في عددها الجديد الحادي والخمسين تواصل مجلة “المسرح” الشهرية التي تصدرها دائرة الثقافة في الشارقة، الإضاءة على العديد من الفعاليات المسرحية والمؤلفات النقدية المرتبطة بالفن المسرحي، علاوة على تقديم عدد من الحوارات والمقاربات. ويحتوي العدد الجديد من المجلة على مقالات وتقارير وحوارات ومتابعات متنوعة حول النشاط المسرحي محليا وعربيا ودوليا. في باب “مدخل” استطلعت المجلة مجموعة من الفنانين حول مسار وأثر مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي بمناسبة دورته السابعة التي تنظم في الفترة من الثامن إلى غاية الثاني عشر من ديسمبر الجاري. والمهرجان الذي ينظم على مدار أربع ليال ما هو إلا مناسبة أخرى تتبناها الشارقة، وتجمع عبرها أهل المسرح من الأقطار العربية، للحوار والتواصل والتداخل، حول كل ما يمكن أن يسهم في تطوير وتحفيز تجاربهم الإبداعية والتنظيرية، ويرفدها بالمغايرة والاختلاف، ويتقدم بخطواتها في الطريق إلى الجدة والحداثة. وترتكز فكرة هذه التظاهرة، التي تمزج الفني والاجتماعي والفلكلوري، على احتفاء وإيمان عميق بغنى وثراء الثقافة الصحراوية، هذه الثقافة الحيوية التي لطالما ألهمت أسفار الرحالة، وقصص الرواة، وألوان الرسامين، بفضائها الواسع، وامتداداتها اللامحدودة، برمالها وكثبانها ووديانها وعمارتها وناسها وعاداتهم وتقاليدهم في شتى أحوالهم بين الاستقرار والانتقال. إضاءة على العديد من الفعاليات المسرحية والمؤلفات النقدية المرتبطة بالفن المسرحي إضاءة على العديد من الفعاليات المسرحية والمؤلفات النقدية المرتبطة بالفن المسرحي تتمحور عروض المهرجان في بنيتها على الحكاية والشعر والأداء، وعلى أساليب متعددة من التعبيرات الفنية التي تختزنها الذاكرة الجمالية للصحراء، ويُراد لهذه العروض أن تعكس الملامح المتنوعة للثقافة الصحراوية الممتدة طولا وعرضا في المشرق والمغرب من جغرافية الوطن العربي. وفي ركن “قراءات” نشرت المجلة مراجعات عدة حول عروض مسرحية شهدتها العواصم العربية أخيرا، فكتب عبدالكريم قادري حول قوة المضمون وجماليات الأداء التمثيلي في عرض “جنون التمثيل” للمخرج الجزائري علي جبارة، وناقش سامر محمد إسماعيل صيغة الإعداد والمقاربة الإخراجية في قراءته لعرض “عائلتي” للمخرج السوري مجد فضة، وتطرق رضا عطية إلى البعد الشعري والكثافة الدلالية في العرض المونودرامي “فنتولين العودة” للمخرجة الفلسطينية إيمان عون، وكتبت ميسون علي عن مفهوم مسرحة السرد، وجماليات الفضاء اللعبي في “من أجل الجنة، إيكاروس” للمخرج المصري أحمد الألفي، وتناول إبراهيم الحسيني العلاقة بين النص والإخراج قارئا عرض “بنك القلق” للمخرجة دينا أمين. وفي “حوار” نشرت المجلة مقابلة أجراها عبدالكريم الحجرواي مع الباحث والكاتب المسرحي المصري أحمد شمس الدين الحجاجي تحدث فيها عن بداياته، وأنشطته الأكاديمية في التاريخ المسرحي وتحقيق وتقديم السير والحكايات الشعبية، ودور النقد والنقاد في تعميق الصلة بين “أبوالفنون” والجمهور في البلاد العربية. وفي “صروح” كتب سوالمي حبيب عن جماليات العمارة الأندلسية في مسرح قصر الثقافة بمدينة تلمسان الجزائرية، وحكى أنور محمد رحلته إلى مهرجان الجزائر للمسرح المحترف قبل عشر سنوات في باب “أسفار”. وفي “مطالعات” كتب حاتم الكناني عن كتاب “المسرح وتجلياته في المشهد السياسي السوداني المعاصر” للباحث السوداني السر السيد. وبمناسبة نهاية العام خصصت المجلة باب “أفق” لحصيلة الأنشطة المسرحية خلال سنة 2023 في الشارقة، والقاهرة، وتونس، والجزائر، وبيروت، ودمشق، والرياض، وبغداد. وتضمن “متابعات” حوارات مع الممثلة الإماراتية بدور الساعي، والكاتبة السورية خلود المصفي، والمخرجين التونسيين أنور الشعافي وغازي الزغباني. وفي “رسائل” واكبت المجلة بعض الأنشطة المسرحية التي نظمت في سلطنة عمان، والأردن، والمغرب، ومصر، والبحرين.
مشاركة :