تتسبب الضغوط الاقتصادية، والمشكلات الحياتية التي يعيشها الإنسان، في تسلل التوتر والقلق إليه، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب إذا لم يُعالج في البداية. وتأثير الاكتئاب كبير على الحالة النفسية والمزاجية للفرد، إذ تتأثر معاملاته مع أصدقائه في العمل، وأسرته -حال تواجدها-، فالاكتئاب أخطر ما يصيب الإنسان، ويحتاج إلى علاج فوري حتى لا تتفاقم المشكلة. وليس الاكتئاب إيغالًا في الحزن، وتبلُّدًا في المشاعر، وارتباكًا في الفكر فحسب، بل قد يمتدّ تأثير الاكتئاب في الجسم؛ مُخِّلًا بوظائف الجهاز الهضمي، مُنهِكًا للبدن عند أداء المهام اليومية اليسيرة، وقد فسَّر بعض الباحثين ذلك بخلل النواقل العصبية كالسيروتونين، وبغض النظر عن السبب، فلن يُضِيرك الاطّلاع على هذه الأعراض. قد يظهر الاكتئاب على الجسم في صورة ألمٍ، أو تقلبات الجهاز الهضمي، أو إرهاق دون سببٍ واضحٍ له، أو غير ذلك على التفصيل الآتي ذكره: قد يشعر مُصابُو الاكتئاب بأوجاعٍ غامضة، تأتي في مفاصلهم، أطرافهم، أو حتى في الظهر، بينما أورد بعضهم وجود ألمٍ في كامل الجسم، والذي قد يكون مزمنًا ومُنهكًا للمرء. وفسَّر الباحثون ذلك الألم المُصاحِب للاكتئاب بالتفسيرات الآتية: وأظهرت دراسةٌ عام 2017 في مجلة جمعية "العلاج بتقويم العمود الفقري الكندية «The Journal of Canadian Chiropractic Association» أنَّ أكثر أنواع الألم شيوعًا لدى البالغين، وهو ألم أسفل الظهر، قد يكون مُرتبطًا بالاكتئاب. وقد كشفت دراسةٌ أبكر أنَّ المُصابِين بالاكتئاب أكثر عُرضةً لألم الظهر بنسبة 60%، مقارنةً مع غير المُكتئبين. اضطرابات الجهاز الهضمي من علامات الاكتئاب الجسدية، مثل: الغثيان، انتفاخ البطن، الإسهال، أو الإمساك، وأحد التفسيرات المُحتمَلة لذلك السيروتونين الذي: فأغلب سيروتونين الجسم يُنتَج ويُخزَّن في الجهاز الهضمي، ولذا فمنطقيٌ أن تظهر بعض أعراض الجهاز الهضمي إثر اضطراب السيروتونين في الجسم. عندما يضعف جهاز المناعة، قد يتلبَّس الإنسان بمرضٍ يطول معه ولا يزول سريعًا، وبعض أنواع العدوى، مثل نزلات البرد غير الخطيرة، لكن مع ضعف المناعة، فإنّها قد تُهدِّد الإنسان بمضاعفات، أو ربَّما يصعب علاجها، ويطول أثرها. ما زالت تستقصي الأبحاث العلاقة بين الاكتئاب والمناعة، وقد افترضت بعض الدراسات أنَّ التوتر المزمن، قد يُسبِّب ردود فعلٍ التهابية في الجسم، تُؤثِّر في المُركَّبات الكيميائية المُنظِّمة للحالة المزاجية للمرء، ومعلومٌ أنّ التوتر والاكتئاب مرتبطان ببعضهما البعض. اقرأ أيضًا: هل يمكن للتنويم المغناطيسي أن يقضي على الاكتئاب؟ تُعدّ اضطرابات النوم من العلامات التشخيصية الرئيسة التي يستند إليها الأطباء في تشخيص الاكتئاب؛ إذ تتراوح اضطرابات النوم المصاحبة للاكتئاب بين: والعلاقة بين اضطراب النوم والاكتئاب تسير في كلا الاتجاهين، فالمعاناة من اضطراب النوم، تزيد فرص الإصابة بالاكتئاب. مهما نام المُصاب بالاكتئاب وأخذ حظّه من الراحة، فذلك لا يكفيه؛ إذ يستمر شعوره بالتعب والإرهاق، وقد يجد صعوبةً في النهوض من سريره في الصباح، أو أداء أنشطته اليومية المُعتادة. يُعدّ الإرهاق من الأعراض عسيرة العلاج، وإن كان شائعًا، فحتى بعد تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، يستمر الإرهاق لدى بعض الناس، خاصةً حال معاناتهم من اكتئابٍ شديد. ويتناوب الإرهاق والاكتئاب على المرء في دائرةٍ يصعب كسرها؛ إذ إن الإرهاق وغياب الحافز يزيدان الاكتئاب، ومِنْ ثَمَّ فمُعالَجة الإرهاق ضرورة مُلحّة بجانب علاج الاكتئاب. تنقسم أعراض الإرهاق والتعب إلى: يُصِيب الاكتئاب تناغم الجسم والعقل في العمل معًا لإنهاء المهام اليومية، فيظهر تباطؤ النشاط النفسي الحركي في الأمور الآتية: تزداد فرص الإصابة بالأعراض النفسية الحركية مع تقدُّم العمر، ومع أنَّ الاكتئاب شائعٌ مع تقدُّم السن؛ فإنّه ليس جزءًا من طبيعة الشيخوخة. بيَّنت الدراسات، حسب موقع "verywellhealth"، أنَّ الاكتئاب يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصةً مع معاناة المرء من أعراض الاكتئاب الشديد. قد يُواجِه مُصابُو الاكتئاب توترًا في حياتهم، ومعلومٌ أنّ التوتر المزمن من العوامل الرئيسة في الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وارتفاع ضغط الدم هو المفتاح لخرق صحة القلب والأوعية الدموية؛ إذ يصير المرء مُعرَّضًا لأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية، والسكتات الدماغية. قد ترتبط فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، تزامنًا مع الاكتئاب، مع أشياء أخرى سوى الاكتئاب، مثل: اقرأ أيضًا:أبرز طرق الوقاية من الإصابة بالقلق والاكتئاب قد يُعزِّز الاكتئاب شهيتك، أو يذهب بها بعيدًا، وحسب تأثيره، تكون زيادة الوزن أو خسارته، كما سيتضح فيما يلي: سلوكيات تتضمَّن الإفراط في الأكل، أو في أنواعٍ مُعيَّنة من الطعام، ما يُفضِي إلى زيادة الوزن، وذلك في إطار محاولة المرء التخفيف من مشاعر الاكتئاب لديه، أو نتيجة إفراز الكورتيزول في الجسم؛ نتيجة التوتر والاكتئاب. السيئ ليس زيادة الوزن فحسب؛ لأنّ شكل الجسم بعد زيادة الوزن قد لا يُعجِب المرء، ومِنْ ثَمَّ يزيد اكتئابه، فقد ربطت دراسةٌ بين زيادة كميات الدهون في الجسم والاكتئاب. قد يصنع الاكتئاب العكس، ويُفقِدك وزنًا من خلال: قد يصحب الاكتئاب أعراضٌ نعم، لكن ربّما تكون أثرًا جانبيًّا لأدوية الاكتئاب التي تناولها المريض، فبعض الآثار الجانبية لأدوية الاكتئاب جسدية بالأساس، ومن أمثلتها: لذا استشِر طبيبك قبل تناول أي دواءٍ، وتعلَّم ما قد يُسبِّبه من آثارٍ جانبية. تُؤثِّر أعراض الاكتئاب الجسدية في إمكانية إتمام المهام اليومية التي كانت يسيرة في السابق؛ لذا يسعك تطبيق الاستراتيجيات الآتية؛ لإتمام مهامك في أسرع وقت:
مشاركة :