قال خبير اقتصادي إسباني في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن أوروبا والصين قامتا ببناء تعاون اقتصادي وتجاري قوي عاد بالنفع على الجانبين في العقود الأخيرة. وقال الكاتب والخبير بالاقتصاد وشؤون الصين خوليو سيبايوس رودريغيز إنه "على مدى الأعوام الـ40 الماضية، أقامت أوروبا والصين تعاونا اقتصاديا وتجاريا مفيدا للطرفين وديناميكيا وتكافليا، ما عزز الرخاء والاستقرار لكلا الجانبين وامتد إلى جميع القطاعات الصناعية تقريبا". وصدر في وقت سابق من هذا العام كتاب لرودريغيز تحت عنوان "شاهد نمو الأرز: كيف تسكن في عالم تقوده الصين". وقال الكاتب، الذي يعيش في شانغهاي منذ حوالي 18 عاما، إن الصين "استفادت من التكنولوجيات المتقدمة والخبرات الإدارية والمنتجات عالية الجودة في أوروبا"، مضيفا أن العلاقات الثنائية في الوقت نفسه "أدت أيضا إلى تسهيل إقامة سلسلة إمداد أكثر تنوعا وأمانا". وفي المقابل، تمكنت أوروبا "من الوصول إلى السوق الصينية الاستهلاكية الواسعة، ما ساهم في زيادة صادرات أوروبا من السلع والخدمات"، في حين ساعدت الاستثمارات الصينية في أوروبا على تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، حسبما قال. وأضاف رورديغيز أن التعاون التكنولوجي بين المنطقتين عاد بالنفع على الجانبين أيضا. وقال "الصين ستظل الشريك الأساسي والذي يمثل أولوية لأوروبا"، رافضا المخاوف من أن تصبح أوروبا معتمدة بشكل مفرط على السوق الصينية. وأوضح أن سلسلة امداد متنوعة من شأنها أن تساعد على "تخفيف المخاطر المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية أو النزاعات التجارية أو الاضطرابات غير المتوقعة، وتضمن أساسا اقتصاديا أكثر مرونة واستقرارا". وأضاف أن الصين "طرف فاعل أساسي ولا يمكن الاستغناء عنها في انتعاش الاقتصاد العالمي وتعزيز التوازنات التجارية وتقوية سلاسل الامداد". ورأى أن التعافي السريع للصين بعد جائحة كوفيد-19 "غذى التجارة العالمية وأفاد أوروبا"، مع تعزيز "النمو الاقتصادي العالمي". وفيما يتعلق بالقضايا البيئية، قال رودريغيز إن "التزام الصين بالصناعات الخضراء يتماشى مع الأهداف البيئية العالمية، ما يسهل التعاون ونقل التكنولوجيا". ومع ذلك، أكد أن هناك حاجة إلى "مواصلة الحوار والتعاون وأطر التعاون المتبادل" للحفاظ على هذه العلاقة الحيوية. وأوضح أن رئاسة أسبانيا الحالية للمجلس الأوروبي تمنحها الفرصة "لتعزيز الحوار ومعالجة المخاوف الثنائية وتوليد الثقة" في العلاقات الصينية-الأوروبية. وأكد أن "إسبانيا يمكن أن تدعو إلى بذل جهود مشتركة لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والصحة العامة والتأكيد على القيم المشتركة"، مشيرا إلى أن بلاده يمكنها من خلال دعم هذه المبادرات أن تسهم بشكل كبير في تعزيز علاقة بناءة وتعاونية بين الصين وأوروبا.■
مشاركة :