهما احتياطياً لثلاثة أشهر، ما أثار انتقادات واسعة، في تركيا وخارجها، اتهمت أردوغان بالاستبداد. وتعهد دوندار بعد خروجه من السجن «محاكمة جرائم الدولة»، معتبراً أن «انغماس تركيا في الحرب الأهلية السورية، أثار حرباً أهلية أخرى في تركيا». وهدد أردوغان بحلّ المحكمة الدستورية، قائلاً: «آمل بألا تعيد المحكمة الكرّة في طريقة من شأنها أن تضع مسألة وجودها وشرعيتها على المحك». وعشية المحاكمة، وجّه مئة كاتب، بعضهم حائز جائزة نوبل للسلام، رسالة إلى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تدعو إلى «إسقاط التهم» المُوجهة إلى دوندار وغل، وتحض على «تغيير القوانين التي تُضيّق على حرية التعبير». ورأت «تفاقماً لمناخ الخوف، والرقابة وخنق الأصوات الناقدة»، معتبرة أن دوندار وغل معرّضان للسجن لـ «مجرد قيامهما بعملهم المشروع بوصفهما صحافيَّين». لكن داود أوغلو ندد بـ «تحالف شر شكّله» جامعيون وساسة ووسائل إعلام، اتهمهم بـ «دعم الهجمات على تركيا». في غضون ذلك، أفادت وكالة «دوغان» التركية للأنباء بأن محكمة أصدرت أمراً باحتجاز مشبوه بصلته بتفجير انتحاري أوقع خمسة قتلى في إسطنبول قبل أيام، واتهمت السلطات تنظيم «داعش» بتنفيذه. إلى ذلك، أعلن الجيش التركي أن مقاتلاته دمّرت أهدافاً لـ «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق.
مشاركة :