أطلق مركز أبوظبي للصحة العامة، التابع لدائرة الصحة – أبوظبي، أول تقرير استدامة مؤسسي، ضمن سياسة الاستدامة التي طورها المركز والهادفة إلى حوكمة جهود الاستدامة والتي تتضمن خطة إدارة الاستدامة ونموذجاً تشغيلياً لتحليل المخاطر وتقريراً شاملاً وفق مؤشرات محددة. وأظهرت نتائج التقرير الذي أعلن عنه في مؤتمر صحفي أمس ضمن مؤتمر «كوب 28»، خفض الانبعاثات الكربونية المباشرة بنسبة 33% والانبعاثات الكربونية غير المباشرة بنسبة 19% في عام 2022 مقارنة بعام 2021، وذلك من خلال تبني تقنيات حديثة لترشيد الاستهلاك والموفرة للطاقة، كما قام المركز بوقف الاعتماد على المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. واستطاع المركز تخفيض استهلاك المياه 302 متر مكعب لكل موظف في عام 2021 إلى 51 متراً مكعباً فقط في عام 2022. وترتكز سياسة الاستدامة لمركز أبو ظبي للصحة العامة على ثلاثة محاور أساسية وهي: عمليات صديقة للبيئة، ومجتمع يتمتع بالصحة، وأطر حوكمة تلتزم بأخلاقيات وقيم الأعمال. وشمل التقرير جهود المركز في ضمان استدامة العمليات واتخاذ القرار والإدارة الاستباقية للمخاطر وأمن المعلومات، حيث يتضمن ذلك وضع خطط واستراتيجيات لتعزيز إمكانات القوى العاملة ورفع نسب التوطين ورضا العاملين، بالإضافة إلى تطوير عمليات المشتريات وسلاسل التوريد وغيرها. وتهدف السياسة إلى تقديم منظور شامل لإجراءات إدارة الاستدامة لخدمات الصحة العامة والرامية إلى تطوير إطار عمل لدمج الاستدامة في مختلف عمليات المركز التشغيلية وضمان تماشيها على الالتزامات الوطنية والعالمية في ملف الاستدامة. وتُحدد السياسة أهداف الاستدامة والإرشادات ذات الصلة وبالتالي خلق سياسات أكثر مسؤولية واستدامة ومواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والحوكمة بما ينعكس إيجاباً على صحة وسلامة أفراد المجتمع. وبموجب سياسة الاستدامة، سيقوم المركز بإطلاق تقرير سنوي يوضح بشفافية إداء المركز وفق المؤشرات التي حددتها السياسة بهدف مواصلة المضي في تحقيق أهداف الاستدامة وتعزيز سبل التعاون مع الشركاء والمبادرات التي تدعم الجهود. وفي هذا الصدد، قال مطر النعيمي، مدير عام مركز أبو ظبي للصحة العامة، في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مركز الابتكار والتكنولوجيا رقم 1 بمؤتمر «كوب 28»: يُعد إطلاق تقرير الاستدامة الخاص بالمركز خطوة هامة ضمن التزامنا المتواصل تجاه أهداف الاستدامة والمسؤولية البيئية والأثر الاجتماعي والممارسات الأخلاقية. وأضاف:« يسلط التقرير الضوء على جهودنا الرامية إلى تحقيق أثر إيجابي في حاضر ومستقبل الإنسانية. ففي ضوء تطلعاتها لأن تكون وجهة يتمتع فيها الجميع بالصحة والعافية على المستويين البدني والنفسي على الدوام، تدرك إمارة أبوظبي الصلة الوثيقة بين التغير المناخي والأزمة الصحية، وتؤمن بأن التغير المناخي هو أحد أكبر التحديات العالمية اليوم. وأشار الى حرص على اتخاذ خطوات جادة نحو تأسيس منظومة صحية متأهبة للمستقبل وقادرة على التكيف مع المتغيرات ومستعدة لحالات الطوارئ، مرسخين مكانة أبوظبي كوجهة عالمية رائدة للرعاية الصحية. من جهتها، قالت الدكتورة فريدة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة:« نتطلع من خلال إطلاق هذه المبادرة إلى مواصلة المساهمة في الجهود الوطنية والعالمية الرامية للمضي في المسار الصحيح وتحقيق خطوات حقيقية في العمل المناخي». وأضافت:« أطلقت دائرة الصحة – أبوظبي أهداف الاستدامة لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة بهدف استشراف مستقبل صفري الانبعاثات لقطاع الرعاية الصحية، سعياً للحد من أثر القطاع على التغير المناخي، وضمان مستقبل أفضل لأجيال الغد». حوكمة الاستدامة قالت الدكتورة فريدة الحوسني إن مركز أبوظبي للصحة العامة يركز على حوكمة الاستدامة ولذلك شكل فريقاً مشتركاً لمراجعة طرق العمل المالية وتحسينها، كما أن كل عمليات المركز حالياً تستهدف أن تكون صديقة للبيئة. وكشفت عن أن المركز وضع خطة لمدة 3 سنوات لتحسين عملية الاستدامة ومتابعة أداء المركز، لافتة إلى أن المركز يركز على وضع وتنفيذ مشاريع تتعلق بقياس صحة المجتمع، ضمن سياسة الاستدامة التي تتبنها دائرة الصحة – أبوظبي.
مشاركة :