التصدع السياسي والاجتماعي في إسرائيل أصبح ظاهراً، فالشروخ تتسع، والتنافر يزداد، والخوف من المستقبل يكبر يوماً بعد يوم. الأصوات بدأت تعلو، فالناس كانوا خلال السنوات الأخيرة سعداء بالانفراجات التي شهدتها المنطقة، وخاصة في الجانب المتعلق بنبذ الكراهية والسعي نحو السلام، ورحب الجميع بأبواب انفتحت من أجل تغيير واقع تجمد لعقود، وأضر بهم، وكانوا سعداء بالاتفاقات التي أبرمت، والسلام الذي تردد صداه في الكلمات التي قيلت، وقد تبخر كل ذلك، وتوحش من كان يقدم نفسه كصانع سلام، وعادت الأوضاع إلى عهدها القديم، حيث تستنزف الطاقات لإرضاء طموحات وتوهمات فئات قليلة طامعة في مصالح ضيقة. الإسرائيليون كانوا صفاً واحداً بعد 7 أكتوبر، ولكن ردة الفعل غير المبررة قلبت الأمور، فتفرقوا لأنهم لا يريدون أن يكونوا ضحايا بطولات وهمية لحكومة يمينية متطرفة، لا يريدون أن يتحملوا وزر خطايا «بن غفير» أو ذلك المتطرف الآخر الذي هدد بالقنبلة النووية، وهم يعلمون جيداً أن ما حدث في 7 أكتوبر كان ردة فعل على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وتدنيسه، ضمن سياسة الاستفزاز طلباً للتصعيد، وإطالة عمر الاحتلال ومن ثم الاستحواذ على الأرض، وإكمال مشروع المجازر! هذه الحرب ستخلق واقعاً جديداً، فإما أن يذهب الجميع إلى مفاوضات السلام الشامل والنهائي، وإما عاش كل من تواجدوا على أرض فلسطين أسرى للخوف، لهذا بدأت ترتفع وتيرة الاعتراض على حكومة اليمين المتطرف، وتم الدفع بشخص ربما يكون «حمامة سلام» في المرحلة القادمة، وهو إيهود باراك، فقد يفعل شيئاً رغم تاريخه الحافل، بعد أن تحدث عن حكومة خالية من المتطرفين، ابتداء من نتنياهو وانتهاء بابن غفير! وفي الجانب الآخر، ستختفي حماس مع اختفاء نتنياهو، ولكن هذه المجازر المستمرة بعد انتهاء هدنة الأيام السبعة ستولد موجة جديدة من الكراهية والرغبة في الانتقام، وسيزداد التطرف، فالقسوة التي توعد بها نتنياهو سكان غزة يوم أمس لن تنبت ورداً. Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :