جدد قادة دول مجلس التعاون الخليجي اليوم الثلاثاء بالدوحة، التأكيد على مواقفهم وقراراتهم الثابتة الداعمة لمغربية الصحراء والحفاظ على أمن واستقرار المملكة المغربية ووحدة أراضيها. وأكد القادة المشاركون في أعمال القمة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي انعقدت في الدوحة برئاسة قطر في البيان الختامي للقمة على أهمية الشراكة الإستراتيجية الخاصة بين مجلس التعاون والمملكة المغربية وتنفيذ خطة العمل المشترك. كما أشادوا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2703 الصادر بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي الصحراء المغربية. ويعزز القرار الدولي الرؤية والخيار الاستراتيجيين للعاهل المغربي الملك محمد السادس، لفائدة التفاوض والتسوية السلمية للنزاعات ونهج سياسة اليد الممدودة، وفق ما أكد مندوب المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة عمر هلال في تصريح سابق. ويعني الدعم الخليجي للقرار 2703 دعما لرؤية الملك محمد السادس لحل النزاع في الصحراء المغربية وفقا لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها قادة دول مجلس التعاون الخليجي دعمهم لمغربية الصحراء فمنذ سنوات تجمع القمم الخليجية في بيانها الختامي أو في تصريحات قادتها عن تأييدهم للوحدة الترابية للمملكة المغربية وتأكيدهم على العلاقات الإستراتيجية مع المغرب. وقد اكتسبت العلاقات بين الطرفين زخما كبيرا منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش خلفا لوالده الراحل الملك الحسن الثاني وعمل على الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة. وفي ديسمبر من العام 2021 أكد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على مواقفه وقراراته الثابتة الداعمة لمغربية الصحراء والحفاظ على أمن واستقرار المملكة المغربية ووحدة أراضيها. وأثنى حينها على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2602 الصادر بتاريخ 29 أكتوبر 2021 بشأن الصحراء المغربية. وفي العام 2016 أيد قادة دول مجلس التعاون الخليجي المغرب في خلاف حينها مع الأمم المتحدة في عهد أمينها الراحل بان كيمون الذي أبدى وقتها انحيازا لطروحات جبهة البوليساريو الانفصالية وخرج عن مبدأ الحياد الذي تقتضيه المواثيق والأعراف الدولية وقوانين ومواثيق الأمم المتحدة. وجاء التأييد الخليجي للمملكة المغربية حينها في ما وصفت بأسوأ أزمة دبلوماسية بشأن قضية الصحراء منذ اتفاق وقف اطلاق النار في العام 1990 وهو الاتفاق الذي خرقته بوليساريو في أكثر من مناسبة. وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز حين استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس في تلك الفترة "أود أن أؤكد باسمي واسم إخواني حرصنا الشديد على أن تكون علاقتنا مع بلدكم الشقيق (المغرب) على أعلى مستوى في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، مؤكدين تضامننا جميعا ومساندتنا لكل القضايا السياسية والأمنية التي تهم بلدكم الشقيق وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية ورفضنا لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب." ويجدد قادة دول مجلس التعاون الخليجي في كل مناسبة رسمية وفي قممهم التأكيد على هذا الموقف الثابت والراسخ والذي يعكس في مضمونه علاقة وثيقة مع المغرب لا تتأثر بالتغيرات الجيوسياسية. وفي بيانه الختامي في قمة الدوحة، هنأ المجلس الأعلى للتعاون الخليجي، المملكة المغربية بمناسبة اعتماد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لملف المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030.
مشاركة :