الجزائر - فتيحة بوروينة ينصت الجزائريون اليوم في كافة مساجد البلاد لخطبة موحدة دعت إليها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغرض "تعبئة المواطنين حول الأخطار الأمنية المحدقة ببلادهم" و"تمكين حب الوطن في قلوب الجزائريين". ولا يتعلق الأمر بالمواطنين فقط بل امتدت الدعوة لتشمل قوات الجيش المرابطة على الحدود حيث شدّد بيان صادر عن وزارة الأوقاف وصل مكتب "الرياض" أن على الأئمة "بث رسائل قوية لرفع معنويات قوات الجيش وأسلاك الأمن الساهرة على حماية الوطن". ويأتي بيان وزارة الأوقاف التي يقودها محمد عيسى أياما فقط بعد اجتماع وزاري مصغر ترأسه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الأحد الماضي حول الوضع في المنطقة حضره رئيس أركان الجيش الجزائري والوزير الأول عبد المالك سلال توّج بإصدار 3 أوامر رئاسية لتحصين الجزائر ضدّ تداعيات الوضع الأمني المحيط بالبلاد وهذا بعد 48 ساعة من محاولة الاعتداء الفاشلة على مركز مراقبة تابع لشركة "سوناطراك" النفطية العملاقة الحكومية بمنطقة "الخريشبة" بالمنيعة. وشكل الهاجس الأمني صلب الرسالة التي وجهّها الرئيس بوتفليقة إلى الجزائريين بمناسبة ذكرى عيد النصر المصادف ل 19 مارس من كل سنة عندما راح يحذر المواطنين "من مغبة الانسياق وراء دعوات التخريب" ويلفت انتباه العامة مما وصفه "أزمات مشتعلة في دول مجاورة" دون أن يذكرها بالاسم . ويتواءم بيان وزارة الأوقاف التي صارت تنخرط منذ فترة في حملات التعبئة السياسية منذ تفجّر الوضع الأمني على حدود الجزائر، رغم خطاب السلطة الذي ظل يشدد على ضرورة إبعاد السياسة عن منابر المساجد على خلفية أزمة التسعينيات والعنف المسلح، مع تصريحات صريحة لرئيس أركان الجيش الجزائري الذي حذر هو الآخر من "مخاطر أمنية محتملة" لم يحددها بالضبط ويدعو جميع وحدات الجيش المرابضة على الحدود بالأخص الشرقية المتاخمة لليبيا و تونس ب "مواجهة أي خطر محتمل يفرضه تمدد التنظيم الإرهابي المسمى داعش".