اجتمع قادة الإعلام العالمي في مدينة قوانغتشو جنوبي الصين اليوم (الأحد) لبناء توافق بشأن معالجة التحديات المشتركة وتعزيز الثقة العالمية. وأصدرت النسخة الخامسة من القمة العالمية للإعلام بيانا مشتركا خلال مراسم الافتتاح وخلال الجلسة الكاملة في المقر الرئيسي لانعقاد القمة في ناحية نانشا بمدينة قوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين. وأشار البيان إلى أن العالم يمر بتغيرات متسارعة لم نشهد لها مثيلا منذ قرن من الزمان، وأن الشكوك والعوامل غير المتوقعة آخذة في الزيادة، داعيا الإعلام العالمي إلى بناء جسر من التواصل للإجابة عن الأسئلة التي يطرحها العالم والعصر والتاريخ. واجتذبت القمة أكثر من 450 ممثلا لما يقرب من 200 مؤسسة من أكثر من 100 دولة ومنطقة، بما في ذلك وسائل إعلام ومراكز أبحاث ومنظمات دولية. وبالتركيز على موضوع القمة وهو "دعم الثقة العالمية وتعزيز تطوير وسائل الإعلام"، شارك الحضور في مناقشات مكثفة للإسهام بقوة الإعلام في بناء مستقبل أكثر إشراقا. ــ تعزيز الثقة وفي كلمة رئيسية ألقاها في مراسم افتتاح القمة، قال فو هوا، رئيس وكالة أنباء ((شينخوا))، إن الثقة كلمة أساسية لقادة الإعلام العالمي، مشيرا إلى أن الثقة أكثر قيمة من الذهب عند مواجهة الصعوبات. "التطور التاريخي والازدهار الحضاري والتقدم البشري أمور تتطلب من الإعلام أن يتحمل مسؤوليات تعزيز الوحدة والثقة"، وفقا لما قال. ودعا فو الحضور إلى استخدام الإعلام لنقل الطاقة الإيجابية، وإعلاء الأصوات التي تعزز تنمية المجتمع البشري، وتشجيع الدول على التكاتف في التصدي للتحديات التي تواجه البشرية. وقال إقبال سيرف، الرئيس التنفيذي لمجموعة ((إندبندنت ميديا)) في جنوب إفريقيا والرئيس لوكالة الانباء الافريقية، إن الإعلام ينبغي أن يساعد الشعوب في تعزيز الثقة لبناء عالم أفضل. ــ التمسك بالحقيقة كانت المعلومات المضللة قضية محل نقاش ساخن في القمة. وقال فو إنه في عصر الإنترنت، يحصل الناس على المعلومات من قنوات مريحة ومتنوعة بشكل غير مسبوق، لكنهم يواجهون أيضا هجوما من أنواع مختلفة من المعلومات المضللة. وأضاف فو قائلا إن "الصدق شريان الحياة للأخبار"، مؤكدا أهمية الالتزام بالموضوعية والحقيقة لتعزيز مصداقية الإعلام. وأوضح أنه "ينبغي على الإعلام اعتبار الحقائق مصدرا للأخبار، وإظهار الحقيقة الموضوعية، ومعارضة الأخبار الكاذبة، والتأكد من أن التقارير دقيقة ونزيهة وموثوقة وجديرة بالثقة". كما أشار سيريك كورزومباييف، رئيس تحرير صحيفة ((ديلوفوي)) الكازاخستانية، إلى التحديات الخطيرة التي تفرضها الأخبار الكاذبة على صناعة الإعلام، داعيا منافذ الإعلام إلى تحمل مسؤولياتها في التأكد من الحقائق ونشر معلومات موثوقة. احتضان الابتكارات المغيرة لقواعد اللعبة أقر قادة الإعلام الذين حضروا القمة بالتحديات التي تفرضها التقنيات الجديدة، وناقشوا أهمية اغتنام فرص التحولات العلمية والتكنولوجية من خلال تسخير الابتكارات المغيرة لقواعد اللعبة، مثل الذكاء الاصطناعي، بشكل أفضل. وفي معرض دعوة أقرانه إلى تعزيز البحث في التقنيات، مثل شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وتطبيقها، قال فو إن الإعلام ينبغي أن "يدمج التكنولوجيا الجديدة في العملية الكاملة للاتصال الإخباري، ويحسن كفاءة الإنتاج، ويثري أشكال المنتجات، ويصدر المزيد من التقارير الإخبارية التي تحظى بشعبية ومتعة لدى جماهيرها". وقال مايكل مينفيل، عضو اللجنة التنفيذية لوكالة أنباء ((فرانس برس)) والمدير الإقليمي للوكالة في منطقة آسيا-الباسيفيك، إنه إذا استخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، فإنها يمكن أن تساعد منافذ الإعلام في زيادة الإنتاجية وتحرير الموارد من أجل صناعة المزيد من التقارير الميدانية. وأضاف "إننا بحاجة كذلك إلى العمل معا، كصناعة، لتبني استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة تحمي نزاهة الأخبار". -- تعميق التعاون واتفق الحضور على أنه من أجل مواجهة التحديات المشتركة، تحتاج منافذ الإعلام في جميع أنحاء العالم إلى تعزيز التبادلات والتعاون. وأشار فو إلى أن القمة تعد بمثابة منصة مهمة للتواصل والتعاون في مجال الإعلام بين الدول، وقال إنه ينبغي بذل الجهود لتحسين هذه الآلية متعددة الأطراف واستخدامها بأقصى قدر، والاستفادة من إمكاناتها من أجل التعاون، وابتكار نماذج للتعاون، وتوسيع نطاق قنوات التعاون. ووقّعت وكالة أنباء ((شينخوا)) أمس (السبت) اتفاقيات مع وسائل إعلام ومؤسسات إعلامية أجنبية لتعميق التعاون في مجالات مثل التبادلات الإخبارية وتبادل الأفراد والزيارات، فضلا عن التطوير المتكامل للإعلام. وقال فو إن ((شينخوا)) ستعزز عمليات الاتصال والتشاور مع منظمات إعلامية من مختلف الدول، وستعمل مع هذه المنظمات لبناء واستخدام آلية القمة بشكل فعال.■
مشاركة :