يوضح كتاب جديد بعنوان «كيفية الوصول إلى قطاع غذائي مستدام - دليل عملي لغذاء مثالي»، أطلق في دبي رسمياً، أمس خلال حفل خاص، الخيارات والقرارات التي من شأنها حماية النظام الغذائي العالمي والارتقاء به إلى آفاق جديدة. ويشرح الكتاب، الصادر عن دار روتليدج، طبيعة ممارسات الاستدامة مجموعةً من المواضيع الغذائية. ويعرض مؤلفوه (مجموعة من الأكاديميين والخبراء في قطاع الأغذية)، لمجموعة فرص جديدة لإحداث تحول جذري في سلسلة القيمة الغذائية، بالاستناد إلى دراسات الحالة وذلك بهدف تقديم إرشادات حول كيفية تحليل الاستدامة واعتماد أفضل الخيارات الاستراتيجية لدفع عملية التحول المتمحورة حول الإنسان، سواءً داخل الشركات أو عبر سلاسل القيمة. ومن بين ذلك، ما تشير إليه بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، عن مسؤولية قطاع الأغذية عن 31 % من انبعاثات الغازات الدفيئة، و70 % من الاستخدام العالمي للمياه العذبة، و38 % من استخدام الأراضي، و80 % من فقدان التنوع البيولوجي.   وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت ميليسا باريت، المديرة العامة العالمية لشؤون تأثير واستدامة الشركات لدى دي إس إس+، الشركة التي تبنت إصدار الكتاب وتنظيم حفل تدشينه، عن الهدف الأساسي من إصدار الكتاب: «أردت مع المؤلفين المشاركين إنشاء دليل عملي لمساعدة الشركات على التعامل مع القضايا الطارئة للاستدامة في قطاع الأغذية. ولتحقيق هذه الغاية، حرصنا على تسخير كل خبراتنا وأدواتنا ومعرفتنا المعززة بالبيانات من أجل المساهمة في كشف الحقائق وتسهيل عمليات الاختيار وتوجيه الإجراءات نحو دعم التحول المستدام وحماية النظم الغذائية». أهمية ويشهد الطلب على المنتجات الغذائية الأساسية ارتفاعاً ملحوظاً قد يصل إلى 60 % في عام 2050 وفقاً لتوقعات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، لا سيما في ظل ازدياد عدد سكان الكوكب الذي يتجه نحو بلوغ 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050.  ويؤكّد مؤلفو الكتاب أن التحدي الأبرز الذي يواجه قطاع الأغذية والزراعة يكمن في تزايد عدد سكان العالم وارتفاع الطلب على الغذاء والموارد. وتبرز أهمية الانتقال بالقطاع والمجتمع إلى ضفة الاستدامة، خاصةً في ظل التحول نحو الاقتصاد المستدام، من أجل تلبية الطلب المتزايد على الإنتاج وإدارة أكبر نسبة ممكنة من الموارد الطبيعية في العالم. وتمتد موجبات هذا التحول لتشمل طلب المستهلكين والعمليات التجارية والإنتاج وسلاسل التوريد وديناميكيات سوق العمل. وفي مقدمة الكتاب، يتساءل خوان أجيريانو، رئيس مجموعة مشاريع الاستدامة والتكنولوجيا في مجموعة كيري، حول إمكانية تصميم نظام غذائي قادر على تزويد 10 مليارات نسمة بطعام صحي وشهي كل يوم. ويتيح العدالة في الوصول إلى الموارد ويراعي مختلف الثقافات ولا يسبب الإصابة بالأمراض غير السارية لمليارات البشر، وأن يتجنّب إهدار 30 % من الطعام المنتَج واستنزاف 70 % من المياه المتاحة، مع قدرته على تجديد التربة وإنعاش التنوع البيولوجي والحدّ من الاحتباس الحراري العالمي لأقل من 1.5 درجة. ويلفت إلى أنه لعلّ الطريقة الأمثل لتحقيق هذا الهدف تتمثل في تحول أنظمة الغذاء إلى اعتماد معايير الاستدامة، وتوظيف المعرفة المبتكرة والخبرات الإنسانية والتعاون مع قادة القطاع الذين يجيدون اتخاذ القرارات الصحيحة. Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App