ستوكهولم - أعلنت منصة "سبوتيفاي" التي تتبوأ الصدارة عالميا في مجال الخدمات الصوتية، الاثنين، عن "خفض بنحو 17 في المئة" في قوتها العاملة، أي الاستغناء عن خدمات نحو 1500 من موظفيها، سعيا إلى الحدّ من نفقاتها وتاليا جعل ربحيتها مستدامة. وقال المديرون بالشركة في رسالة للعاملين إنها سوف تتخلى عن 17 في المئة من قوتها العاملة في محاولة لتكون أكثر كفاءة في ظل تباطؤ النمو، وفق ما ذكرت وكالة "بي ايه ميديا" البريطانية. وباتت موجة الصرف هذه الثالثة التي تلجأ إليها سبوتيفاي هذه السنة، إذ سبق للمجموعة السويدية أن أعلنت في يناير/كانون الثاني الاستغناء عن 600 موظف، أتبعتهم بمئتين في يونيو/حزيران الماضي من قسمها المختصّ بالمدوّنات الصوتية. وتندرج هذه التخفيضات في عدد الموظفين في إطار موجة صرف شهدتها شركات التكنولوجيا العالمية منذ بداية عام 2023، وخصوصا تلك الأميركية العملاقة على غرار ميتا وألفابت وأمازون. ولفت دانييل إيك الرئيس التنفيذي لسبوتيفاي في رسالة إلى الموظفين إلى أن الشركة وظفت المزيد من الأشخاص في عامي 2020 و2021 بسبب انخفاض تكلفة رأس المال وزيادة الإنتاج الذي ارتبط جزء كبير منه بالحصول على مزيد من الموارد. واستثمرت سبوتيفاي أكثر من مليار دولار لإنشاء أعمال البث التابعة لها، وتعاقدت مع مشاهير مثل كيم كارداشيان والأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، ووسعت انتشارها في السوق في معظم دول العالم سعيا للوصول إلى مليار مستخدم بحلول عام 2030. ولدى الشركة حاليا601 مليون مستخدم، ارتفاعا من 345 مليونا في نهاية عام 2020. وقال إيك "ناقشنا إجراء تخفيض أقل خلال عامي 2024 و2025"، متابعا "مع ذلك، وبالنظر إلى الفجوة بين وضع هدفنا المالي وتكاليفنا التشغيلية الحالية، قررت اتخاذ إجراء أساسي لضبط تكاليفنا هو الخيار الأفضل لتحقيق أهدافنا". وكتب دانييل إك في رسالته إلى الموظفين التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس "أدرك أن الخفض بهذا الحجم قد يبدو مفاجئا بالنسبة للكثيرين نظرا لتقرير الأرباح الإيجابي الأخير وإلى النتائج التي حققناها". ففي الربع الثالث، حققت المجموعة أرباحا تشغيلية نادرة، على خلفية زيادة بنسبة 26 في المئة في عدد مستخدميها النشطين الذي ارتفع إلى 574 مليونا. وتتوقع الشركة بلوغ عدد المستمعين شهريا 601 مليونا في الربع الأخير. وأوضح إك في رسالته أن العمليات ستتيح للمنصة تحقيق "أهدافها المستقبلية" وضمان جهوزيتها "لمواجهة التحديات المقبلة". وإذ ذكّر إك بأن الشركة "استثمرت عامَي 2020 في توسيع الفريق وتحسين المحتوى وفي التسويق والأسواق العمودية الجديدة"، موضحا أنها اليوم "في بيئة مختلفة كليا". وأضاف "رغم الجهود التي بذلناها لخفض الأكلاف في العام الماضي، إلا أن هيكل تكلفة تحقيق أهدافنا لا يزال مرتفعا جدا"، مشيرا إلى أن "النمو الاقتصادي تباطأ بشكل كبير". وواظبت سبوتيفاي منذ إطلاقها عام 2006 على الاستثمار لتعزيز نموها من خلال التوسع إلى أسواق جديدة ومن ثم تقديم محتوى حصري، مثل البودكاست. في عام 2017، كان لدى سبوتيفاي 3000 موظف، وقد زادت قوتها العاملة بأكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 9800 موظف في نهاية عام 2022. ولم تسجل أبدا أرباحا صافية على مدار سنة مالية كاملة، ولا تحقق أرباحا ربع سنوية إلا في بعض الأحيان، رغم نجاحها في سوق الموسيقى عبر الإنترنت. وحققت المنصة في الربع الثالث زيادة بنسبة 16 في المئة في عدد المشتركين بخدماتها المدفوعة، والذين يشكلون غالبية حجم مبيعاتها، ليصبح مجموع هؤلاء 226 مليونا. وأعلنت شركتا التكنولوجيا العملاقتان ميتا ومايكروسوفت خططا تستغني بموجبها كل منهما عن عشرة آلاف موظف على الأقل. وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة أمازون الاستغناء عن نحو 18 ألف موظف، في حين أعلنت ألفابت، الشركة الأم لغوغل، صرف 12 ألفا.
مشاركة :